|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مسح شامل للعهد الجديد ينقسم العهد الجديد إلى خمسة أقسام: الأناجيل (من متى إلى يوحنا)، والتاريخ (سفر أعمال الرسل)، ورسائل بولس (من رومية إلى فليمون)، والرسائل العامة (من العبرانيين إلى يهوذا)، والنبوة (سفر الرؤيا). تم تدوين العهد الجديد ما بين عام 45 م. وعام 95 م. باللغة اليونانية العامية (وهي اللغة الشائعة في القرن الأول الميلادي). تقدم لنا الأناجيل أربعة روايات مختلفة ولكن غير متعارضة عن ميلاد وحياة وخدمة وموت وقيامة الرب يسوع المسيح. تبين الأناجيل كيف أن المسيح هو المسيا الذي وعد به العهد القديم، كما تضع أساس لباقي تعاليم العهد الجديد. يسجل سفر أعمال الرسل أفعال رسل المسيح، وهم الرجال الذين أرسلهم المسيح إلى العالم لإعلان إنجيل الخلاص. يخبرنا سفر الأعمال عن بداية الكنيسة ونموها السريع في القرن الأول الميلادي. أما رسائل بولس، وهي التي كتبها الرسول بولس، فهي رسائل موجهة إلى كنائس معينة – وتقدم التعاليم المسيحية الرسمية والممارسات التي تنبع من هذه العقيدة. تكمل الرسائل العامة رسائل بولس في تقديم المزيد من التعليم والتطبيق للحياة المسيحية. ويتنبأ سفر الرؤيا بالأحداث التي سوف تقع في نهاية الزمان. إن الدراسة الشاملة للعهد الجديد هي دراسة قوية ومجزية. فإن العهد الجديد يخبرنا عن موت المسيح على الصليب عوضاً عنا – وكيف يجب أن نتجاوب مع موته. يركز العهد الجديد على تقديم تعاليم مسيحية راسخة مع التطبيق العملي الذي يتبعها. فيما يلي روابط للملخصات المختلفة لأسفار العهد الجديد. نرجو مخلصين أن تكون هذه الدراسة الشاملة للعهد الجديد مفيدة لمسيرتك مع المسيح. |
01 - 04 - 2017, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للعهد الجديد
إنجيل متى الكاتب: يعرف هذا الإنجيل بإنجيل متى لأنه كتب بواسطة الرسول الذي يحمل هذا الإسم. إن أسلوب كتابة هذا السفر هو بالضبط ما يمن أن نتوقعه من شخص كان يوماً ما جامع ضرائب. فمتى لديه إهتمام شديد بالحسابات (18: 23-24؛ 25: 14-15). وقد كتب السفر بطريقة منظمة ومختصرة. ويرتب متى إنجيله من خلال ستة مناقشات وليس ترتيباً زمنياً. لكون متى جامع ضرائب، فإنه قد إمتلك مهارة جعلت كتاباته أكثر تشويقاً بالنسبة للمؤمنين. فقد كان من المتوقع أن يجيد جامعي الضرائب الكتابة بشكل من أشكال الإختزال مما يعني بالضرورة أن متى كان يستطيع تدوين كلمات المتحدث كلمة بكلمة وهو يتكلم. وتعني هذه المقدرة أن كلمات متى لم تكن فقط موحى بها من الروح القدس، ولكنها تمثل النص الفعلي لبعض من عظات المسيح. فمثلاً، العظة على الجبل، كما يسجلها في الإصحاحات 5-7 هي في الغالب سجل دقيق لتلك العظة العظيمة. تاريخ كتابة السفر: كتب متى الرسول هذا الإنجيل في الفترة المبكرة من تاريخ الكنيسة، حوالي عام 50 م. وفي ذلك الوقت كان أغلب المسيحيين متحولين عن اليهودية، وهذا يفسر سبب تركيز متى على وجهة النظر اليهودية في هذا الإنجيل. غرض كتابة السفر: يريد متى أن يبرهن لليهود أن يسوع المسيح هو المسيا المنتظر. وهو يقتبس من العهد القديم أكثر مما تفعله باقي الأناجيل، لكي يظهر كيف حقق المسيح نبوات أنبياء اليهود. يشرح متى بالتفصيل سلسلة نسب المسيح إلى داود، ويستخدم صيغاُ متنوعة في التعبير كان اليهود، في ذلك الوقت، يألفونها. إن محبة متى وإهتمامه بشعبه يظهر من خلال دقة أسلوبه في رواية قصة الإنجيل. آيات مفتاحية: متى 5: 17 "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ." متى 5: 43-44 "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ..." متى 6: 9-13 "فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ." متى 16: 26 "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" متى 22: 37-40 "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ." متى 27: 31 "وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ." متى 28: 5-6 "فَقَالَ الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ." متى 28: 19-20 "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ." ملخص: يناقش متى نسب المسيح وميلاده وطفولته في أول إصحاحين. وبعد ذلك يتحدث عن خدمة المسيح. ويرتب تعاليم المسيح حول "مناقشات/حوارات" مثل العظة على الجبل في الإصحاحات من 5-7. ويتضمن الإصحاح 10 إرسالية وهدف التلاميذ؛ كما أن الإصحاح 13 عبارة عن مجموعة من الأمثال؛ ويناقش إصحاح 18 موضوع الكنيسة؛ ويبدأ إصحاح 23 حوار عن النفاق والمستقبل. وتتحدث الإصحاحات 21 حتى 27 عن إلقاء القبض على المسيح وتعذيبه وصلبه. ويصف الإصحاح الأخير قيامته والإرسالية العظمى. إرتباطات: حيث أن هدف متى هو تقديم يسوع المسيح كملك ومسيا إسرائيل، فإنه يقتبس من العهد القديم أكثر من الأناجيل الثلاثة الأخرى. فهو يقتبس أكثر من 60 مرة من النصوص النبوية في العهد القديم ويبين كيف أن المسيح هو إتمام لهذه النبوات. يبدأ متى إنجيله بسلسلة نسب المسيح، ويعود بها إلى إبراهيم أبو اليهود. ومن هناك يقتبس متى كثيراً من الأنبياء، ويكرر إستخدام عبارة "هكذا قيل بالأنبياء" (متى 1: 22-23؛ 2: 5-6؛ 2: ؛ 4: 13-16؛ 8: 16-17؛ 13: 35؛ 21: 4-5). تشير هذه الآيات إلى ميلاده العذراوي (إشعياء 7: 14) في بيت لحم (ميخا 5: 2) ورجوعه من مصر بعد موت هيرودس (هوشع 11: 1) وخدمته للأمم (إشعياء 9: 1-2؛ 60: 1-3) ومعجزات الشفاء للجسد والنفس (إشعياء 53: 4) وكلامه بأمثال (مزمور 78: 2) ودخوله الإنتصاري إلى أورشليم (زكريا 9: 9). التطبيق العملي: إن إنجيل متى مقدمة ممتازة إلى جوهر تعاليم المسيحية. كما أن الأسلوب المنطقي في الكتابة يجعل من السهل تتبع الحوارات المتعلقة بموضوعات مختلفة. ويساعدنا إنجيل متى بصورة خاصة في فهم كيف كانت حياة المسيح تحقيقاً لنبوات العهد القديم. كان متى يستهدف القراء من أقرانه اليهود، والذين تشدد الكثيرين منهم – خاصة الفريسيين والصدوقيين – في رفض كون المسيح هو المسيا المنتظر. فبالرغم من الإطلاع على العهد القديم ودراسته لقرون عديدة إلا أن أعينهم كانت لا تبصر حقيقة من هو يسوع. وقد إنتهرهم الرب يسوع من أجل قساوة قلوبهم ورفضهم الإعتراف بمن كانوا ينتظرونه (يوحنا 5: 38-40). كانوا يريدون مسيا حسب شروطهم، شخص يحقق رغباتهم ويفعل ما يريدونه. كم من المرات نطلب الله بشروطنا؟ ألا يعتبر وصفنا له فقط بالصفات التي نجدها مقبولة لدينا، والتي ترضينا – محبته، ورحمته، ونعمته – في حين نرفض الصفات التي نعترض عليها – سخطه، وعدله، وغضبه المقدس، رفضاً له؟ إننا لا نجرؤ على الوقوع في خطأ الفريسيين، أي أن نخلق إلهاً على صورتنا ونتوقع أن يحقق توقعاتنا. إن مثل هذا الإله لا يعدو أن يكون وثناً. إن الكتاب المقدس يقدم لنا معلومات كافية جداً حول طبيعة وشخصية الله ويسوع المسيح الحقيقية حتى نعبده ونطيعه. |
