حاسة الشم الروحية يستطيع الإنسان الروحى أن يستنشق بها ويشم رائحة المسيح الذكية، ورائحة حياة القداسة كقول سفر النشيد عن السيد المسيح “لرائحة أدهانك الطيبة، اسمك دهن مهراق. لذلك أحبتك العذارى” (نش1: 3). وأيضاً “مادام الملك فى مجلسه أفاح ناردينى رائحته” (نش1: 12). هذه الرائحة الذكية تملأ نفس الإنسان الروحى بالنشوة الروحية وتتزايد محبته للسيد المسيح وتأسره هذه المحبة. فما أجمل تعبير رائحة الناردين الخالص الكثير الثمن عن رائحة موت السيد المسيح، التى هى رائحة الحياة، لأنها رائحة الحب. وحيث يكون الحب فهناك الحياة لأن “الله محبة”. وقد صدق الفيلسوف الفرنسى الذى قال: [أن نحب معناها أن نوجد]. بمعنى أنه لا معنى للوجود بدون المحبة.
كان قبول السيد المسيح للناردين من المرأة ساكبة الطيب، هو قبول لموته بدافع الحب. لهذا قال: “إنها ليوم تكفينى قد حفظته” (يو12: 7). إنه قبول للموت من منطلق الحياة. أى هو موت مُحيى، ورائحة حياة لحياة فى الذين يخلصون.