اليوم احتاجك يارب
كعادتها في كل مساء أنهت الأم الفاضلة أعمالها المنزلية وجلست تنتظر ابنها الوحيد الشاب ابن الـ26 عاماً الذي سيعود من عمله الجديد في سلك الشرطة.
وإذ بجرس الهاتف يرن حاملاً معه ما قطع أوصال الأم، فوحيدها الغالي يرقد في المشفى مابين الموت والحياة إثر حادث مروري مؤلم.
دخلت المشفى والفزع باد على وجهها الذي أتعبته السنين. قابلها الطبيب قائلاً:
بذلنا ما بوسعنا لكن ولدك دخل في غيبوبة لأن إصابته الخطيرة تركزت في منطقة الرأس.
صرخت بأعلى صوتها لا، لا وأخذت تركض حافية القدمين تبحث عن مكان للصلاة في أروقة المشفى، ولما عجزت خرجت من الباب الرئيسي تركض حافية في الشارع المقابل تحت مياه الأمطار الغزيرة حتى اهتدت إلى كنيسة يحتفل فيها راعي الكنيسة بالقداس. وعند الهيكل اقتربت من صليب موضوع للسيد المسيح، وهزته بقوة قائلة: الآن، الآن احتاجك يا ربي وإلهي.
هزت دموعها مشاعر كل من يحضر الصلاة في الكنيسة، وبينما تعود أدراجها إلى المشفى وجدت ابنها ينتظرها على باب الغرفة.