||||
01 - 04 - 2017, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للعهد الجديد
إنجيل مرقس الكاتب: رغم أن إنجيل مرقس لا يحدد إسم كاتبه، إلا أنه يوجد إجماع بين آباء الكنيسة الأولى على أن الرسول مرقس هو كاتبه. كان مرقس رفيقاً لبطرس الرسول وإبنه الروحي أيضاً (بطرس الأولى 5: 13). وقد سمع من الرسول بطرس تعاليم الرب يسوع وأحداث تلك الفترة وحفظ ما سمعه عن طريق تدوينه كتابة. من المتفق عليه أن الرسول مرقس هو يوحنا مرقس الذي يذكره العهد الجديد (أعمال الرسل 12: 12). كانت أمه سيدة مسيحية غنية ومعروفة في كنيسة أورشليم، وفي الغالب كانت الكنيسة تجتمع في منزلها. رافق مرقس بولس وبرنابا في رحلتهما الرسولية الأولى، ولكن لم يرافقهما في الرحلة الثانية بسبب خلاف وقع بينهما (أعمال الرسل 15: 37-38). ولكن، الرسول بولس طلب أن يكون مرقس معه قرب نهاية حياته (تيموثاوس الثانية 4: 11). تاريخ كتابة السفر: من المرجح أن يكون إنجيل مرقس واحد من أول اسفار العهد الجديد التي تم تدوينها، وقد كتب غالباً في عام 57 – 59 م. غرض كتابة السفر: في حين كتب إنجيل متى من أجل اليهود بصورة أساسية، يبدو أن إنجيل مرقس موجه للمؤمنين من الرومان، وبصورة خاصة الأمم. كتب مرقس كراعٍ للمؤمنين الذين سمعوا رسالة الإنجيل وآمنوا بها (رومية 1: 8). فقد اراد أن تكون لديهم قصة المسيح كخادم لله ومخلص العالم حتى يشدد إيمانهم في وجه الإضطهاد الكبير ولكي يعلمهم معنى أن يكونوا تلاميذ للمسيح. آيات مفتاحية: مرقس 1: 11 " وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ!" مرقس 1: 17 "فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ." مرقس 10: 14-15 "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ." مرقس 10: 45 "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ." مرقس 12: 33 "وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ." مرقس 16: 6 "فَقَالَ لَهُنَّ: لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ هَهُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ." مرقس 16: 15 "وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا." ملخص: إن هذا إنجيل فريد لأنه يركز على أفعال المسيح أكثر من تعاليمه. وقد كتب بأسلوب بسيط، وينتقل سريعاً من حدث إلى آخر في حياة المسيح. لا يبدأ الإنجيل بسلسة نسب المسيح مثل إنجيل متى، لأنها لا تثير إهتماماً لدى الأمم. بعد تقديم المسيح عند المعمودية، يبدأ الرب يسوع خدمته العلنية في الجليل حيث دعا أربعة من تلاميذه الإثني عشر. و يتلو ذلك سرد لحياة المسيح وموته وقيامته. إن رواية مرقس ليست مجرد مجموعة من القصص، ولكنها رواية كتبت لكي تظهر أن يسوع هو المسيا الذي جاء ليس فقط لليهود ولكن للأمم أيضاً. وفي إعتراف حيوي يعلن التلاميذ بقيادة بطرس إيمانهم به (مرقس 8: 29-30) بالرغم من عدم فهمهم الكامل لكونه المسيا إلى ما بعد قيامته من الموت. إذ نتتبع رحلاته في الجليل والمناطق المحيطة وبعد ذلك اليهودية ندرك مدى سرعة خطواته. لقد لمس حياة كثيرين، ولكنه ترك أثراً لا يمحى على تلاميذه. وفي وقت التجلي (مرقس 9: 1-9) منح ثلاثة منهم لمحة عن مجيئه الثاني في قوة ومجد، ومرة أخرى أعلن لهم من يكون هو. ولكن في الأيام التي سبقت رحلته الأخيرة إلى أورشليم، نرى التلاميذ مرتعبين وخائفين ومتشككين. وعند القبض على الرب يسوع وقف وحيداً بعد أن هربوا وتركوه. وفي ساعات المحاكمة الصورية التي تلت ذلك، أعلن يسوع بجسارة أنه هو المسيح، إبن الله المبارك، وأنه سوف يعود منتصراً (مرقس 14: 61-62). لم يشهد غالبية التلاميذ ذروة الأحداث المحيطة بصلبه وموته ودفنه وقيامته. ولكن شهد عدد من النساء المخلصات آلامه. بعد يوم السبت، باكراً في صباح أول أيام الأسبوع ذهبن إلى القبر حاملات الحنوط. وعندما شاهدن أن الحجر قد دحرج دخلن غلى القبر. لم يجدن جسد المسيح هناك، بل ملاك برداء أبيض. وكانت الرسالة المبهجة التي تلقتها النساء هي: "لقد قام!" كانت النساء هن أول كارزات بالمسيح عندما قمن بتوصيل الأخبار السارة عن قيامته. وقد تم نشر نفس الرسالة عبر العالم على مدى القرون التالية حتى يومنا هذا. إرتباطات: كان مرقس يكتب بصفة عامة للأمم لذلك لا يقتبس كثيراً من العهد القديم مثل متى الذي كتب أساساً لليهود. وهو لا يبدأ إنجيله بسلسلة أنساب تربط الرب يسوع بآباء اليهود بل يبدأ بمعموديته، وبداية خدمته على الأرض. ولكن حتى في هذا، يشير مرقس إلى نبوة العهد القديم الخاصة بالمرسل من الله – يوحنا المعمدان – الذي ينادي الناس أن "يعدوا طريق الرب" (مرقس 1: 3؛ إشعياء 40: 3) إذ ينتظرون مجيء المسيا. يشير المسيح إلى العهد القديم في عدد من أحاديثه في إنجيل مرقس. يوبخ يسوع الفريسيين في مرقس 7: 6 بسبب عبادتهم الشكلية لله بشفاههم في حين أن قلوبهم بعيدة عنه، ويشير إلى نبيهم إشعياء لكي يبكتهم على قساوة قلوبهم (إشعياء 29: 13). أشار المسيح إلى نبوة أخرى من العهد القديم كانت ستتحقق في تلك الليلة عينها حيث تشتت التلاميذ مثل قطيع بلا راعٍ عندما ألقي القبض على المسيح وصلب (مرقس 14: 27؛ زكريا 13: 7). وأشار مرة أخرى إلى إشعياء عند تطهير الهيكل من الصيارفة (مرقس 11: 15-17؛ إرميا 7: 11) وإلى المزامير عندما شرح أنه هو حجر الزاوية بالنسبة لإيماننا وبالنسبة للكنيسة (مرقس 12: 10-11؛ مزمور 118: 22-23). التطبيق العملي: يقدم مرقس المسيح كخادم الله المتألم (مرقس 10: 45) وكم جاء ليخدمنا ويضحي من أجلنا، وهذا إلى حد ما، لكي يدفعنا أن نتمثل به. فعلينا أن نخدم كما خدم هو، بنفس عظمة إتضاعه وتكريسه لخدمة الآخرين. لقد شجعنا المسيح أن نتذكر أنه لكي نكون عظماء في ملكوت الله يجب أن نكون خادمين للجميع (مرقس 10: 44). يجب أن تفوق تضحيتنا بذواتنا حاجتنا إلى المكافأة أو التقدير، كما كان المسيح مستعداً أن يضع حياته من أجل الخراف. |
||||
01 - 04 - 2017, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للعهد الجديد
