رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخادم الذي أصبح قائدا يكتب الوحي المقدس عن يشوع انه كان خادما لموسى (خروج 24 :13 قارن يشوع 1: 1). وهكذا نرى أن يشوع يبدأ حياته كخادم لرجل عظيم الشأن، له علاقة قوية بالله ، وصف بأنه كليم الله، ولذلك نرى موسى وهو يدرب يشوع كخادم وتابع له، فأصعده معه إلي جبل الله (خروج 24 : 13)، مما أثر في ارتباط يشوع بالله، وثقته فيه، وعبادته له، يكتب عنه الوحي فيقول "وإذا رجع موسى إلي المحلة كان يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة" (خروج 33 : 11). وعندما بلغ يشوع الأربعين من عمره أختاره موسى ليقود الجيش في معركة رفيديم ضد عماليق ( خروج 17 : 9 ) ورغم صعوبة الموقف إلا أن يشوع أطاع قائده وآمن بأن إلهه سيحقق له الانتصار"فهزم يشوع عماليِق وقومه بحِد السيفِ" (خروج 17 : 13). عند وصول مسيرة الشعب إلي برية فاران أختار موسى كقـول الرب رجلا من كل سبط وأرسلهم ليتجسسوا أرض كنعان فكان يشوع ممثلا لسبط أفرايم وكالب بن يفنه ممثلا لسبط يهوذا، ومعهم عشرة رجال أخرين، وعند عودة الرجال قدم عشرة منهم تقريرا مخيفا عما رأوه ، وقالوا انه من الأفضل أن نعود إلى مصر، إلا أن رجلين وضعـا إيمانهما بالله هما يشوع بن نون وكالب بن يفنه، وأعطيا تقريرا مختلفا عن كل هؤلاء، يقول الكتاب المقدس عنهما "مزقا ثِيابهما وكلما كل جماعِةِ بنيِ إِسرائِيل قائِلينِ الأرض التي مررنا فِيها لِنتجسسها الأرض جيدة جِدا جِدا إِن سر بِنا الرب يدخِلنا إِلي هذِهِ الأرض ويعطِينا إِياها أرضا تفِيض لبنا وعسلا إِنما لا تتمردوا على الرب ولا تخافوا مِن شعبِ الأرضِ لأنهم خبزنا قد زال عنهم ظِلهم والرب معنا لا تخافوهم" ( عدد 14 : 6 – 9 ). لقد أدرك يشوع وكالب عظمة الله وقدرته الفائقة والنصرة التي سيهبهم إياها. فكافئهما الله وأدخلهما إلي أرض الميعاد التي أقسم لإبراهيم واسحق ويعقوب بها. وشهد الله عنهما قائلا في سفر العدد هذه الكلمات "لن يرى الناسِ الذِين صعدوا مِن مِصِر مِن ابِن عِشرِين سنة فصاعِدا الأرضِ التي أقسمت لإِبراهِيم وإِسحق ويعقوب لإِنهم لم يتبعونيِ تمامـا ما عدا كالِب بن يفنة القِنِـزِي ويشـوع بن نون لأنهما اِتبعا الرب تمامـا" (عدد 32 : 11 – 12). كانت الأغلبية ترى صعوبة تحقيق الانتصار، وكانت نظرتهم للأمور واقعية جدا، لكن الأقلية التي رأت الموقف بمنظور الله، وعرفت قدرته وآمنت بوعده، علمت أن الانتصار سيكون لهم حليفا، قد تكون الظروف المحيطة بك مخيفة بحق، فيا ترى فيمن تضع ثقتك؟ هل في قوتك، وقدرتك، أم تكون كيشوع الذي عرف وعد الرب وآمن به، فكان قويا رغم ضعف من حوله، شجاعا رغم خوف كل الشجعان، إن الله يدعونا لأن لا نرهب ولا نرتعب بل نؤمن به، ونتمسك بوعوده لنرى كيف يهبنا انتصاره! ولما قرب وصول الشعب بقيادة موسى إلي أرض الموعـد قـال الرب لموسى "اصعد إِلي جبلِ عبارِيم هذا وانظر الأرضِ التي أعطيت بني إِسرائيِل ومتى نظرتها تضم إِلي قومِك أنت أيضا كما ضم هرون أخوك" وعرف موسى قصد الرب وأن حياته قربت علي الانتهاء، "فكلم موسى الرب قائِلا لِيوكِل الرب اله أرواح جميِع البشرِ رجلا على الجماعةِ يخرج أمامهم ويدخل أمامهم ويخرِجهم ويدخِلهم لِكِيلا تكون جماعةِ الرب كالغنمِ التيِ لا راعِي لها فقــال الرب لمِوسى خذ يشوع بن نون رجلا فِيِه روح وضع يدك عليهِ وأوقِفه قدام ألِعازار الكاهِنِ وقـدام كل الجماعةِ وأوِصِه أمام أعينهِم واجعل مِن هيبتِك عليهِ لِكي يسمع له كل جماعةِ بني إِسرائِيل فيقِف أمام ألِعازار الكاهِنِ فيسأل له بِقضاءِ الأورِيمِ أمام الرب حسب قولِه يخرِجون وحسب قولِه يدخلون هو وكل بنيِ إِسرائِيل معه كل الجماعةِ ففعل موسى كما أمره الرب اخذ يشوع وأوقفه قدام ألِعازار الكاهِن وقدام كل الجماعةِ ووضع يديِه عليهِ وأوصاه كما تكلم الرب عن يدِ موسى" (عدد 27 : 12 – 23). وهكذا انتقلت القيادة إلي يشوع بن نون الذي "كان قد امتلأ روح حِكمة إِذ وضع موسى عليِه يديِه فسمع له بنو إِسرائِيل وعملـوا كما أوصى الرب موسى" (تثنية 34 : 9). وأصبح يشوع بن نون هو القائد الذي سيتولى مهمة قيادة الشعب والدخول به إلي أرض الموعد. بدأ يشوع خادما وسار مطيعا، متواضعا، محبا لله، مؤمنا بقدرته وسلطانه، ممتلئا من روح الحكمة، فأختاره الله قائدا لشعبه موكِلا إليه مهمة قيادة الشعب والدخول به إلي أرض الموعد والتمتع بمواعيد الله التي سبق فقطعها لإبراهيم واسحق ويعقوب. إن الله يعد القادة الذين يوكل إليهم المهام العظيمة، وكلما كان الإنسـان أمينا متواضعا طيعا في يد الله، كلما صنع الله منه بطلا عظيما. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرعد الذي أصبح نسيمـًا |
الخادم أصبح مخدوم |
الذي كنا فية فرقنا لا الزمان أصبح زماننا |
الصياد الذي أصبح رسولاً |
الخادم الذي أصبح قائداً |