المذهب الثاني إن خطأ البشر الحاضر يعود إلى عمل اختياري من كل إنسان في وجودٍ سابق، لا إلى معصية آدم الأولى، فالنفوس تولد في هذا العالم في حال الخطية لأنها وُجدت سابقاً في كيانٍ آخر أخطأت فيه ضد الله. وقد أنشأ أوريجانوس هذا المذهب الغريب، لكن الكنيسة رفضته، ولم يقبله إلا قليلون، فهو يقول إن آدم روح ساقط. وهو رأي وهمي لا أساس له في الكتاب المقدس، الذي يعلّمنا ان الله خلق الإنسان جسداً ونفساً، ورأى ذلك أنه حسنٌ. وأنه خلقه على صورته في المعرفة والبر والقداسة، وسقط آدم من تلك الحال في هذه الحياة لا في غيرها. فبإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، فأخطأ الجميع في الإنسان الواحد. وكل ذلك يناقض هذا المذهب. ومن الأدلة على بُطله أيضاً عدم شعور أحد من الناس بوجودٍ سابق له، أو بالخطية في حالة سابقة. فالاعتقاد أن الله جعل جميع البشر تحت العقاب على خطايا ارتُكبت في عالمٍ آخر لا يذكرون شيئاً منها ولا يشعر بها ضمير أحدٍ منهم لا يحل مشكلة الخطية الأصلية.