إنجيل لوقا الكاتب: لا يحدد إنجيل لوقا إسم كاتبه. ولكن يتضح من ما ورد في لوقا 1: 1-4 وأعمال الرسل 1: 1-3 أن نفس الكاتب قام بكتابة إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل مخاطباً "العزيز ثاوفيلس" الذي هو في الغالب أحد نبلاء الرومان في ذلك الوقت. ويقول التقليد الكنسي، منذ الأيام الأولى للكنيسة، أن لوقا الطبيب والرفيق المقرب من الرسول بولس هو كاتب كل من إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل (كولوسي 4: 14؛ تيموثاوس الثانية 4: 11). وهذا يجعل لوقا الأممي الوحيد الذي إشترك في تدوين أي من أسفار الكتاب المقدس. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة إنجيل لوقا ما بين عامي 58 و 65 م. غرض كتابة السفر: إن غرض هذا الإنجيل، كما هو الحال بالنسبة لإنجيلي متى ومرقس، هو إعلان الرب يسوع المسيح وكل "مَا ابْتَدَأَ...يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ..." (أعمال ارسل 1: 1-2). يتميز إنجيل لوقا بأنه سرد تاريخي دقيق – "كْتُبَ عَلَى التَّوَالِي" (لوقا 1: 3) مما يتماشى مع عقلية لوقا كطبيب – وقد تضمن تفاصيل لم تذكرها روايات أخرى. ويركز ما سجله لوقا من تاريخ الطبيب الأعظم على خدمته – ومحبته – للأمم، والسامريين، والنساء والأطفال، وجامعي الضرائب، والخطاة، وآخرين ممن إعتبروا منبوذين في إسرائيل. آيات مفتاحية: لوقا 2: 4-7 "فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى. وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ. فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ." لوقا 3: 16 "قَالَ يُوحَنَّا لِلْجَمِيعِ: أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ وَلَكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ." لوقا 4: 18-19، 21 "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ...إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ." لوقا 18: 31-33 "وَأَخَذَ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ: هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى الأُمَمِ وَيُسْتَهْزَأُ بِهِ وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْه وَيَجْلِدُونَهُ وَيَقْتُلُونَهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ." لوقا 23: 33-34 "وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ."ِ لوقا 24: 1-3 "ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَوَّلَ الْفَجْرِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجاً عَنِ الْقَبْرِ فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ." ملخص: قيل عن إنجيل لوقا أنه أجمل ما كتب على الإطلاق، وهو يبدأ بالحديث عن عائلة الرب يسوع؛ وعن ولادة قريبه يوحنا المعمدان؛ ورحلة مريم ويوسف إلى بيت لحم حيث ولد يسوع في مذود؛ ونسب المسيح من جهة مريم. تبين خدمة المسيح العلنية محبته الكاملة وغفرانه من خلال أمثال الإبن الضال، والغني ولعازر، والسامري الصالح. وفي حين يؤمن الكثيرين في هذه المحبة غير المتحيزة والتي تتعدى كل الحدود البشرية، إلا أن كثيرين آخرين – خاصة من القادة الدينيين – يعارضون ويقاومون المسيح. وقد شجع المسيح أتباعه على حساب نفقة التلمذة، في حين تآمر أعداؤه لقتله على الصليب. وأخيراً، واجه المسيح الخيانة، والمحاكمة، والإدانة، والصلب. ولكن القبر لم يستطع أن يمسك به! وتؤكد قيامته إستمرار خدمته في طلب الهالكين وخلاصهم. إرتباطات: إن إشارات لوقا إلى العهد القديم قليلة نسبياً مقارنة بإنجيل متى بإعتبار أنه شخص أممي، كما نجد غالبية الإشارات إلى العهد القديم تأتي في صيغة كلمات على لسان المسيح. إستخدم الرب يسوع العهد القديم في مقاومة هجمات إبليس إذ أجابه بالقول: "مكتوب" (لوقا 4: 1-13)؛ وفي التعريف بأنه هو المسيا المنتظر (لوقا 4: 17-21)؛ ولتذكير الفريسيين بعدم قدرتهم على حفظ الناموس وحاجتهم إلى المخلص (لوقا 10: 25-28، 18: 18-27)؛ ولكي يرد على تعليمهم عندما حاولوا الإيقاع به (لوقا 20). التطبيق العملي: يقدم لوقا صورة رائعة لمخلصنا المحب. لم "يستاء" المسيح من الفقر أو الإحتياج؛ بل في الواقع كان هذا محور خدمته. كان المجتمع في ذلك الوقت يهتم جداً بالتصنيف الطبقي. وكان الضعفاء لا يملكون القدرة على تحسين نصيبهم في الحياة وبالتالي كانوا منفتحين للرسالة أن "ملكوت الله قد إقترب" (لوقا 10: 9). وهذه رسالة علينا أن نحملها بدورنا لمن حولنا الذين هم بحاجة ماسة لسماعها. لأن الإحتياج الروحي كبير جداً حتى في الدول الغنية نسبياً – بل ربما يعظم هذا الإحتياج في هذه الدول بوجه خاص. يجب أن يتبع المؤمنين مثال المسيح ويجلبون الأخبار السارة عن خلاص المسيح إلى الفقراء والمعوزين روحياً. لقد إقترب ملكوت الله والوقت يصبح أقصر مع كل يوم يمضي. |
||||
01 - 04 - 2017, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للعهد الجديد
إنجيل يوحنا الكاتب: يصف يوحنا 21: 20-24 الكاتب بأنه "التلميذ الذي أحبه يسوع"، ولأسباب تاريخية وأسباب متضمنة في السفر نفهم أن هذا التلميذ هو الرسول يوحنا، أحد إبني زبدي (لوقا 5: 10). تاريخ كتابة السفر: إن إكتشاف رقائق البردي التي ترجع إلى عام 135م يستلزم أن يكون السفر قد كتب ونسخ وتم تداوله قبل ذلك التاريخ. وفي حين يعتقد البعض أنه قد كتب قبل دمار أورشليم (عام 70م) فمن المرجح بصورة أكبر أنه قد كتب في الفترة ما بين عامي 85 – 90 م. غرض كتابة السفر: يذكر يوحنا 20: 31 هدف كتابته كالتالي: "وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ." فعلى عكس الأناجيل الثلاثة الأخرى ليس هدف يوحنا تقديم رواية مرتبة زمنياً عن حياة المسيح، بل أن يظهر ألوهيته. لم يسع يوحنا فقط إلى تقوية إيمان الجيل الثاني من المؤمنين، وجذب آخرين إلى الإيمان، ولكنه كان يسعى إلى تصحيح تعاليم زائفة بدأت في الإنتشار في ذلك الوقت. ركز يوحنا على أن يسوع المسيح هو "إبن الله"، الله إله كامل وإنسان كامل على عكس التعليم القائل بأن "روح المسيح" حل على الإنسان يسوع عند معموديته وفارقه عند الصليب. آيات مفتاحية: يوحنا 1: 1، 14 "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ... وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً." يوحنا 1: 29 "وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ." يوحنا 3: 16 "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." يوحنا 6: 29 "أَجَابَ يَسُوعُ: هَذَا هُوَ عَمَلُ اللَّهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ." يوحنا 10: 10 "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." يوحنا 10: 28 "وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي." يوحنا 11: 25-26 "قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟" يوحنا 13: 35 "بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ." يوحنا 14: 6 " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." يوحنا 14: 9 "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟" يوحنا 17: 17 "قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ." يوحنا 19: 30 "فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: قَدْ أُكْمِلَ. وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ." يوحنا 20: 29 " قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا." ملخص: إختار إنجيل يوحنا سبع معجزات فقط كعلامات لإظهار ألوهية المسيح وشرح خدمته. ونجد بعض هذه العلامات والقصص في إنجيل يوحنا فقط. كما أنه يتميز بأنه أكثر الأناجيل الأربعة تركيزاً على ألوهية المسيح، وكثيراً ما يقدم الأسباب الكامنة وراء أحداث تم ذكرها في الأناجيل الأخرى. ويقدم لنا الكثير عن الخدمة المرتقبة للروح القدس بعد صعود المسيح. توجد كلمات أو عبارات معينة يستخدمها يوحنا كثيراً لتوضيح الموضوعات المتكررة في إنجيله: "يؤمن، ويشهد، ومعزي، وحياة – موت، ونور – ظلمة، وأنا هو...، ومحبة. يقدم إنجيل يوحنا المسيح، ليس من وقت ميلاده، ولكن من "البدء" بأنه "الكلمة" الإله الذي له دور في كل جانب من جوانب الخلق (1: 1-3) والذي صار جسداً (1: 14) لكي يستطيع أن ينزع عنا خطايانا بإعتباره هو حمل الله الذي بلا عيب (يوحنا 1: 29). ويختار يوحنا حوارات روحية تبين أن يسوع هو المسيا (4: 26) ويشرح أنه يمكن أن ينال الإنسان الخلاص عن طريق موت المسيح على الصليب (3: 14-16). وكيف أثار المسيح غضب الفريسيين تكراراَ بتصويبه لهم (2: 13-16) وشفاءه المرضى يوم السبت، وزعمه إمتلاك صفات هي من صفات الله (5: 18؛ 8: 56-59؛ 9: 6، 16؛ 10: 33). لقد أعد المسيح تلاميذه لموته وخدمتهم بعد قيامته وصعوده (يوحنا 14-17). ثم مات طوعاً على الصليب بدلاً عنا (10: 15-18)، ودفع دين خطايانا بالكامل (19: 30) حتى أن كل من يثق فيه كمخلص من الخطية ينال الخلاص (3: 14-16). ثم قام من الموت وبذلك أقنع حتى أكثر التلاميذ تشككاً أنه هو الرب والسيد (20: 24-29). إرتباطات: إن تقديم يوحنا المسيح بأنه هو إله العهد القديم واضح جداً في عبارات المسيح السبعة "أنا هو..." فهو "خبز الحياة" (يوحنا 6: 35) الذي دبره الله لإشباع نفوس الناس، كما دبر المن من السماء لإطعام شعب إسرائيل في البرية (خروج 16: 11-36). يسوع هو "نور العالم" (يوحنا 8: 12)، نفس النور الذي وعد به الله شعبه في العهد القديم (إشعياء 30: 26، 60: 19-22) والذي سوف يتحقق بصورة نهائية في أورشليم الجديدة عندما يصبح نورها هو المسيح الحمل (رؤيا 21: 23). تشير إثنتين من عبارات "أنا هو" إلى المسيح كـ "الراعي الصالح"، و"باب الخراف". هنا إشارات واضحة إلى المسيح كإله العهد القديم، راعي إسرائيل (مزمور 23: 1؛ 80: 1؛ إرميا 31: 10؛ حزقيال 34: 23) والباب الوحيد إلى حظيرة الخراف، والطريق الوحيد للخلاص. كان اليهود يؤمنون بقيامة الموتى، بل في الواقع حاولوا إستخدام هذا التعليم للإيقاع بالمسيح حتى يصدر تصريحات يمكنهم أن يستخدموها ضده. ولكن تصريحه عند قبر لعازر "أنا هو القيامة والحياة" (يوحنا 11: 25) لا بد وأنه أذهلهم. فقد قال بأنه هو سبب القيامة وأنه يمتلك السلطان على الحياة والموت. لا أحد غير الله يمكن أن يقول هذا عن نفسه. وبالمثل فإن قوله بأنه "الطريق والحق والحياة" (يوحنا 14: 6) قد ربطه بالعهد القديم بكل وضوح. فهو "طريق القداسة" الذي تنبأ به إشعياء 35: 8؛ ومؤسس مدينة الحق في زكريا 8: 3، عندما كان وهو "الحق" نفسه في أورشليم وقام هو وتلاميذه بالكرازة بحق الإنجيل؛ وكونه هو "الحياة" يؤكد ألوهيته، وكونه خالق الحياة، الله المتجسد (يوحنا 1: 1-3). وأخيراً، بإعتباره "الكرمة الحقيقية" (يوحنا 15: 1، 5) فإن المسيح يربط نفسه بأمة إسرائيل الذين أشارت إليهم كثير من نصوص العهد القديم بأنهم كرم الرب. وبإعتباره الكرمة الحقيقية في كرم إسرائيل فإنه يصور نفسه بأنه إله "إسرائيل الحقيقية" – أي كل الذين يأتون إليه بالإيمان لأنه "لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ" (رومية 9: 6). التطبيق العملي: إن إنجيل يوحنا يحقق الهدف منه بإحتوائه على الكثير من المعلومات النافعة للكرازة (إن كلمات يوحنا 3: 16 هي في الغالب أشهر الآيات، حتى وإن كان البعض لا يفهمونها بصورة صحيحة) وكثيراً ما تستخدم في الدراسات الكتابية الكرازية. فيمكننا أن نتعلم الكثير من مقابلات المسيح مع نيقوديموس والمرأة عند البئر (الإصحاحات 3-4) عن نموذج المسيح للكرازة الشخصية. ومازالت كلماته المعزية للتلاميذ قبل موته (14: 1-6، 16، 16:33) مصدر تعزية كبيرة عند موت أحباؤنا في المسيح، وكذلك ايضاً صلاته "كرئيس كهنة" من أجل المؤمنين في الإصحاح 17. إن تعاليم يوحنا عن ألوهية المسيح (1: 1-3، 14؛ 5: 22-23؛ 8: 58؛ 14: 8-9؛ 20: 28...الخ.) مفيدة جداً في مقاومة التعاليم المزيفة التي ترى المسيح أقل من أن يكون الإله الكامل. |
||||
01 - 04 - 2017, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للعهد الجديد
