رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا فعل رئيس الملائكة في هذه المهمة الفريدة؟ سُرّ رئيس الملائكة أن يظهر في شكل إنسان يخدم الأربع عائلات: طوبيت وزوجته، ورعوئيل وعائلته، وطوبيا وعروسه، وغابيلوس. كانت مسرَّته أن يُتَمِّم بمسرَّة خطة الله إله المستحيلات لأجل بنيان هذه العائلات. لذلك انطلق في صحبة طوبيا نحو راجيس في رحلة عمل مشتركة بين كائن بشري وكائن سماوي. في هذه الرحلة قام بالأعمال التالية: أولاً: لم يقف الأمر عند ظهوره كإنسانٍ ليحمل اسمًا بشريًا، بل وحمل شكل عزريا بن حننيا، وتكلم كما على لسانه. ثانيًا: أخذ أيضًا دور البشر الأتقياء، فقام بتعليم طوبيت الشيخ، إذ قال له حين سأله عن اسمه وسبطه وعشيرته: "أتسأل عن سبطٍ أو عشيرةٍ أم عن أجيرٍ يذهب مع ابنك؟" (طو 5: 12). ثالثًا: رافق طوبيا في رحلته ولم يستنكف من أن يكون في رفقته أيضًا كلب طوبيا الذي كان اليهود يحسبونه من الحيوانات النجسة. رابعًا: أنقذ طوبيا من السمكة التي وثبت عليه لتبتلعه. قام بدور الحارس؛ فطوبيا كان شابًا في العشرينات من عمره، لا خبرة له بالطرق خارج نينوى. كان يجري معه أو وراءه كلبه المحبوب لديه، لكنه يعجز عن حماية طوبيا من مخاطر كثيرة تعترضه في الطريق. لقد قاده رئيس الملائكة إلى شاطئ نهر التيجر ليقضي ليلة هادئة. وإذ أراد أن يغتسل، وثبت عليه سمكة كبيرة لتبتلعه. لم يكن الأمر محتاجًا أن يتحرَّك رئيس الملائكة ويصدّها عن الفريسة. إنما اكتفى أن يطلب من طوبيا أن يمسكها فصارت في حالة من الضعف الشديد واستسلمت لطوبيا كي يشقها ويُخرِج من أحشائها الكبد والقلب والمرارة. خامسًا: تنازل وظهر لطوبيا كمن يحتاج إلى راحة، كي يستريح طوبيا عند شاطئ النهر، ويقضي معه الليلة الأولى من الرحلة. سادسًا: نزل رافائيل إلى العالم كطبيبٍ يعالج ما حلّ بعائلتي طوبيت ورعوئيل. خلال الحوار الذي يبدو حوارًا أخويًا، كشف رئيس الملائكة لطوبيا أن بين يديه أدوية غريبة تعالج ما حلّ بسارة ابنة رعوئيل وعيني أبيه طوبيت. سابعًا: كشف لطوبيا عن مفهوم قدسية الزواج، وأنه يهيئ له العروس التي تناسبه والتي تنطبق عليها وصايا الشريعة، وتأسيس عائلة مقدسة، أو كنيسة الأسرة الطاهرة. كما أرشده كيف يتخلَّص من الشيطان الذي كان يقتل كل من يتقدَّم للزواج بسارة. ثامنًا: إن كان موت الرجال السبعة الأمميين قد أثار كل مدينة راجيس، وأزعج الكثيرين، وحطَّم نفسية سارة، كما أزعج فكر طوبيا، فظن أن الزواج بسارة يحطم والديه تمامًا، إذا برئيس الملائكة يكشف لطوبيا عجز الشيطان الكامل أمام أناس الله كمؤمنين، سلاحهم الإيمان بالله والصلاة، لهذا قال لطوبيا: "لا تحسب لهذا الشيطان حسابًا" [16]. تاسعًا: عاد مع العائلة الحديثة الزواج: طوبيا وسارة، وأشار على طوبيا أن يُسرِع بالعودة إلى والديه ليشفي عيني والده طوبيت ويهيئ البيت لاستقبال العروس سارة. عاشرًا: وجَّه كلمن طوبيت وطوبيا ألاَّ يُقَدِّما له أجرة ولا شكرًا، لأن كل ما فعله في الحقيقة هو أعمال إله المستحيلات، محب البشر لأجل بنيانهما. حادي عشر: كشف لهما عن حقيقة شخصه ليُدرِكا أن السمائيين يعملون في طاعةٍ لله وفي حبٍ للبشرية. |
|