رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحب الله بتأمل صفاتة الجميلة بقلم قداسة البابا شنودة 1\8\2010 إنك يا أخى القارئ، قد تحب شخصا أحيانا، لمجرد أن صفة معينة فيه تجذبك إليه. كأن يكون إنسانا شهما، أو خفيف الظل مرحا، أو يكون إنسانا ذكيا أو قوى الشخصية.. إنما مجرد صفة واحدة تجنبك إلى محبته... فكم بالأولى الله سبحانه، الذى تجتمع فيه كل الصفات الجميلة، وعلى درجة غير محدودة من الكمال ! لا شك أنك كلما تأملت صفة من صفات الله الفائقة الوصف، ستجد نفسك تحبه. هناك صفات يتميز بها الله وحدة ولايشترك فيها اى كائن اخر. مما يجعلنا نقف فى ذهول ونحن نتأمل الله الأزلى الذى لم يسبقه أحد . او الله الخالق الذى صنع كل شىء من لا شئ . أو الله الواجب الوجود ... الله الحاضر فى كل مكان، وقبل مستوى الأزمات. الله غير المحدود، وغير المدرك، وغير المرئى، وغير المحورى، الله العارف بالخفيات، وفاحص القلوب والأفكار. الذى يسبحه غير المرئيين، ويسجد له الظاهرون ... الوف ألوف وقوف قدامه، وربوات ربوات يقدمون له الخدمة... إلى غير ذلك من الصفات التى يختص بها لاهوته... لا شك ونحن نتأمل عظمة الله، لابد ان نمجده. وحينما نتأمل كيف أنه على الرغم من كل هذا الجلال الذى يحيط بالله نرى كيف انه فى كل مجده ينظر إلينا، ومولينا اهتماما خاصا . حينئذ نجد أننا نحبه. إننا نحب الله أيضا فى صفاته الأخرى التى يتصف بها بعض البشر، ولكنها عند الله كاملة وغير محدودة... مثل قوة الله وحكمته ومحبته ورحمته، وصبره وطول أناته. وقد يتصف بعض البشر بإحدى هذه الصفات او بكثير منها . ولكنها عند البشر ضئيلة اما عند الله فهى فى جمال من الروعة لايعبر عنها ، وفوق مستوى إدراكنا . مثال ذلك إن الله راحوم وعادل. وهو كامل فى عدله وفى نفس الوقت كامل فى رحمته. ولا تتناقض الصفتان. بل عدله مملوء رحمة ورحمته مملؤة عدلا. هو عادل فى رحمته ورحيم فى عدله. وهنا يملكنا العجب والإعجاب. ولانستطيع ان نملك أنفسنا من ان نحبه. نحب الله القدوس الكامل فى صلاحه. والذى على الرغم من كل هذا ، يتعامل معنا نحن الخطاة، فى رفق وحنو وشفقة. بل يستر علينا فى كثير من اخطائنا ، ولايكشفها لغيرنا! ومحافظ علينا . ولايحاكمنا على كل صغيرة وضئيلة كما يفعل معنا اخواتنا فى البشرية، الذين يخطئون مثلنا، ولكنهم يركزون على كل خطأ من أخطائنا وشمئزون! نحب الله القدوس الكامل في صلاحة والذي علي الرغم من كل هذا يتعامل معنا نحن الخطاة في رفق وحنو وشفقة إننا نحب الله الغفور، الذى لم نجد مثله فى مغفرته. الله الذى لم يصنع معنا حسب خطايانا ، ولم يجازنا حسب أثامنا . لأنه يعرف طبيعة ، يذكر أننا تراب نحن.. الله الذى يغفر الخطايا مهما كثرت، ويصفح عنها إذا ماتبنا . ولايعود يذكرها لنا فيما بعد .. أى حنان هذا الذى يذيب قلب الإنسان التائب! وكلما يغفر له الرب أكثر، يحب الله أكثر وأكثر !! فيقول للرب فى صلواته: مثل كثرة رافتك تمحو إثمى! ! . . .. حقا لو كان الله يرصد جميع خطايانا ما كان يخلى أحد . ولهذا فإنه يستحق كل الحب، هذا اللاله الحنون الغفور، الذى لايذكر لنا كل الماضى الأثيم، من أجل حاضر مستقيم! إننا نحب أيضا إلهنا الحكيم، ذا الحكمة الفائقة الوصف، الذى صنع كل المخلوقات بحكمة عجيبة. الذى بحكمه أوجد علاقة بين الأرض والشمس والقمر، ينتج عنها الليل والنهار، والصيف والشتاء، وأوجه القمر المتعددة. والذى والذي جعل حكمة مابين الأجواء، تنتج عنها الأهواء المتعددة. بل صور الإنسان فى حكمة عجيبة. . فى كل من عمل المخ، والقلب، والأعصاب، وسائر الأعضاء. بدقة لاتخل إذا صارت حسب طبيعة . .. الله الذى فى خلقه أوجد العشب والزهر . وأوجد الا لوان العجيبة فى كثير من الطيور والأسماك، والألحان المتنوعة فى أصوات في كثير من الطير. إننا نحب الله الذى . فى حكمة بالغة . جعل هناك علاقة بين القوى والضعيف، فهو مثلا وهب الغزال قوة فى الجرى، تجعله يستطيع الهروب من الأسد القوى القادر على التهامه. إننا نحب الله الفنى القوى. الذى فى غناه منح العالم كله من جوده. حتى انه من فيض جود خيراته، لم يعد العالم معوزا شيئا من نعمة تحننه. فالخير يملا الأرض كلها ، إذا ما أحسن توزيعة ، واذا ماتحركت قلوب الجميع بحب الخير على كل أحد... الله الذى يملأ الدنيا غنى، والذى يجعل السماء تمطر على الأرض فتغذيها ، أو الينابيع تنفجر من باطن الأرض لكى ترويها . فمن السماء من فوق ينزل الخير ومن باطن الأرض من تحت ياتى الخير أيضا سبحانه الله فى كل عطاياه. ونحن نحب الله القوى، الذى يستطيع ان يحمى، وأن يدافع عن كل ضعيف، ويمنح نعمة لصغيرى النفوس ويقوى الركب المخلعة. ولايترك الضعفاء مضغة فى أفواه الأقوياء،... نحب الله الموجود بقوته فى كل مكان ينظر ويسمع ، ويسجل. واذا بعبارة ربنا موجود يسمعها الضعفاء فيطمئنون. ويسمعها العنفاء فيقشعرون. ويشعر الكل بأن ميزان الله العادل مازال موجودا ... يرى ويعمل ويحكم. إننا نحب الله الذى يمنح الدب القطبى فروة فى جسده تعطيا الدف من برودة الجو. الله الذى يهتم باليتيم وبالأرملة، وبالغريب وبالضيف. ولايحرم أحدا من أعمال نعمته. فالكل من غنم رعيته. أوجدهم ويهتم بهم. |
|