سفر أعمال الرسل الكاتب: لا يحدد سفر أعمال الرسل إسم كاتبه. ولكن يتضح من لوقا 1: 1-4 وأعمال الرسل 1: 1-3 أن كاتب إنجيل لوقا هو نفس كاتب سفر أعمال الرسل. ويقول تقليد الكنيسة الأولى أن لوقا، رفيق الرسول بولس في رحلاته، قد كتب كل من إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة سفر أعمال الرسل ما بين عامي 61 – 64 م. غرض كتابة السفر: لقد كتب سفر أعمال الرسل لكي يسجل لنا تاريخ الكنيسة الأولى. ويركز هذا السفر على أهمية يوم الخمسين ومنح التلاميذ القوة ليكونوا شهوداً للمسيح. يسجل سفر أعمال الرسل كون الرسل شهوداً للمسيح في أورشليم واليهودية والسامرة والمناطق المحيطة بها. ويلقي السفر الضوء على عطية الروح القدس الذي يقوينا ويرشدنا ويعلمنا ويكون مشيراً لنا. وعندما نقرأ سفر الأعمال فإننا نفهم ونتشجع بمقدار المعجزات التي أجريت في ذلك الوقت على أيدي التلاميذ بطرس ويوحنا وبولس. كما يؤكد سفر أعمال الرسل أهمية طاعة كلمة الله والتغيير الذي يحدث نتيجة معرفة المسيح. كما توجد إشارات عديدة لمن رفضوا الحق الذي كرز به التلاميذ عن الرب يسوع المسيح. كذلك يوضح سفر الأعمال حب السلطة والطمع والعديد من شرور إبليس الأخرى. آيات مفتاحية: أعمال الرسل 1: 8 "لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ." أعمال الرسل 2: 4 "وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا." أعمال الرسل 4: 12 "وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ." أعمال الرسل 4: 19-20 "فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا: إِنْ كَانَ حَقّاً أَمَامَ اللهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ اللهِ فَاحْكُمُوا. لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا." أعمال الرسل 9: 3-6 "وَفِي ذَهَابِهِ (شاول) حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: شَاوُلُ شَاوُلُ لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ فَسَأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ الرَّبُّ: أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ. فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ. أعمال الرسل 16: 31 " فَقَالاَ: آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ." ملخص: يقدم سفر أعمال الرسل تاريخ الكنيسة المسيحية ونشر رسالة إنجيل المسيح وكذلك المقاومة المتنامية ضدها. ورغم أن الله قد إستخدم الكثير من الخدام الأمناء في تعليم إنجيل المسيح والكرازة به، إلا أن شاول الذي تغير إسمه إلى بولس كان أكثرهم تأثيراً. قبل أن يتجدد بولس كان يجد متعة كبيرة في إضطهاد وقتل المسيحيين. لهذا فإن التغيير الدرامي الذي حدث له على طريق دمشق (أعمال الرسل 9: 1-31) هو أحد الموضوعات الرئيسية لسفر الأعمال. لقد تحول بولس إلى النقيض الآخر بعد تجديده في محبته لله والكرازة بكلمته بقوة وحماس وبروح الإله الحقيقي الحي. لقد نال التلاميذ قوة من الروح القدس ليكونوا شهوداً في أورشليم (الإصحاحات 1-8: 3) واليهودية والسامرة (الإصحاحات 8: 4-12: 25) وإلى أقصى الأرض (الإصحاحات 13: 1-28). ويتضمن الجزء الأخير رحلات بولس التبشيرية الثلاث (13: 1-21: 16) ومحاكماته في أورشليم وقيصرية (21: 17-26: 32) ورحلته الأخيرة إلى روما (27: 1-28: 31). إرتباطات: إن سفر أعمال ارسل بمثابة فترة إنتقالية من العهد القديم القائم على حفظ الناموس إلى العهد الجديد القائم على النعمة والإيمان. ونرى هذا التحول في عدد من الأحداث المفتاحية في سفر الأعمال. أولاً، كان هناك تغيير في خدمة الروح القدس، الذي كان دوره الرئيسي في العهد القديم أن يكون "المسحة" الخارجية على شعب الله، ومن بينهم موسى (عدد 11: 17)، وعثنيئيل (قضاة 3: 8-10)، وجدعون (قضاة 6: 34)، وشاول (صموئيل الأول 10: 6-10). بعد قيامة المسيح جاء الروح القدس ليسكن في قلوب المؤمنين (رومية 8: 9-11؛ كورنثوس الأولى 3: 16) ليرشدهم ويشدد قلوبهم. إن سكنى الروح القدس هو عطية من الله لمن يأتون إليه بإيمان. كان تجديد بولس مثال درامي للإنتقال من العهد القديم إلى الجديد. لقد أقر بولس أنه قبل مقابلته مع المخلص المقام كان أكثر الإسرائيليين غيرة وكان بلا لوم "من جهة بر الناموس" (فيلبي 3: 6)، إلى حد إضطهاد من ينادون بالخلاص بالنعمة من خلال الإيمان بيسوع المسيح. ولكنه أدرك بعد تجديده أن كل مجهوداته في الإلتزام بالشريعة كانت بلا قيمة وقال: "... أَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ" (فيلبي 3: 8-9). والآن نحن أيضاً نعيش بالإيمان، وليس بأعمال الناموس فلا يوجد ما نفتخر به (أفسس 2: 8-9). إن رؤيا بطرس للملاءة في أعمال الرسل 10: 9-15 هي علامة أخرى على التحول من العهد القديم – وفي هذه الحالة ناموس الطعام الخاص باليهود – إلى وحدة العهد الجديد بين اليهود والأمم في كنيسة واحدة جامعة. لقد أعلن أن الحيوانات "الطاهرة" التي ترمز إلى اليهود والحيوانات "غير الطاهرة" التي ترمز إلى الأمم، كليهما "قد تطهرا" من خلال موت المسيح الكفاري على الصليب. ليسا بعد تحت ناموس العهد القديم، بل قد توحدا في نعمة العهد الجديد بالإيمان في دم المسيح المسفوك على الصليب. التطبيق العملي: يستطيع الله أن يعمل أموراً عجيبة من خلال أناس عاديين عندما يمنحهم القوة بروحه. لقد أخد الله مجموعة من الصيادين وإستخدمهم لكي يقلب العالم رأساً على عقب (أعمال الرسل 17: 6). وأخذ الله قاتلاً يكره المسيحيين وحوله ليصبح أعظم كارز في المسيحية قام بكتابة نصف أسفار العهد الجديد تقريباً. لقد إستخدم الله الإضطهاد لتحقيق أكبر إنتشار "للإيمان الجديد" في تاريخ العالم. ويستطيع الله أن يستخدمنا مثلهم، وهو يفعل هذا بالفعل من خلالنا – إذ يغير قلوبنا، ويمنحنا قوة الروح القدس وكذلك الغيرة لنشر الأخبار السارة بالخلاص من خلال المسيح. سوف نفشل إذا حاولنا أن نحقق هذه الأمور بقدرتنا الشخصية. ولكن مثلما فعل التلاميذ في سفر الأعمال 1: 8 يجب أن ننتظر حتى ننال قوة الروح القدس ثم نتحرك بقوته لتحقيق الإرسالية العظمى (متى 28: 19-20). |
||||
01 - 04 - 2017, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للعهد الجديد
رسالة كورنثوس الأولى
