عجائب القديسين كيروس ويوحنا(4)
5- شفاء ثيؤدورة زوجة الخادم التي مرضت بمرض شديد في عينيها
بعدما سردنا أمراض وشفاء خريستوذولوس جيد أن نتذكر الآن ثيؤدورة ( لأنه هذا كان إسم زوجة خريستوذولوس ) والتي قد فعل معها الشهيدين معجزات .
في البداية إذا فلنذكر أول معجزة تمت لها ، لأنها تستحق التذكار ، إذ تظهر لنا وللغائبين حث وتذكير للقديسين ، الذين يشفون البعيدين جداً والذين يأتون إليهم بهدف الشفاء ، ويفعلون ذلك لأجلهم وليس لأجل لمعان الذهب والفضة والكنوز والجواهر الكريمة ، ومن خلال هذا الحدث نوضح هذا .
أصيبت المرأة بمرض في عينيها وكانت في المدينة منزعجة تعاني من المرض ، حيث كان هناك حشد من الأطباء يزورونها وجميعهم وجدوا صعوبة في تصدي هذا المرض . وإذ نتكلم بأسلوب شعري نقول , أنه هكذا كانت شدة المرض حتى أنه تصدى لكل الأطباء وقد أنهى تلك المعركة القديسين بظهورهم والنصر قد جعله محالف للطرفين ، بل وأكثر من هذا قد كافئوا الطرفين بالحق ، فبمعونتهم أنهوا الداء حتى لا يحزن أحدهم بسبب انتصار الآخر عليه لا المرض ولا الذين أرادوا أن يعالجوه .
ولنذكر أيضاً الطريقة التي دبرها بالحقيقة الشهيدين ، لأنها تصور للجميع تواضعهم الفريد .
في ذلك الوقت إذ قد مرضت المرأة في نظرها ,، وكان هناك صراع قائم بين الأطباء والمرض ، وكان قد أوصى أفلوجيوس ذاك العظيم الذي ذكرناه من قبل ، أن يوكل مزار أباكير ويوحنا لخريستوذولوس ليهتم به . فعندما علمت زوجته ثيؤدورة بهذا تشاجرت مع زوجها كثيراً وكانت تقبح تلك الخدمة لأنها كانت تقول أنها تبعد مسافة كبيرة من المدينة وهكذا ستضطر لترك بيتها وتعيش في الصحراء . وبكل وسيلة كانت ترفض الخروج من المدينة وكانت مستعدة بشجار النساء أن تواجهه .
وأيضاً الحجة الثابتة والتي من الصعب دحضها ، كان مرض عينيها . وهكذا أقنعت زوجها أن يتنازل عن هذه الوظيفة (لأنه هكذا هم النساء أشداء في إقناع أزواجهن بأي شئ يريدونه حتى ولو كان شيئاً تافه إلى أقصى حد ، ولديهن طبيعة محالفة والتي بها وكآنية ضعيفة يملكون في جنسهن الأنثوي تلك المقدرة ) .
وعندما علما القديسين هذا بالطبع ، ولأنهم كانوا مسرورين بتعيين خريستوذولوس ، ظهروا للمرأة في منامها وهيئوها أن ترافق زوجها لمزارهم المقدس . قالوا لها : لأي سبباً تعطلين زوجك عن خدمتنا التي تعين لها ؟
أما هي فسألت : مَن , مَن أنتم ؟ أشهداء المسيح ؟
أما كير فقال لها : أنا كير وهذا هو يوحنا الذي حمل معي شرف الجهاد .
فقالت له المرأة : فقط لأجل مرض عيناي ، لأني سأبتعد من هنا عن مساعدة الأطباء .
وإذ قد سمعا الشهيدين منها ذلك الكلام حتى أظهرا لها مباشرة مزارهما المقدس وأراها حشد المرضى المنطرحين هناك ، وكانا يصفان لها بالضبط مرض كل أحد موجود هناك . وبعد ذلك قالا لها : ألا نستطيع مع كل هؤلاء أن نشفي عينيك ؟ وإذ قالا لها ذلك أقنعاها بالأعمال وليس بواسطة أقوال جافة . لأنه برؤيتها فقط لذلك المزار المقدس انتهى المرض فوراً ولم تعد تعاني من ذلك الألم الذي في العينيين ، إذ أ ن رؤية بيعة القديسين فقط أثمر فيها شفاء لا يذبل ، لأن شكل المزار الجميل استطاع أن يشفي أمرّ داء ويظهر قوة القديسين المقيمين فيها .
