|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقامَتِ الصَّبيَّةُ لِوَقتِها وأَخَذَت تَمْشي، وكانتِ ابنَةَ اثنَتَي عَشْرَةَ سَنَة. فَدَهِشوا أَشَدَّ الدَّهَش " لِوَقتِها " في الأصل اليوناني (معناها في الحال أو للوقت) تشير إلى قيام الصَّبيَّة حالًا، وفي وَقتِه. أمَّا عبارة "ابنَةَ اثنَتَي عَشْرَةَ سَنَة" فتشير إلى عمر البلوغ والزَّواج للفتاة اليهوديَّة وإعطاء الحياة؛ لكنَّها هي الآن على باب الموت. كما يدلُّ على عدد السَّنوات التي عانت فيها المرأة المَنْزوفَة. ولدى هاتين المرأتين، يرتبط العدد في الحادثين بخبرة موت وليس بخبرة حياة، ذلك لأنَّ حياتهما في هذه اللَّحظة كانت مُهدَّدة بالموت. ويُعلق القديس هيلاريوس أسقف بواتييه: " أن "عمر الابنة يايرس اثنَتَي عَشْرَةَ سَنَة واثنَتَي عَشْرَةَ سَنَة هي إشارة إلى جماعة اليهود الذين ينتسبون إلى اثني عشر سبطًا وقد سقطوا تحت الموت، فانطلق النَّاموس كقائد لهم يُعلن الحاجة إلى مجيء المسيّا ليُقيمهم". وهناك موازاة بين الخبريْن عمر الابنة اثنَتَي عَشْرَةَ سَنَة يوم ماتت والمرأة المَنْزوفَة مُنذُ اثنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَة (مرقس 5: 25). وترتبط مدة اثنا عشر سنة بتجربة أو بتهديد بالموت بدلا من الحياة والصِّحة. إن هذين الشِّفاءيْن تمّا بواسطة الاتصال بيسوع: المرأة النَّازفة لمستْ رداء يسوع وتوقّف النَّزيف، ويسوع أمسك الصَّبيَّة بيدها، وعادت إليها الحياة. فكلُّ من يلمس يسوع يُشفى، وكل من يلمسه أيضًا يُشفى. اظهر يسوع سلطانه على الموت بعد أن ظهر سلطانه على المرض. ومن هذا المنطلق، نستنتج أنَّ إحياء ابنة يائِيرس هو استباق لسلطان يسوع على الموت. والإيمان هو محور هاتين المُعجزتين حيث يتمَّ الانتقال من إيمان المرأة المَنْزوفَة التي بحثت عن منفعة خاصة إلى إيمان ثانٍ بلقاء شخصي بيسوع، وأخيرًا إلى إيمان الكامل بذلك الذي يقيم الموتى. |
|