الكاتب: تحدد رسالة كورنثوس الأولى 1: 1 أن الرسول بولس هو كاتب الرسالة. تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة رسالة كورنثوس الأولى حوالي عام 55 م. غرض كتابة السفر: أسس الرسول بولس الكنيسة في مدينة كورنثوس. وبعد أن ترك الكنيسة بعدة سنوات سمع أخباراً أثارت قلقه من جهة كنيسة كورنثوس. فقد إمتلأوا بالكبرياء وقد سمحوا بخطايا جنسية وأخلاقية. كان يتم إساءة إستخدام المواهب الروحية، وقد ساد بينهم سوء الفهم للمباديء المسيحية الأساسية. لهذا كتب الرسول بولس رسالته الأولى لأهل كورنثوس في محاولة لإسترداد كنيسة كورنثوس إلى أساسها الذي هو الرب يسوع. آيات مفتاحية: كورنثوس الأولى 3: 3 "لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" كورنثوس الأولى 6: 19-20 "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ." كورنثوس الأولى 10: 31 "فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ." كورنثوس الأولى 12: 7 "وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ." كورنثوس الأولى 13: 4-7 "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ وَلاَ تَنْتَفِخُ وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ. وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. كورنثوس الأولى 15: 3-4 "فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ." ملخص: كانت كنيسة كورنثوس موبوءة بالإنشقاقات. كان المؤمنين في كورنثوس منقسمين إلى مجموعات تعطي ولاؤها لقادة روحيين بعينهم(كورنثوس الأولى 1: 12؛ 3: 1-6). وقد شجع الرسول بولس مؤمني كورنثوس أن يتوحدوا في ظل تكريسهم للمسيح (كورنثوس الأولى 3: 21-23). كان كثيرين ممن في الكنيسة راضين عن علاقات غير أخلاقية (كورنثوس الأولى 5: 1-2). فأمرهم بولس أن يطردوا من الكنيسة الشخص الشرير (كورنثوس 5: 13). وكان مؤمني كورنثوس يلجأون إلى المحاكم في نزاعاتهم (كورنثوس الأولى 6: 1-2). وقد علمهم الرسول بولس أنه من الأفضل أن يكون الإنسان مظلوماً عن أن يفسد شهادة إيمانه (كورنثوس الأولى 6: 3-8). أعطى الرسول بولس في رسالته إلى كنيسة كورنثوس تعاليم بشأن الزواج والعزوبية (الإصحاح 7)، والذبائح المقدمة للأوثان (الإصحاحات 8 و 10)، والحرية المسيحية (الإصحاح 9)، وغطاء رأس المرأة (كورنثوس الأولى 11: 1-6)، والعشاء الرباني (كورنثوس الأولى 11: 17-34)، والمواهب الروحية (الإصحاحات 12-14)، وقيامة الأموات (الإصحاح 15). لقد نظم الرسول بولس رسالة كورنثوس بحيث يجيب على الأسئلة التي طرحها عليه مؤمني كورنثوس وأيضاً يتعامل مع السلوك غير المناسب والمعتقدات الخاطئة التي كانوا قد قبلوها. إرتباطات: يستخدم الرسول بولس، في الإصحاح 10 من رسالة كورنثوس الأولى، قصة توهان شعب إسرائيل في البرية لكي يشرح لمؤمني كورنثوس مغبة إساءة إستخدام الحرية وخطر الثقة الزائدة في النفس. لقد حذر الرسول بولس الكورنثيين من عدم ضبط النفس (كورنثوس الأولى 9: 24-27). وبعد ذلك تحدث عن شعب إسرائيل الذين بالرغم من إختبارهم للمعجزات التي صنعها الله وعنايته بهم – مثل شق البحر الأحمر، والتدبير المعجزي للمن والسلوى من السماء، وخروج الماء من الصخر – إلا أنهم أساءوا إستخدام حريتهم، وتمردوا على الله، وسقطوا في الخطية وعبادة الأوثان. يشجع الرسول بولس الكنيسة في كورنثوس أن تتعلم من مثال شعب إسرائيل وتبتعد عن الشهوات والخطايا الجنسية (الآيات 6-8) وعن التذمر وإمتحان المسيح (الآيات 9-10). أنظر سفر العدد 11: 4، 34، 25: 1-9؛ وخروج 16: 2، 17: 2، 7. التطبيق العملي: إن العديد من المعضلات والتساؤلات التي واجهت كنيسة كورنثوس مازالت تواجه الكنيسة اليوم. فما زالت الكنائس اليوم تعاني من الإنقسامات، والخطايا الأخلاقية، وإساءة إستخدام المواهب الروحية. فيمكن القول أن رسالة كورنثوس الأولى قد كتبت للكنيسة اليوم، ومن الجيد لنا أن نستمع إلى تحذيرات الرسول بولس ونطبقها علينا اليوم. وبالرغم من التوبيخ والتقويم الذي تتضمنه رسالة كورنثوس الأولى إلا أنها تعيد إنتباهنا إلى المسيح الذي يجب أن يكون مركز إهتمامنا. إن المحبة المسيحية الأصيلة هي الحل لكثير من المشاكل (الإصحاح 13). كما أن الفهم الصحيح لقيامة المسيح كما يتحدث عنها الإصحلح 15، وبالتالي الفهم الصحيح لقيامتنا نحن، هو الحل لما يسبب لنا الإنقسامات والفشل. |
||||
01 - 04 - 2017, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للعهد الجديد
رسالة كورنثوس الثانية الكاتب: تحدد رسالة كورنثوس الثانية 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بولس، ومن المحتمل أن تيموثاوس قد شاركه في كتابتها. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة رسالة كورنثوس الثانية حوالي عام 55-57 م. غرض كتابة السفر: تأسست الكنيسة في مدينة كورنثوس عام 52م. عندما قام الرسول بولس بزيارتها في رحلته التبشيرية الثانية. وقد ظل هناك لمدة عام ونصف، وكانت تلك المرة الأولى التي تمكن فيها من البقاء في مكان واحد للمدة التي أرادها. نجد ذكراً لتلك الزيارة وتأسيس الكنيسة هناك في سفر الأعمال 18: 1-18. لقد عبر الرسول بولس، في رسالته الثانية لأهل كورنثوس، عن إرتياحه وسروره لكونهم قد تقبلوا رسالته "الصعبة" (المفقودة) بطريقة إيجابية. وقد خاطبت تلك الرسالة موضوعات كانت السبب في تمزيق الكنيسة، ومن أهمها وصول رسل كذبة (كورنثوس الثانية 11: 13) هاجموا شخص الرسول بولس، وزرعوا الفتنة بين المؤمنين، وقدموا تعاليم خاطئة. وقد بدا أنهم قد شككوا في مصداقيته (كورنثوس الثانية 1: 15-17)، وقدرته على الوعظ (كورنثوس الثانية 10: 10؛ 11: 6)، وعدم رغبته في قبول تدعيم من الكنيسة في كورنثوس (كورنثوس الثانية 11: 7-9؛ 12: 13). كما وجد أن البعض لم يتوبوا عن سلوكهم الإباحي (كورنثوس 12: 20-21). لقد إبتهج الرسول بولس عندما أخبره تيطس أن غالبية الكورنثيين قد رجعوا عن تمردهم ضده (كورنثوس الثانية 2: 12-13؛ 7: 5-9). وقد شجعهم الرسول بولس بالتعبير عن محبته الصادقة لهم (كورنثوس الثانية 7: 3-16). وكذلك سعى بولس أن يدافع عن رسوليته حيث أن البعض في الكنيسة قد شككوا في سلطانه كرسول (كورنثوس الثانية 13: 3). آيات مفتاحية: كورنثوس الثانية 3: 5 "لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئاً كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ الله." كورنثوس الثانية 3: 18 "وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ." كورنثوس الثانية 5: 17 "إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً." كورنثوس الثانية 5: 21 "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." كورنثوس الثانية 10: 5 "هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ." كورنثوس الثانية 13: 4 "لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صُلِبَ مِنْ ضُعْفٍ لَكِنَّهُ حَيٌّ بِقُوَّةِ اللهِ. فَنَحْنُ أَيْضاً ضُعَفَاءُ فِيهِ، لَكِنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُوَّةِ اللهِ مِنْ جِهَتِكُمْ." ملخص: بعد تحية المؤمنين في كنيسة كورنثوس وشرح سبب عدم زيارته لهم كما كان مخططاً سابقاً (الآيات 1: 3-2: 2)، يشرح الرسول بولس طبيعة خدمته. كان ما يميز خدمته للكنائس هو النصرة في المسيح