رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كارثة طائرة باريس توحد المصريين لدعم شركتهم
"رب ضارة نافعة".. تلك المقولة التى نسمعها دائما عند وقوع حدث جلل لمحاولة الخروج منه ببعض المكاسب أو الإيجابيات، قد تحققت بالفعل في ظل تداعيات كارثة سقوط طائرة مصر للطيران فى مياه البحر المتوسط فجر الخميس الماضى خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة ومصرع جميع ركابها البالغين 66 راكبا، فقد دفع الهجوم الذى شنته بعض وسائل الإعلام، خاصة "سى إن إن" والجزيرة القطرية ضد الشركة الوطنية، كل المصريين بجميع انتماءاتهم لدعم الشركة، وانتشرت على المواقع دعوات الدعم والمساندة للشركة الوطنية والإشادة بها. الدعم المصرى شمل المؤيدين والمعارضين، وأعرب عدد من الفنانين فى صفحاتهم عن دعمهم الشركة الوطنية وتحويل تذاكر سفرهم على شركات الطيران الأجنبية للسفر على رحلات مصر للطيران، كما لم تشهد معدلات الحجز على رحلات الشركة أي إلغاءات وسط الركاب الحاجزين، ما يؤكد دعم المصريين لشركتهم الوطنية. هذا التعاطف المصرى والدعم الكبير للشركة يأتى من منطلق تاريخ "مصر للطيران" الطويل ولدورها فى دعم المصريين خلال تاريخها. ويقول المهندس حسين مسعود، وزير الطيران الأسبق، والذى تولى رئاسة الشركة لعدة سنوات، إن مصر للطيران ليست شركة تجارية فقط ولكنها شركة وطنية كانت طوال تاريخها داعمة للمصريين، حيث لعبت دورا كبيرا فى إجلاء المئات بل الآلاف من المصريين من مناطق النزاع فى العالم، وتعرضت أطقم طائراتها لمشاكل ومصاعب خلال عمليات الإجلاء، كما تعرضت بعض الطائرات لإصابات خلال عمليات الإجلاء التى تمت فى أصعب الظروف. وأضاف مسعود أن من أبرز عمليات الإجلاء ما تم فى العصر الحديث ما قامت به مصر للطيران بإجلاء المئات من الصومال بعد تدهور الوضع هناك فى نهاية حكم الرئيس الصومالى الأسبق "سياد برى"، رغم تعرض مطار مقديشيو للتدمير، إلا أن طائرات مصر للطيران نجحت فى الهبوط وإجلاء المئات من المصريين، وتعرضت إحدى الطائرات لطلقات رصاص خلال إقلاعها، كما قامت مصر للطيران أيضا بإجلاء المئات من المصريين من مطار الكويت وقت الغزو العراقى وسط ظروف سيئة وتعرض مطار الكويت للتدمير وقتها، كما قامت أيضا بإجلاء المئات من ليبيا عن طريق جسر جوى من تونس ووسط ظروف صعبة، وكل ذلك لإنقاذ المصريين، وبدون مقابل لذلك فإن الشركة أكبر من كونها شركة تجارية ولكنها شركة وطنية تدعم وتساند المصريين فى كل مكان فى العالم. بدوره، أعرب المهندس عبد العزيز فاضل، وزير الطيران الأسبق، والذى تولى أيضا رئاسة الشركة عدة سنوات عن شعوره بالفخر كأحد أبناء مصر للطيران، موضحا أن الشركة تعد من أفضل شركات طيران العالم ليس فقط من حرصها على تطوير أسطولها أولا بأول وحيازة أحدث الطائرات فى العالم، ولكنها أيضا الأفضل من ناحية العناصر البشرية من الطيارين والفنيين والمهندسين، بل ومن الإداريين. وقال فاضل إن شركات الطيران المنافسة بالمنطقة العربية تستعين بكوادر الشركة من الطيارين والمهندسين وتقدم لهم كل الإغراءات للعمل فيها، وهناك العديد من شركات الطيران العربية التى يتولى القيادة فيها عدد من أبناء مصر للطيران. وأكد أن الشركة أكبر من كل محاولات النيل منها، وكما ظلت طوال 84 عاما ستستمر فى خدمة صناعة النقل الجوى بالمنطقة والعالم رغما عن أى كاره، وقد حرصت الشركة طوال تاريخها على تحقيق أعلى معدلات السلامة والجودة فى كل أنشطتها وحصلت على عدد كبير من