عندما يريد الله أن يقترب من نفس ما ويقودها، يزيل من أمامها كل ما هو خارجي. لمّا كنتُ مريضة وأخذت إلى المستوصف تعذّبت كثيرًا من الضجر. كنّا راهبتين مريضتين في المستوصف. كانت الراهبات تزور الأخت دون أن يزوروني. كان هناك بالواقع مستوصف واحد ولكن لكل راهبة غرفتها. كانت ليالي الشتاء طويلة وتُرك النور للأخت ن. وأعطيتْ راديو مع سماعات على الرأس، بينما لمْ أستطع أن أحضر تأملاتي بسبب فقدان النور في غرفتي.
وبعد أن مضى أسبوعٌ على هذه الحال شكوت أمري إلى الرّب ذات مساء، كاشفة له عن ألمي لعدم تمكّني من تحضير تأمّلاتي من الظلمة. قال لي إنه سيأتي كل مساء ويعيّن لي نقاط تأمّلي لليوم التالي. كانت هذه النقاط تتمحور حول آلامه المليئة حزنًا. كان يقول لي: «تأمّلي بعذابي أمام بيلاطس». وهكذا تأمّلت في آلامه طيلة أسبوع مركّزة على فكرة بعد فكرة. خالج نفسي مذّاك فرح كبير ولم أعد أرغب في رؤية الزائرين أو في الضوء في غرفتي. لقد كفاني يسوع في كل شيء. تبذل الرئيسات كل اهتمام بالمريضة ولكن رغبة الله كانت أن أشعر بأني منسيّة. إن أفضل معلم وضع على حدة كل شيء مخلوق حتى يتدبّر هو وحده الأمور. لقد اختبرت عدّة مرّات هذا النوع من العذاب والاضطهاد فقالت لي الأم م. [ربما الأم مرغريت] «يا أختي، إن العذاب ينبت من الأرض، في طريقك. أنظرُ إليك يا أختي وكأنّك على الصليب ولكن إني أرى أن يسوع يُدبّر ذلك. فكوني أمينة للرب».