|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ومَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضًا الشرّ الّذي يرتكبه الآخر يُصبح مجالاً لحبّنا المجاني له. ولا يقوم طلب يسوع ليس فقط باحتمال الألم، وإنما ان نكون مستعدِّين في الداخل لتقبل الآلام أكثر مما يودّ الظالم أن يفعل بنا، فإن اغتصب ثوبنا نترك له الرداء، وإن سخّرنا ميلًا نسير معه ميلين. ولكن يجب ان لا يُفهم من ذلك تحريم الدفاع عن أنفسنا لان ذلك يفسح المجال للأشرار ان يتمادوا ويجلعوا المظلوم فريسة لهم. والمسيح لم يحتمل الشر بل قاومه بلسانه كما جاء في الانجيل "لَطَمَ يسوع واحِدٌ مِنَ الحَرَسِ كانَ بِجانِبِه وقالَ له: أَهكذا تُجيبُ عَظيمَ الكَهَنَة؟ أَجابَه يسوع: إِن كُنتُ أَسَأْتُ في الكَلام، فبَيِّنِ الإِساءَة. وإِن كُنتُ أَحسَنتُ في الكَلام، فلِماذا تَضرِبُني؟" (يوحنا 18: 22-23)، وهكذا فعل بولس الرسول أيضًا "فأَمَرَ حَنَنْيا عَظيمُ الكَهَنَةِ الَّذينَ بِجانِبِ بولس بِأَن يَضرِبوه على فَمِه. فقالَ له بولُس: (سيَضَرُبكَ الله، أَيُّها الحائِطُ المُكَلَّس، أَتَجلِسُ لِمُحاكَمَتيِ بِسُنَّةِ الشَّريعة، وتُخالِفُ الشَّريعة فتَأمُرُ بِضَرْبي؟" (أعمال الرسل 23: 2-3) الرسل أيضا (قولسي 4: 9-13)، وهكذا فعل المسيحيون في كل عصر. المسيح ينهي عن مخاصمة الآخرين لدى الحكومة عندما تكون الغاية من ذلك الانتقام لا إظهار الحق كما يقول بولس الرسول "وفي كُلِّ حال فإِنَّه مِنَ الخَسارةِ أَن يَكونَ بَينَكُم دَعاوٍ. فلِمَ لا تُفَضِّلونَ احتِمالَ الظُّلْم؟ ولِمَ لا تُفَضِّلونَ احتِمالَ السَّلْب؟ " (1 قورنتس 6: 7). خير لنا ان نخسر مالنا من ان نخسر نفوسنا لعدم محبَّتنا. |
|