|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v يتطلَّب الجهاد للحصول على النقاوة الكاملة؛ جهاد النفس والجسد معًا في أعمال التوبة، بتناسٍق وتساٍو. فإذا وُهِب العقل نعمة ما، يستطيع عندئذ أن يُصارِع ضد الشهوات بلا هوادة أو تراٍخ، ويَتقبَّل أفكار الروح القدس وتوجيهاته وتعزياته، ويستطيع أن يطرد عن النفس الميول الدنسة النابعة عن شهوات القلب. وبفضل الشركة بين عقل الإنسان أو نفسه والروح القدس، يساعد الروح القدس الإنسان على تنفيذ الوصايا التي تعلَّمها، ويُرشِده لطرد كل الشهوات عن النفس، سواء النابعة عن النفس ذاتها مستقلة عن الجسد، أو تلك التي لحقت بها عن طريق الجسد. الروح القدس يُعَلِّم الإنسان أن يحفظ جسده كله - من الرأس إلى القدمين - في تناسق: فيحفظ العينين لتنظرا بنقاوة. ويحفظ الأذنين لتصغيا في سلام، أو تنصتا إلى الأمور الخاصة بالسلام دون أن تتلذَّذا بالأحاديث عن الآخرين والافتراءات وذمّ الغير. ويحفظ اللسان لينطق بالصلاح فقط، معطيًا وزنًا لكل كلمة، فلا يسمح لشيءٍ دنس أو شهواني أن يختلط بحديثه. ويحفظ اليدين لتتحرَّكا طبيعيًا فترتفعان للصلاة ولصنع الرحمة والكرم. ويحفظ المعدة ليكون لها حدود مناسبة للأكل والشراب، وذلك حسب القدر الكافي لقوت الجسد، فلا يترك الشهوة أو النهم ينحرفان بها، فتتعدَّى حدودها. ويحفظ القدمي ليسلكا ببر حسب إرادة اللّه، بهدف القيام بالأعمال الصالحة. بهذا يكون الجسد كله قد اعتاد على كل عمل صالح، وصار خاضعًا لسلطان الروح القدس، فيتغيَّر شيئًا فشيئًا حتى يشارك - إلى حدٍ ما - في النهاية في صفات الجسد الروحي الذي يناله في القيامة العادلة. القديس أنطونيوس الكبير |
|