شهادات الإيازا والآيزو سواء الصادرة من الجهات الأمريكية أو الأوروبية. وقد احتفلت شركة مصر للطيران قبل أسبوعين فى السابع من مايو الحالى بمرور 84 عاما على إنشائها كأول شركة طيران فى المنطقة والسابعة على مستوى العالم، محققة الريادة طوال تاريخها الطويل رغم المصاعب والتحديات التى واجهتها، خاصة فى الستة أعوام الماضية عقب 25 يناير 2011 وانخفاض حركة السياحة القادمة لمصر. وعن بدايات إنشاء مصر للطيران، يقول عز الدين أبو غنيمة، مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط السابق، والذى عمل مديرا لمكتبها بمطار القاهرة، وخبير الطيران لأكثر من 40 عاما، إن مصر للطيران تعد إحدى المشروعات الوطنية لرائد الاقتصاد الوطنى "طلعب حرب"، وبدأ الأمر من خلال اتفاق عدد من الشخصيات مع "حرب" على إنشاء شركة طيران وطنية، وقد صدر المرسوم الملكى فى 7 مايو 1932 بتأسيس أول شركة طيران فى الشرق الأوسط وأفريقيا والمنطقة العربية وسابع شركة على مستوى العالم تحت اسم شركة "مصر للطيران". وأضاف لأبو غنيمة أنه تم تشكيل أول مجلس لإدارتها من خمسة مصريين وثلاثة بريطانيين، وسميت الشركة باسمين أحدهما باللغة العربية وهو "الخطوط المصرية الهوائية"، والآخر باللغة الإنجليزية وهو"MISR AIRWORK"، وبدأت الشركة أنشطتها بالتدريب والخدمات الجوية، وفى عام 1933 تعاقدت الشركة على شراء طائرتين من طراز دى هافيلاند دراجوان 84 كنواة لتشغيل الخطوط المنتظمة، حيث بدأت بتسيير أولى رحلاتها التجارية من القاهرة إلى الإسكندرية ومرسى مطروح، كما تم تشغيل أول خط طيران دولى للشركة بين القاهرة وفلسطين فى عام 1934، وبلغ أسطول الشركة خمس طائرات فى عام 1935 لتغطي سبع مدن فى الشرق الأوسط، ثم جاء عام 1936 لتكون طائرات مصر للطيران أولى الطائرات فى العالم التى تهبط فى المدينة المنورة كأول خط إقليمى للشركة خارج حدود الوطن. كانت أولى الصفقات المؤثرة فى أسطول مصر للطيران عام 1935، حيث تمت إضافة حوالى 12 طائرة من طراز دى هافيلانـد إلى أسطول الشركة وأثناء الحرب العالميـة الثانيـة، وضعت الحكومة المصرية يدها على الشركة وغيرت اسمها إلى "مصر إيرلاينز"، وفى عام 1949 تم تغيير اسم الشركة من "مصر إيرلاينز" إلى "مصر إير"، وتم شراء 10 طائرات من طراز بيتشكرافت، وبذلك أضيفت التكنولوجيا الأمريكية إلى أسطول الشركة الوطنية، وقامت الشركة أيضا بشراء 10 طائرات من طراز فيكرز فايكنج ، وفى العام التالى وضعت فى الخدمة طائرة فرنسية الصنع من طراز "لانجدوك". وشهدت الشركة فى عام 1948 تعيين أول سبع مضيفات على طائرات الشركة ثم توالت الأيام، وجاءت ثورة يوليو عام 1952 ليبدأ عهد جديد من عمر الشركة ومن عمر الوطن، حيث ساهمت الثورة فى رأس مال مصر للطيران ليرتفع من 300 ألف جنيه إلى مليون جنيه، وبعدها بخمس سنوات فى عام 1957 احتفلت مصر للطيران باليوبيل الفضى بتخريج 1029 طيارا خاصا و278 طيارا تجاريا، بالإضافة إلى 35 معلما للطيران، وذلك من معهد مصر للطيران للتدريب والتابع للشركة. وصدر فى عام 1960 قرار بتوحيد شركة مصر للطيران ومؤسسة الخطوط الجوية السورية في شركة واحدة تسمى شركة الطيران العربية المتحدة وبحلول العام الثلاثين من عمر الشركة، صدر القرار الجمهورى رقم 2056 لسنة 1962، بإعادة هيكلة مصر للطيران لتصبح جزءا من الدولة ولتصبح الشركة مؤسسة تحت اسم المؤسسة العربية العامة للنقل الجوى، وظلت تمارس نشاطاتها المتعددة مستخدمة فى بداية تشغيلها عام 1932 من مطار