وسأذكر أيضاً المعجزة الأخرى التي تمت لها من قبل الشهيدين ، بعد أن انتهينا من ذكر الأولى ، ولن أخفي ذلك عن السامعين ، لأن هذه لا ينبغي لها الصمت كخداعات الشيطان القبيحة لأن تلك ينبغي الصمت عنها والنسيان والدفن والظلمة الخارجية كمكان يُخفى فيه الخراب الحاصل ، وأما هذه فسيعلنها ملاك يمكث في مساكن علوية تمس السحب ذو صوت قوي وبواسطة بوق وبصوت عظيم يهتف بها ، لأنها توجد في مكان ظاهر وليس خفي يمتلئ بالمعجزات التي أقامها الشهيدين ولا نطويها بخجل فهي تستحق أن تعرف للجميع وتُعلن بوضوح لكل الأرض
فلنذكر إذاُ ولا نخفي ونركض قائلين ونرقص مبشرين بأعمال القديسين لجميع المؤمنين ، لأنه بعد فترة طويلة من مرض عيني ثيؤدورة بل بالأكثر بعد فترة طويلة من شفاء مرض عينيها ، كانت تغتسل ، وذلك في حمام خاص بالقديسين ، لأنها كانت تعيش هناك في ذلك الوقت . وإذ كانت تغتسل وقعت عن طريق الخطأ وحدث لها شرخ في الجزء الخلفي وإذ انزلقت في شئ لزج من الذي تساقط في الغالب من الدهانات التي تستخدمها النساء وكانت السقطة خطيرة . لأن ذلك حدث بعد الاغتسال إذ كانت خارجة من الماء الدفي إلى الهواء البارد ، وعندئذ يكون الجسم المغتسل حساس وضعيف بسبب انتشار الدم وتدفقه البطيء . لأن ذاك الدم الدافئ إذ تعرض لهواء بارد يهرب ويختبأ داخل القلب من التعرض للبارد وذلك عن طريق الانقباض ولكن إن تعرض لهواء دافئ تنسحب الحرارة وتصل إلى الخارج مباشرة ومحرراً بطريقة أو بأخرى من الهواء المندفع إليه والانقباض . وفي مثل تلك الحالة التي للجسم كانت توجد ثيؤدورة وقعت على ظهرها وعلى تجمع عصبي كما جرحت أيضاً بجرح عميق في كوعها وكان الجرح كبير ومفتوح فأدى إلى نزف دموي كثير . ولكن الجرح كان خطير وكان كبير لدرجة يصعب شفائه ، فظهر الشهيدان لها مباشرة وشفوها ولم يتركوا أي فتحة في اليد أو الكوع أن تكتشف . فيجب الآن أن تتعرفوا بالطبع عن دواء الصحة الذي استخدمه الشهيدين المكرمين لشفاء هذا الداء في لحظات ، وسأذكر هذا أيضاً باختصار وسأوضحه للسامعين .
لأنه إذ أقبل الليل وتناهى ضياء شمس ذلك اليوم ، ظهر القديسين لتلك المرأة المجروحة التي كانت قد نامت ، وكأن النوم كان لها بمثابة نعمة في وسط أتعابها حتى تتقبل سريعاً زيارة القديسين لها .
وعندما ظهرا لها الشهيدين محبو البشر ، أمروها أن تغمس يديها في خمر من Mareoty , وأن تضع على الجرح نساي من ذئب البحر ( وهذا هو سمك بحري يُسمى بذئب البحر ) , وأمروها أيضاً أن تغتسل سريعاً ، لأنهما علما إن الضرر كان من الشياطين ، الذي أحدث هذا بهذه الطريقة أو بأي عمل شرير ، والذي سيرفع أولئك ضدهم أعلام الشفاء . وإذ قد أتمت أمر القديسين شُفيت ثؤدورة في الحال . أما الشياطين فخزوا من محاولة فعل الشر ، أما الشهيدين فتمجدا لأن المسيح إلهنا يعمل بواسطتهما أعمالاُ مجيدة .
“ترجمة: يؤانس فورتوناي وإيريني مفروذي
من المجلد رقم 78، الباترولوجيا“