رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تختفي بتدبير وتظهر حينما تشاء.،بتدبير ....أعرف أنك لن تتأخر،كما يزعم كثيرون بل ستأتي بالوقت المناسب.... يا يسوع, حين صرفت الجموع، بعد أن أشبعتهم من كلمتك ومن بركتك, كما ننصرف من القداس ممتلئين من نعمتك وجسدك ودمك. صرفتَ تلاميذك أيضاً ليذهبوا بالسفينة للضفّة اﻷخرى، وودّعت الجميع، وانصرفت أنت، ﻻ مع هؤﻻء وﻻ مع أولئك، بل صعدتَ الجبل، بعد يوم متعب، واختليت لتصلي، لتتكلّم مع أبيك، الذي تحبّه، وهو فيك وأنت فيه، لتسأل من أجل كلا الطرفين. ﻷجل رعيتك، وتعلّمنا السلوك الحسن في هذا العالم. لكن ما لبث أن حلَّ الليل، والظلمة بدأت تلفّ ما حولها، وأنت لبثت ماكثاً في الجبل تصلي!! ترى تلاميذك بالسفينة وسط البحر، تكدّهم الأمواج والعواصف، كما تكدّنا نحن عواصف وتجارب هذا العمر، ولبثت ماكثاً تصلي!! استمريتَ تصلي، واستمرت العاصفة، وﻻ نعرف ما كان حال التلاميذ!! لكن يكفي أنّك أنت تعرف، وكما يقول سليمان الحكيم: "لكلّ شيء وقت". نعم فهناك وقت للكلام ووقت للصمت، وقت للاختفاء ووقت للظهور. اخترت أنت أن تستمر في التواري، حتى الهزيع الرابع من الليل (من 3 حتى 6 صباحاً)، كما ترانا أيضا متخبطين وﻻ تأتي سريعا إلينا، فتختار الهزيع الذي تراه مناسباً، فتأتي ماشياً دائساً على البحر (تجاربنا وآلامنا)، ويوجد منّا من يصرخ خوفاً غير مصدّق أنّك أنت هو بالحقيقة. ومنّا من يصرخ كبطرس: إن كنت أنت هو، فأمرني أن آتي إليك على الماء. فتستجيب له، فنمشي نحن أيضاً دائسين تجاربنا لنصل إليك, رغم الاضطراب, فنمشي ونمشي، طالما عيوننا إليك، لكن قبل أن نصل، تفلت عيوننا، وقلوبنا من النظر إليك، فننظر إلى نفوسنا وعدميتنا وإلى اضطراب العالم وترابه، مركزين على أهوائنا وخطايانا، ناسين أنّك أمامنا، وأنت المنارة, هدف حياتنا, فنسقط ونبتدئ بالغرق. ونحن قريبون منك!! يالغبائبنا وتعاستنا !! وتفهم ضعفنا وقلّة إيماننا دون أن تخاطبنا كما قلت لبطرس: يا قليل اﻹيمان لماذا شككت. فتمدّ يدك التي ستمدّها على الصليب لتُسَمَّرَ، وأيضاً بعد نكران نفس التلميذ الذي شكّ اﻵن، لكن هنا لتنقذ تلميذاً واحداً، أما هناك على الصليب لتعيدنا كلّنا إليك وتدخلنا كنيستك، التي جئت لتنقذها وتدخلها ملكوتك. فتهدأ العاصفة بكلمة منك، فإنّك ملك السلام والهدوء، وربّ اﻷكوان وبأمرك يهدأ كلّ شيء, أيها اﻹله الثالوث القادر على كلّ شيء، فاقبل ضعفنا، ﻷنّك أنت الوحيد العارف داخلنا ونياتنا، وتعرف أيضاً أنّنا نحبّك، وليس لنا في هذا العالم سواك، فلا تتخلى عنا، صارخين: نؤمن يا رب فأعن ضعف إيماننا، وأنت تعرف كلّ شيء وأنت تعرف أنّنا نحبّك. "لأنك لا تُسَرُّ بِهَلاكِنا فَتُلْقِيَ الْسَّكِينَةَ بَعْدَ الْعَاصِفَةِ وَ بَعْدَ الْبُكَاءِ وَ الْنَّحِيِبِ تَفِيْضُ الْتَّهَلُّل". "يُهْدِئُ الْعَاصِفَةَ فَتَسْكُنُ، وَتَسْكُتُ أَمْوَاجُهَا" "وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ" "فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: "اسْكُتْ! اِبْكَمْ!". فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ"... الأرشمندريت باييسيوس سابا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
السلام بين الشعب هو الاتفاق بتدبير حسن |
من يسلك فى حياته بتدبير وحكمة |
استمتع بتدبير المَلِك |
من صبر على المحنة ورضي بتدبير الله |
ثق بتدبير الله |