ألماظة. وانتقلت الشركة للعمل فى مطار القاهرة القديم فى عام 1956 حتى تقرر يوم 18 مارس 1963 إقلاع جميع الرحلات من مطار القاهرة الحالى، ومع حلول عام 1967 كان افتتاح السوق الحرة بصالة الوصول الرئيسية بمطار القاهرة برأسمال قدره خمسة وعشرين ألف جنيه مصري، وهو ما يعد سبقا دوليا في مجال الأسواق الحرة العالمية، وفى عام 1969 كانت مصر للطيران أول من يستخدم طائرات البوينج 707 بجانب الطرازات المختلفة من الطائرات الروسية الصنع. واستخدمت الشركة فى يوليو عام 1970، طراز الـcomet 4c، وأقلع أول خط مباشر من القاهرة إلى لندن فى 16 يوليو 1970 كأطول خط طيران، وفى الخامس من يناير عام 1971 صدر القرار الجمهورى بإنشاء أول وزارة للطيران المدنى، لتنتقل إليها تبعية مؤسسة مصر للطيران بعد فصلها عن "شركة الطيران العربية المتحدة"، ما أدى لتغيير وضعها القانونى لتصبح مصر للطيران، ومع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات شهدت مصر للطيران تطورا هائلا في بنيتها الأساسية وتحديث أسطول طائراتها. واحتفلت مصر للطيران فى شهر يناير عام 1977 بافتتاح مجمع خدمات الطيران كأحدث وأكبر مجمع للخدمات الجوية فى الشرق الأوسط، وكذلك قرية البضائع التى تعاقدت مصر للطيران على إنشائها فى أكتوبر عام 1978، وخلال الفترة من عام 1980 إلى عام 2000 كانت أصول مصر للطيران تجاوزت الملايين، وصارت شبكة خطوطها تغطى أهم المدن والعواصم فى قارات العالم جميعها بعد أن كانت لا تتعدى بعض المدن فى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، حيث لعب رئيسها الأسبق المهندس محمد فهيم ريان دورا كبيرا فى تطوير وتحسين أداء الشركة. وصدر فى شهر يوليو من عام 2002 القرار الجمهورى رقم 137 بتحويل مؤسسة مصر للطيران إلى شركة قابضة تضم 9 شركات هى مصر للطيران للخطوط الجوية ومصر للطيران للشحن الجوى وشركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية وشركة مصر للطيران للخدمات الجوية وشركة مصر للطيران للخدمات الأرضية وشركة مصر للطيران للسياحة (الكرنك) والأسواق الحرة وشركة مصر للطيران للخدمات الطبية وشركة مصر للطيران للصناعات المكملة وأخيراً شركة مصر للطيران للخطوط الداخلية والإقليمية ( إكسبريس). واستمرت حركة التطوير فى مصر للطيران، حيث انضمت فى يوليو 2008 إلى تحالف ستار العالمى، لتصبح العضو رقم 21 فى التحالف، الذى وصل إلى 27 شركة من كبرى شركات الطيران العالمية، وهو ما يحقق مزايا لعملاء مصر للطيران، حيث امتدت شبكة خطوطها إلى 1160 نقطة فى 181 دولة حول العالم، وتعمل حاليا رحلات مصر للطيران وأعضاء التحالف من مبنى الركاب الجديد رقم 3 بمطار القاهرة، والذى جاء مواكبا مع الطائرات الحديثة والمتطورة ذات الرفاهية والتكنولوجيا العالية التى انضمت إلى أسطول الشركة مؤخرا. ويبلغ أسطول الشركة طبقا لإحصائية متوفرة على الموقع الرسمى لمصر للطيران، حوالى 81 طائرة، منها 34 طائرة بوينج و31 طائرة إيرباص و12 طائرة إمبراير و4 طائرات شحن، وتقوم برحلات إلى 63 مدينة فى العالم و13 مطارا داخليا، إضافة لسفر رحلات الشحن إلى 7 مطارات دولية بإجمالى 1600 رحلة طيران أسبوعية، ويعمل بها أكثر من 32 ألف موظف، حيث تنوعت أنشطة الشركة ما بين خدمات الركاب وخدمات البضائع وتموين الطائرات والسياحة والأسواق الحرة والخدمات الطبيــة والخدمات الجويـة والأرضية والصناعات التكميليــة والصيانة والأعمال الهندسية والفنية. هذا الخبر منقول من : صدى البلد |
|