مضت سنوات كثيرة والصليب الكريم الذي صلب عليه ربنا ومخلصنا يسوع المسيح مخفي في الأرض ولم يبحث عنه أحد من المسيحيين بسب الإضطهادات التي عانوها من الرومانيين، ولكن بعد أن توقفت الإضطهادات وانتصرت المسيحية في أيام الملك قسطنطين الكبير قامت أمه الملكة هيلانة بالتفتيش عن الصليب الكريم في القدس وبعد جهد كبير وجدته مدفونا مع صليبين آخرين على عمق كبير في التراب وتحت القمامة وكان ينمو عليه نبات الريحان، وللتأكد منه صلى البطريرك مكاريوس إلى الرب الإله كي يظهر الصليب الذي صلب عليه ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، فأتوا بمريضة ووضعوا عليها الصليب الأول والثاني فلم تشفى، وعندما وضعوا عليها الصليب الثالث شفيت في الحال، وللتأكد أكثر أتوا بميت ووضعوا عليه الصليب الأول والثاني فلم يقم، وعندما وضعوا عليه الصليب الثالث قام في الحال، فتأكدوا أن هذا هو صليب المسيح، صليب الخلاص.
كما أن الرب نفسه أعلن عن صليبه بعجائب وآيات كثيرة، وأقامت الكنيسة صلوات الشكر والاحتفالات وأخبرت الملكة هيلانه ابنها قسطنطين الكبير بعثورها على الصليب الكريم بسرعة كبيرة وذلك بإشعال النار على قمم الجبال من القدس وحتى عاصمته القسطنطينية حيث أقيمت الاحتفالات بهذا النبأ المقدس السار، ثم رفعه البطريرك مكاريوس الأورشليمي على دكه فلما رآه الشعب مرفوعا صرخ قائلاً: "يا رب أرحم".
وقد شيد القديس قسطنطين الكبير كنيسة القيامة ووضع فيها صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ليسجد له جميع المسيحيين وكان ذلك سنة 331م.
وفي سنة 614م غزا الفرس فلسطين ودخلوا القدس واستولوا عليها وأحرقوا الكنائس والأديار وقتلوا الرهبان والنساك وأخذوا إلى بلادهم ألوف الأسرى ومنهم البطريرك زخريا وحملوا غنائم كثيرة منها الصليب الكريم المقدس.
ولما صار هرقل إمبراطورا على الرومان حارب الفرس وأنتصر عليهم بقوة الله سنة 628م وأطلق سراح الأسرى المسيحيين وأعاد الصليب الكريم إلى القدس ورفعه في مكانه وسط احتفالات كبيرة سارت فيها الجموع والبطاركة والأساقفة والكهنة والرهبان حاملين الشموع وسعف النخيل وكانوا ينشدون أناشيد الظفر والفرح.
فبهذا تحتفل الكنيسة بتذكار رفع الصليب الكريم المحيي في 14 ( سبتمبر ) أيلول من كل عام.
13 - 11 - 2013, 03:54 PM
العرض العادي
