الإنسان لا يفكر ويتصرَّف فقط على نحوٍ خاطئ، بل إنه هو خاطئ منذ الحبَل به.
ثم أن الاعتقاد بأن الرغبة في حد ذاتها ليست خاطئة بل تصير هكذا من خلال الإرادة فقط، لهو موقف يتعذر الدفاع عنه عقلياً أيضاً.فوقوف مثل هذا الموقف هو اعتناقٌ للفكرة اللا منطقية القائلة بأن إرادة الإنسان حيادية وخارجية بالنسبة إلى الرغبة، وأنها بحد ذاتها لم تفسد من جراء الخطية، ولذلك تقرر بحرية هل تسترسل في تحقيق الرغبة أو لا.
صحيح أن الاختبار يؤكد لنا انه من الممكن لشخص ما في عدة حالات، وعلى أساس اعتبارات شتى، كالعرف ومراعاة احترام المجتمع له وما شابه، أن يتغلب على رغبته الأثيمة بواسطة عقله وإرادته، فيحول دون تحقيق تلك الرغبة بشكل أفعالٍ أثيمة. حتى الإنسان الطبيعي أيضاً ما يزال يختبر صراعاً بين النزعة والواجب، والرغبة والضمير، والشهوة والعقل.