رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنت أهوى أن أكتب ولم أقدر، ذهبت منى تلك الممجدة التى كانت، فلتت منى تلك العالية التى كانت، استترت منى تلك البهية التى كانت، فلتت منى تلك التى كانت موجودة. ولما تحكمت بحيل كثيرة أن أصورها فلم أستطع، تلك التى الكل ممتلئ منها، وأعطت هى ذاتها مأكولاً للمتنعمين بها. أردت أن أزرعها بالخطوط لقوت أبناء شعبى فلم أدرك، فى الموضع البرانى لا يوجد ما يشبهها، وفى ذلك الجوانى من يعلم!! فإنه لا يوجد ما يشبهها فى عالمنا، وفى عالم الروحانيين من يقدر أن يأتى بمثال. ..... ..... قد وقفت بين الأمرين.. فإن أخليها يصعب علىّ جداً، وإن أكتب عنها ما أطيق، لأنها باللذة لا تشبه، وبالدسم لا تقاس، نعيمها أرقى من كل تسمية، لذتها أعلى من كل تفسير. إنها تحدث تغيراً عجيباً للمتنعم بها، وليس لـه معرفة فهمها لأن معرفتها تفوق قوته، لا يعلم ما هو فيه. إنه عجب عظيم أن التنعم أعلى من معرفة المتنعم، وكما أن الساجدين للآب بالروح يسجدون لـه، وبالهدوء يعملوا، هكذا أيضاً على تنعمه الذى فيهم، فالهدوء قائم. لا يخلى واحداً منهم يخرج خارجاً عن بلدته، وإذا كان الأمر هكا فادخل إلى بيت كنزلك يا ابن الأحرار لتجد ذخائرك. ليس فى بلدة العبيد ذكرهم من أجل الكنز الذى بهم هو الصمت فى عالمهم، ادخل إلى عرس ابن الملك فى اثر خطاه ورث ملكوته، فإن عرسه مستعد داخلك. لماذا أنت تطيش فى بلدة ليست لك؟ فى بيتك يوجد ملكوتك. لماذا تشحذ كسر الشحاذين الجالسين فى المزابل؟ امض وابصر فى أقنوم نفسك لابن الملك لتكون تحمله فى حضنك مثل مريم والدته، ومنه تستنشق رائحة أعضائه ليعد عقلك كرسياً لكرامته كشبه يوسف النجار، وليقبله ضميرك مثل يعقوب لحبيبه، ليكونوا بنى بيتك الداخل يخطفوه واحد من واحد للذاتهم. كشبه بنات يوسف اللواتى كن يتنسمن رائحته لتنعيمهن. ولتكن جميع حركاتك تغلى بفرح مثل أقرباء يوسف الذين كانوا يجتمعون ليفرحوا بنظره، كل من يحمل الفتى المحبوب على ذراعيه كان يستحق رائحته ونظره المملوء لذة. ليس من وقع فى يديه وأعطاه لصاحبه إلا أن يغصب ويأخذه قهراً. ليس من أخذه فى حضنه إلا وانتشرت رائحة رب الكل فى ثيابه حتى تبلى. ليس من قبله بمحبة واحتمل البعد عنه. حقاً سمعت كلام هذا الخبر كله الذى شرحناه من إنسان، وهو ذكر أنه سمعه من الحقيقى الذى أراه ميلاده وكل تربيته، كما كان لمريم ويوسف، فلا يشك إنسان لئلا يموت، ولا يتحكم بالجهل لئلا يكون طعاماً للشياطين الذين قد تمرمروا جداً بكتابة هذا الكلام. تنسم الحياة أيها الإنسان لموت الموت قاتلوك، صورت لك هؤلاء لعسى تلك التى تحبسها الأحرف بهؤلاء تحبس (تظهر)، وتلك التى لم يحسن لها أن تظهر بالسوا (بالكلام) بالهذيذ فى معطيها من جهة شعاعه للذى يهذ تنظر. تكون خدمتك مختلطة بذكره وليختلط فيك طعم تنعمه، صلاتك تشخص بنظره لتغنى حركاتها من قوة لذته، ليكون عجبك به داخلك لتجد هناك تنعماً تلك التى اختفت طوباها داخل كلامنا. ليكون مأكلك إلهك كما أن داود أيضاً الذى ذاقه أورا (أظهر) تنعمه عظيم، لا يتفرغ قلبك من همه ليكون فيه ينبوع حلاوته ليتغير وجهك بقوة محبته، ليمزج هو لذاته فى باطنك لابتهاج بنى بيتك. إن كنت تحزن فى طلبه فأنت تبتهج بوجوده، إن كنت تتجع لنظره بالدموع وبالضيق فهو يوريك حسنه فى داخلك وتنسى أحزانك. لا تطلب خارجاً عنك ذاك الذى داخلك مسكنه، من نظر حكيماً يطلب نعيمه خارجاً عنه، فلماذا تطلب لك الحياة خارجاً عنك؟ لمن أنت تخدم؟ لمن أنت تصلى.. قدام من أنت تصرخ؟ ولمن أنت تدعو أبانا تعال لمعونتى.. قدام من أنت تسكب دموعك؟ أليس قدام ذاك الذى أنت به حى ومتحرك؟ فإنه بك ملتحم مثل الرطوبة فى جسدك. ولماذا فى أقنومك لا يوجد لك نعيمه؟ ومن أجل أنك لم تخلط أعمالك بالهذيذ فيه. إذا جلست هكذا انظر شعاعه متحداً بك مثل شعاع الشمس المتحد بقرصه. وإذا قمت التحف بغمام مجده فتكون سحب نوره من كل جهة تغطيك. إذا مشيت فترتفع الأرض من قدامك وفى نور الرب ـ مثل موضع نقى ـ اصنع مسلكك. إذا نمت بلجج نوره تغطى. فى طعامك أنظر شبهه، ومشروبك امزجه بمنظر محيي الكل. مع الطير طير فى جو طهارتها، ومع السمك اسبح فى عمق عظمته. من الحديد فى الكور تعلم سر اتحاده، ومع نسيم أنفك تستنشق نفسك لخليلها. مع الروحانيين قدس فى السماء داخلك ومن هناك انظر مسكنه وخدمتهم وليتقدس ضميرك كل ساعة بغير حركات بالدهش الحامل لعجب عظمته. لجسدك اصنع رداء من نوره، واستنشق حياة من جبلتك، ويقف بيتك اطل بسبك نوره القدوس، وحيطانه لتضئ بشعاعه الحاد، ولتكن أرض بيتك مرشوشة بحسنه. إذا انحنيت فى الصلاة تشم منها رائحة بغير مثال، بصلبانك تنظر نوراً غير كثيف وبقبلاتك ليضئ على وجهك منها كوكب عجيب الحسن. فى تناول الأسرار المقدسة ارفع الكثافة، ولهم تنظر شبه مجد العظمة. ها قد أريتك الطريق التى كنت تطلبها، ها قد صورت لك طريقاً جديداً لعلمك لتجد به ما هو مخفى داخلك، هكذا هذّ، وهكذا اشخص. هذا هو الهم الذى يريك وجه ربك مثل هؤلاء الساجدين للآب، وقد أعلن لهم ابنه عمل مشيئته. لماذا أنت ترفع الأصوات فى الجو كمن لا يعرف إلهه.. لماذا تنظر عينيك إلى السماء كمن لايحس أن خالقه داخله؟ لماذا أنت تبكى فى صلواتك بأصوات كمن لا يفطن أن وضع سجدته هى حضن ربه لماذا أنت تصرخ به ليأتى لحفظك إذا نمت كمن لا يفهم أن ساكنه هو حافظه؟ لماذا أنت تتناول خبز القدوس كمن لا ينظر فيه شعاع الآب. لماذا أنت تشرب كأس دم مخلصنا كمن لا يفهم أن فى شربه يختلط به سر الاتحاد لماذا أنت تصور الأسرار خارجاً عنك بينما ينبغى لك أن تنظرها جميعاً داخلك، ليكون أنسك بها وتجد الحياة لتنعيمك، وتدرك نعيم تلك التى لم تقدر عليها الكلمة. السبح للذى مزج حلاوته بمحبيه لتغيير مرارة أوجاعهم عنهم. إلى الأبد آمين الشيخ الروحانى |
14 - 05 - 2012, 12:49 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
مووضوع راائع ومتميز
ننتظر جديدك |
||||
15 - 05 - 2012, 09:01 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
جميلة كتير ربنا يباركك
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
البطالة مُضِرَّة للسيد كما للعبد، للطفل كما للشيخ، حتى للمرضى |
† † الشيخ الروحانى † † † |
كلمات جميلة للشيخ الروحاني |
الاتيكيت الروحانى |
اقوال عن التوبة للشيخ الروحانى |