رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بحــــر العالــــــم...!!!
أخذ جسد الغريق يطفو ويخبو , ومن حوله عشرات الرجال فشلوا فى إنقاذه , الواحد تلو الآخر إذ كان الرجل يجذبهم إليه بقوة , ويكاد يغرقهم معه. ومن العجيب جداً أنه كان هناك عامل إنقاذ يجلس فوق منصة قريبة , يرقب الموقف كله بتحفز شديد , دون أن يندفع إلى الماء مع أن هذا هو صميم عمله . وهو أكثر خبرة من كل هؤلاء الرجال الذين حاولوا إنقاذ هذا الإنسان الذى يغرق. وقبل أن يذهب إليه أحد الجموع الذين على الشاطئ لكى يلومه على تقاعسه , ولكى يحثه على العمل . وجده انطلق كالسهم وفى لحظات خاطفة عاد بالغريق إلى البر وقام بإسعافه. فإندهش الرجل من موقف هذا الغواص وعندما سأله لماذا توانى ولم يُسرع فى إنقاذ الغريق من البداية . أجابه الغواص: لقد كنت أنتظر اللحظة المناسبة حين تخمد قوة الغريق , ويستسلم لمصيره , فيكف عن محاولة إنقاذ نفسه , حينئذ أسرع إليه قبل أن يبتلعه الموج . فأحمله سالماً. إن محاولة إنقاذه وهو لا يزال يضرب الماء محاولة فاشلة مصيرها الهلاك. صديقى القارئ... إننا نولد فى عالم واسع الأرجاء تتلاطم أمواجه وتتباعد شطئاته , وتتشعب بحوره . فى عالم ملئ بالعوائق المادية التى تحيط بنا من كل جانب. إننا كثيراً ما نحاول أن نعبر بحر هذه الحياة بقوتنا المجردة فنصارع أمواجه , ونضربها بأيدينا . لكننا سرعان ما نكتشف أن أيدينا قصيرة وأنفاسنا لاهثة. وأننا لانستطيع أن نعبره بقوتنا الضعيفة بل نحتاج إلى قوة تحملنا وتعبر بنا إلى شاطئ الأبدية. وهذه القوة ليست بالقطع قوة شركائنا الغرقى الذين يواجهون نفس مصائرنا , وليست قوتنا القاصرة التى تتضاءل أمام جبروت البحر الهائج. لكنها القوة العلوية القادرة على إنقاذنا . وتتابع حركاتنا وتراقب إندفاعتنا وراء شهواتنا . وجنوحنا وراء رغباتنا . ثم تسرع لنجدتنا فى الوقت المناسب . إن الله يراقب الإنسان وهو يتخبط فى بحور الشر , يستمتع بها ويتعذب فيها. ويظل الله يراقب هذا الإنسان الشارد. وحينما يدرك الإنسان خطورة مصيره , وأنه يسعى جاهداً لإنقاذ نفسه . فيضرب الماء بسواعد ضعيفة ويقفز فوق الأمواج بجسد مثقل , فلا يستطيع الخلاص من بحور الشر. ولا يستطيع الهروب من بين نخالبها. لقد أصبح البحر فى داخله , وإمتلأ جوفه من مائه الثقيل. وحين تخمد محاولات الإنسان الفاشلة فى إنقاذ نفسه من ثقل خطاياه , حينئذ يدخل الله لإنقاذه وانتشاله وخلاصه من الموت المحقق. إن إعتراف الإنسان بفشله وعجزه واحتياجه الى الله ليسند ضعفه هو السلم الذى يصعد عليه إلى غايته وهو نوال الغفران الإلهى والحياة الأبدية. فمثل هذا الإنسان , يأتى الله إليه ويرفعه من هوة الخطية إلى أجواء الروح الطاهرة التى تعرف لغة السماء . وتقدر أن تبنى علاقة مع الله على أسس سمائية مقدسة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
7 شركات أسلحة روسية تدخل تصنيف أفضل 100 في العالــــــم |
أغلى 10 مجوهرات في العالــــــم |
= اغــــرب واكبـــــــــر الجســـــــــــــــــــــــــــور فـــــى العالــــــم =- |