والإخلاص في نظر الله (2: 14-17). ثم يقارن الخدمة المجيدة لبر المسيح بخدمة "الدينونة" التي هي الناموس (3: 9) ويعلن إيمانه بصلاحية خدمته بالرغم من الإضطهاد الشديد (4: 8-18). ثم يشرح في الإصحاح الخامس أساس الإيمان المسيحي – الطبيعة الجديدة (الآية 17) وإستبدال خطايانا ببر المسيح (الآية 21). في الإصحاحات 6 و 7 يدافع الرسول بولس عن نفسه وعن خدمته ويؤكد للكورنثيين مرة أخرى محبته المخلصة لهم ويدعوهم للتوبة وحياة القداسة. وفي الإصحاحات 8 و 9 يدعو بولس مؤمني كورنثوس لإتباع مثال الإخوة في مكدونية في كرمهم تجاه إحتياجات القديسين. ويعلمهم مباديء ومكافآت حياة العطاء. يختم الرسول بولس رسالته بتوكيد سلطانه بينهم (الإصحاح 10) وإهتمامه بأمانتهم تجاهه في وجه المعارضة الشرسة من جانب الرسل الكذبة. وهو يصف نفسه بالجهل لإضطراره الإفتخار بمؤهلاته ومعاناته من أجل المسيح (الإصحاح 11). وينهي رسالته بوصف رؤيا السماء التي أعطي أن يختبرها وكذلك "الشوكة في الجسد" التي أعطاه إياها الله لكي يحافظ على إتضاعه (الإصحاح 12). يحتوي الإصحاح الأخير على تشجيعه للكورنثيين أن يفحصوا ذواتهم حتى يتأكدوا من أن ما يشهدون به هو الحق، وينتهي بصلاة البركة والسلام. إرتباطات: يشير الرسول بولس إلى ناموس موسى في كل رسائله ويقارنه بالعظمة الفائقة لإنجيل المسيح والخلاص بالنعمة. في كورنثوس الثانية 3: 4-11 يقارن الرسول بولس ناموس العهد القديم بعهد النعمة الجديد مشيراً إلى أن الناموس "يقتل" ولكن الروح يمنح الحياة. فالناموس هو "...خِدْمَةُ الْمَوْتِ، الْمَنْقُوشَةُ بِأَحْرُفٍ فِي حِجَارَةٍ..." (الآية 7، خروج 24: 12) لأنه يأتي فقط بمعرفة الخطية ودينونتها. إن مجد الناموس يكمن في أنه يعكس مجد الله، ولكن خدمة الروح أعظم مجداً من خدمة الناموس لأنها تعكس رحمة الله، ونعمته ومحبته بتدبيره أن يكون المسيح هو إتمام للناموس. التطبيق العملي: إن هذه الرسالة هي أكثر رسائل الرسول بولس تعلقاَ بسيرته الذاتية وأقلها مناقشة للعقائد. إنها تخبرنا عن بولس كشخص وخادم أكثر من أي من الرسائل الأخرى. ومع هذا، توجد بعض الأمور التي يمكن أن نأخذها من هذه الرسالة للتطبيق في حياتنا اليوم. أولها الوكالة، ليس فقط على الأموال، ولكن على الوقت أيضاً. فإن المكدونيين لم يعطوا بسخاء فقط، ولكنهم "أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ، وَلَنَا، بِمَشِيئَةِ اللهِ." (كورنثوس الثانية 8: 5). وبنفس الكيفية يجب أن نكرس ليس فقط ما نملكه للرب، ولكن نكرس أنفسنا بالكامل. فهو ليس بحاجة إلى أموالنا. إنه كلي القدرة! وهو يريد القلب الذي يشتاق لخدمته وإرضاؤه ومحبته. إن الوكالة والعطاء لله تتعلق بأكثر من مجرد المال. نعم، الله يريدنا أن نقدم عشور دخلنا، ويعدنا بالبركة في المقابل. لكن يوجد ما هو أكثر من هذا. الله يريد منا 100%. يريدنا أن نعطيه كل ما نملك. بل كل ذواتنا. يجب أن نقضي حياتنا في خدمة أبونا السماوي. لا أن نقدم له جزء من دخلنا، ولكن حياتنا ذاتها يجب أن تعكسه للآخرين. يجب أن نعطي أنفسنا أولاً للرب ثم للكنيسة وعمل خدمة يسوع المسيح. |
||||
01 - 04 - 2017, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للعهد الجديد
رسالة غلاطية الكاتب: تحدد رسالة غلاطية 1: 1 بوضوح أن الرسول بولس هو كاتب هذه الرسالة. تاريخ كتابة السفر: وفقاً للمكان الذي أرسلت إليه رسالة غلاطية والرحلة التبشيرية التي قام فيها الرسول بولس بتأسيس الكنائس في تلك المنطقة، فيمكن القول بأن رسالة غلاطية تمت كتابتها ما بين عامي 48 و 55 م. غرض كتابة السفر: تكونت الكنائس في غلاطية من اليهود والأمم الذين آمنوا بالمسيح. ويؤكد الرسول بولس صفته كرسول، والعقائد التي نادى بها حتى يمكن تثبيت كنائس غلاطية في الإيمان بالمسيح، خاصة بشأن موضوع التبرير بالإيمان وحده. لهذا فإن موضوع الرسالة هو بالأساس نفس الموضوع الذي تناقشه رسالة رومية أي التبرير بالإيمان وحده. ولكن في هذه الرسالة يوجه الإنتباه بصورة خاصة إلى التبرير بالإيمان دون الإستناد على أعمال ناموس موسى. لم تكتب رسالة غلاطية كمقال يسرد التاريخ المعاصر. بل كانت إعتراضاً على إفساد رسالة إنجيل المسيح. كان الحق الأساسي بشأن التبرير بالإيمان وليس أعمال الناموس قد تم طمسه بإصرار اليهود المؤمنين على أن المؤمنين بالمسيح يجب أن يحافظوا على الناموس لكي يكونوا كاملين أمام الله. عندما نما إلى علم الرسول بولس أن هذا التعليم قد بدأ يتغلغل في كنائس غلاطية وأنه قد سبب إبتعادهم عن ميراث الحرية الذي لهم، قام بكتابة الإحتجاج الملتهب المتضمن في رسالته. آيات مفتاحية: غلاطية 2: 16 "إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا." غلاطية 2: 20 "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." غلاطية 3: 11 " وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا." غلاطية 4: 5-6 "لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: يَا أَبَا الآبُ." غلاطية 5: 22-23 " وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هَذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ." غلاطية 6: 7 "لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً." ملخص: إن الحرية الروحية هي نتيجة التبرير بالنعمة من خلال الإيمان. لقد طلب الرسول بولس إلى أهل غلاطية أن يثبتوا في الحرية "وَلاَ يرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ (الذي هو ناموس موسى)" (غلاطية 5: 1). كما أن الحرية المسيحية ليست عذراً لإشباع غرائز الإنسان؛ بل هي فرصة لنحب أحدنا الآخر (غلاطية 5: 13؛ 6: 7-10). إن هذه الحرية لا تعزل الإنسان عن صراعات الحياة. بل قد تجعل المعركة بين الروح والجسد أكثر شدة. ولكن، الجسد قد صلب مع المسيح (غلاطية 2: 20) ونتيجة لذلك فإن الروح يأتي بثماره، ومنها المحبة والسلام في حياة المؤمن (غلاطية 5: 22-23). لقد تمت كتابة رسالة غلاطية بروح الإنفعال النبوي. فبالنسبة لبولس لم تكن المشكلة هي الختان من عدمه، بل ما إذا كان الشخص قد أصبح "خليقة جديدة" (غلاطية 6: 15). لو لم ينجح الرسول بولس في تفسير مبدأ التبرير بالإيمان وحده لكانت المسيحية ظلت ما إلا طائفة يهودية، بدلاً من أن تصبح الطريق للخلاص لكل العالم. لهذا فإن رسالة غلاطية ليست مجرد رسالة لكنيسة معينة؛ بل هي رسالة لكل مؤمن يعترف مع الرسول بولس