رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان السيد المسيح مزمعًا أن يعين قيادات لكنيسته. فكان من الطبيعي تغيير هذه القيادات القائمة. هذه القيادات التي لا تفهم ملكوت الله بطريقة روحية، والتي لا تسلك سلوكا روحيًا، بل تضلل الشعب وتتحكم فيه... هذه القيادات التي تعاهدت على أن كل مَن يعترف بالمسيح لا بد أن تخرجه من المجمع (يو 9: 22). وهكذا أصبحت عائقا في طريق ملكوت الله... لذلك كان لابد من تغييرها. وكان الرب قد صبر على كل هؤلاء، من كتبة، وفريسيين، وصدوقيين، وناموسيين، وكهنة، ورؤساء كهنة، وشيوخ. واحتملهم زمانا طويلًا، بطول أناة عجيبة، وهدوء ووداعة. أما الآن فالوقت مُقَصِّر، ولم تبق سوى أيام على الجلجثة. كان لا بد من تغيير الكهنوت اليهودي. وذلك لسببين: أولهما أن المسيحية ستقوم على كهنوت آخر على طقس ملكي صادق (عب 7)، يختلف عن الكهنوت الهاروني الذي يقوم بتقديم ذبائح حيوانية، كانت مجرد رمز إلى ذبيحة المسيح. وانتهى عهد تلك الذبائح الحيوانية. كما أن الكهنوت الهاروني كان بالوراثة من نسل هرون. أما الكهنوت المسيحي فسيكون لكل مَنْ هو مستحق، ولا يتقيد مطلقا بسبط معين أو أسرة معينة. وهناك سبب آخر لتغيير الكهنوت اليهودي، وهو أنهم سلكوا فيه بطريقة خاطئة، وارتكبوا شرورًا عديدة لا تجعلهم مستحقين للكهنوت، فكان لابد من إدانتهم علنًا، حتى لا يكونوا عائقًا أمام الشعب، وأمام الكهنوت المسيحي الجديد. |
|