|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من رسالة لاون, بابا روما, إلى مجمع خلقدونية وبإفراغه (أي المسيح) نفسه بحيث صار غير المنظور منظورًا, وشاء مبدع الكائنات كلها أن يكون بين المائتين, كان ذلك تنازلاً من قبل الرحمة لا نقصًا في القدرة. وهكذا فالكائن نفسه الباقي في صورة الله صار إنسانًا في صورة عبد. لأن كلا من الطبيعتين حفظت خواصها بدون تغيير أو نقص. وكما أن صورة الله لا تنفي أو تزيل صورة العبد, هكذا صورة العبد لا تعطل صورة الله. لأنه وقد تباهى الشيطان بأن الإنسان الذي خُدع بحيلته قد حُرم من العطايا الإلهية, وبتجرده من موهبة الخلود وقع تحت حكم الموت المحزن, وهكذا وجد المخادع (أي إبليس) وهو في وسط تعاسته, نوعًا من العزاء بوجود شخص أخر رفيقًا له في المعصية. وأما الله فعملاً بمبدأ العدل فقد غيّر ما كان أعده للإنسان الذي خلقه, وجعله في منزلة سامية من الشرف, فنشأت الحاجة إلى السماح بمشورة سرية, حتى أن الذي لا يعتريه تغيير, والذي يستحيل أن تُجرد إرادته من كرمها ووجودها, ينجز خطته الأصلية من لطف محبته لنا بسر بعيد عن الفهم والإدراك. |
|