قائلاً: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." (غلاطية 2: 20) إن رسالتي يعقوب وغلاطية توضحان جانبين من جوانب المسيحية ظهر منذ البداية أنهما متعارضين رغم أنهما في الواقع يكمل أحدهما الآخر. يصر يعقوب على مبدأ أن الإيمان يثبت وجوده عن طريق الأعمال. إلا أن يعقوب، وكذلك الأمر بالنسبة لبولس، يؤكد على حاجة الإنسان إلى التغيير بنعمة الله (يعقوب 1: 18). وتؤكد رسالة غلاطية على عمل الإنجيل الذي ينتج ثمراً (غلاطية 3: 113-14). ولم يكن بولس أقل إهتماماً من يعقوب بحياة الأعمال (غلاطية 5: 13). إن هذين الجانبين من جوانب الحق الحياة المسيحية متلازمين مثل وجهي العملة الواحدة. إرتباطات: عبر كل رسالة بولس إلى أهل غلاطية نجد مقارنة النعمة المخلصة – التي هي عطية الله – بناموس موسى الذي لا يعطي الخلاص. إن المؤمنين اليهود، أولئك الذين يستندون إلى ناموس موسى كمرجع لهم للتبرير، كانوا من الأشخاص البارزين في الكنيسة الأولى، بل ان شخصيات بارزة مثل الرسول بطرس وقعت في شباكهم لبعض الوقت (غلاطية 2: 11-13). وكان المؤمنين الأوائل متمسكين بالناموس حتى أن الرسول بولس إضطر أن يؤكد بإستمرار على حقيقة أن الخلاص بالنعمة لا يرتبط بحفظ الناموس. إن الموضوعات التي تربط رسالة غلاطية بالعهد القديم تدور حول الناموس مقابل النعمة: عدم إستطاعة الناموس تبرير الإنسان (2: 16)؛ كون المؤمن ميت بالنسبة للناموس (2: 19)؛ تبرير إبراهيم بالإيمان (3: 6)؛ الناموس لا يعطي الخلاص، بل يجلب غضب الله (3: 10)؛ المحبة وليس الأعمال هي ما يتمم الناموس (5: 14). التطبيق العملي: إن أحد الموضوعات الرئيسية لرسالة غلاطية موجود في إصحاح 3: 11 "الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا." فنحن لا نخلص فقط بالإيمان (يوحنا 3: 16؛ أفسس 2: 8-9)، ولكن بالنسبة للمؤمن بالمسيح فإنه يعيش حياته – يوماً بيوم، ولحظة بلحظة – بالإيمان ومن خلاله. هذا لا يعني أن الإيمان شيء نصنعه بأنفسنا – بل هو عطية الله، وليس من أعمال – ولكن مسئوليتنا وبهجتنا هي: (1) أن نظهر إيماننا حتى يرى الآخرين عمل المسيح فينا، و(2) أن نزيد إيماننا بممارسة الوسائط الروحية (دراسة الكتاب المقدس، الصلاة، الطاعة). قال الرب يسوع أننا سنعرف من ثمارنا (متى 7: 16) التي تبرهن الإيمان الذي في قلوبنا. يجب أن يثابر جميع المسيحيين في الجهاد لبناء الإيمان المخلص في قلوبنا حتى تكون حياتنا إنعكاس للمسيح فيراه الآخرين فينا "وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (متى 5: 16). |
||||
01 - 04 - 2017, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مسح شامل للعهد الجديد
رسالة أفسس الكاتب: تحدد رسالة أفسس 1: 1 أن كاتب الرسالة هو الرسول بولس. تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة رسالة أفسس ما بين عامي 60-63 م. غرض كتابة السفر: كان هدف بولس أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يتوق إلى النضوج المسيحي. وقد تضمنت الرسالة الإنضباط والتهذيب المطلوب للنمو كأنباء حقيقيين لله. وأكثر من ذلك، إن دراسة رسالة أفسس تساعد في تثبيت المؤمن حتى يحقق غرض ودعوة الله لحياته. فهدف الرسالة هو توكيد وتأهيل كنيسة ناضجة. كما تقدم نظرة متوازنة إلى جسد المسيح وأهميته في خطة الله. آيات مفتاحية: أفسس 1: 3 "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ." أفسس 2: 8-10 "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ." أفسس 4: 4-6 "جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضاً فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ." أفسس 5: 21 "خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ." أفسس 6: 10-11 "أَخِيراً يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ." ملخص: تشكل العقائد/التعاليم الجزء الأكبر من رسالة أفسس. ويتصل نصف هذه التعاليم بمكانتنا في المسيح، والباقي يؤثر على حالتنا. أحياناً كثيرة يتجاهل من يقدمون دراسات من هذه الرسالة كل التعاليم الأساسية المتضمنة فيها ويتوجهون مباشرة إلى الإصحاح الأخير. وهذا الإصحاح يركز على الحرب الروحية وجهاد القديسين. ولكن لضمان الإستفادة بصورة كاملة من هذه الرسالة يجب أن يبدأ الشخص بدراسة توجيهات الرسول بولس في هذه الرسالة. أولاً، إننا كأتباع المسيح يجب أن ندرك تماماً ما يعلنه الله عمن نكون نحن. كما يجب أن نثبت أيضاً في معرفة ما صنعه الله من أجل كل البشر. وثانياً، يجب أن نتقوى في ممارسة وجودنا ومسيرتنا. وهذا يجب أن يستمر حتى لا نعود نتعثر أو نتأرجح بكل ريح تعليم أو بمكر الناس. ينقسم ما كتبه الرسول بولس إلى ثلاث أجزاء رئيسية: (1) الإصحاحات 1-3 تقدم المباديء الخاصة بعمل الله. (2) الإصحاحات 4 و 5 تقدم المباديء الخاصة بوجودنا الحالي. (3) الإصحاح 6 يقدم المباديء الخاصة بالجهاد اليومي. إرتباطات: إن الإرتباط الرئيسي بالعهد القديم في رسالة أفسس يكمن في المبدأ الذي أدهش اليهود بكون الكنيسة هي جسد المسيح (أفسس 5: 32). هذا السر العجيب (الحق الذي لم يسبق إعلانه) بشأن الكنيسة هو "أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ."(أفسس 3: 6). كان هذا السر مخفياً بالكامل عن قديسي العهد القديم (أفسس 3: 5، 9). وكان شعب إسرائيل الذين كانوا يتبعون الله بحق يعتقدون أنهم وحدهم شعبه المختار (تثنية 7: 6). كان قبول الأمم على قدم المساواة في هذا النموذج الجديد أمراً شديد الصعوبة وتسبب في الكثير من الجدال والخلافات بين المؤمنين من اليهود والمؤمنين من الأمم. كما يتحدث بولس ايضاً عن سر كون الكنيسة كعروس المسيح، وهو مفهوم لم يسمع به في العهد القديم. التطبيق العملي: ربما تركز رسالة أفسس أكثر من سائر أسفار الكتاب المقدس على الصلة بين التعليم السليم والممارسة الصحيحة في الحياة المسيحية. إن الكثيرين يتجاهلون "التعاليم اللاهوتية" ويرغبون في التركيز على الأمور "العملية" فقط. ولكن في رسالة أفسس يشرح الرسول بولس أن اللاهوت أمر عملي أيضاً. ولكي نعيش خطة الله في حياتنا بطريقة عملية يجب أن نفهم أولاً المباديء الخاصة بمكانتنا وهويتنا في المسيح. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل الوحدانية امتدت للعهد الجديد |
السامرية أول خادمة للعهد الجديد |
مسح شامل للعهد القديم |
الترجمة الجديدة للعهد الجديد |
لان هذا هو دمى الذى للعهد الجديد |