رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v سؤال: كيف تتأكَّد النفس تمامًا أنها تتطهَّر من الخطية؟ الإجابة: إن عرف الإنسان دافع داود القائل: "أبغضت الإثم ومقته" (مز 119: 163)، أو يعرف أنه يُتَمِّم وصية الرسول القائل: "أميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الردية، الطمع – الذي هو عبادة الأوثان –، الأمور التي من أجلها يأتي غضب الله" ويضيف إلى ذلك كامتداد للحُكْمِ ضد كل خطية "على أبناء المعصية" (كو 3: 5-6)، حتى يستطيع القول: "قلب معوج يَبعدُ عني. الشرير لا أعرفه" (مز 101: 4). مرة أخرى، يتحقَّق الإنسان أن له مثل هذا الوازع، إن كان يحمل عاطفة برعدةٍ مثل ما يفعله القديسون. لهذا يقول داود: "رأيت الغادرين ومقتُّ، لأنهم لم يحفظوا كلمتك" (مز 119: 158). ويقول الرسول: "من يضعف وأنا لا أضعف؟ من يعثر وأنا لا ألتهب؟" (2 كو 11: 29). الآن، إن كان بحسب حق الكلمة تسمو النفس فوق الجسد (مت 10: 28)، ونحن نهتم بالجسد، فنشمئز من كل قذارة ونكرهها ونتعاطف ونحزن قلبيًا عند رؤيتنا لجراحات أو لأذية تحلُّ بالجسد، فكم بالأكثر بالنسبة لما يحلّ بالخطاة. فإن المُحب للمسيح والمُحب لإخوته يتألم من أجلهم حين يرى نفوسهم مجروحة كما بوحوش مُفترِسة، وفي وحشية يتعرَّضون لهجمات شر مُمِيت. هكذا يقول داود: "قد أنتنت، فاحت حُبر ضربي من جهة حماقتي، لويت انحنيت إلى الغاية. اليوم كله ذهبت حزينًا. لأن خاصرتي قد امتلأتا احتراقًا، وليست في جسدي صحة" (مز 38: 5–7). يقول الرسول: "أما شوكة الموت فهي الخطية" (1 كو 15: 56). لذلك عندما يعرف إنسان أن نفسه صارت في مثل هذا الوضع، من أجل خطاياه وخطايا الآخرين، يثق أنه يتنقَّى من الخطية تمامًا. القديس باسيليوس الكبير |
|