رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخبز الذي لا يفنى "اعملوا، لا للطعام الفاني، بل للطعام الباقي لحياة أبديّة، ذاك الذي يعطيكم إيّاه ابن الإنسان" إنّ "الطّعام الذي لا يفنى" هو شخص يسوع وتعليمه بالذات، لأنّهما واحد. وإن تابعنا قراءة الإنجيل لَرأينا أنّ "الخبز الذي لا يفنى" هو أيضاً جسد يسوع في القربان. يمكننا القول إذاً بأنّ "الخبز الذي لا يفنى" هو يسوع شخصياً الذي يُعطي ذاته لنا في كلامه وفي القربان المقدّس. غالباً ما ترد صورة الخبز في الكتاب المقدّس كما صورة الماء. إنّ الخبز والماء يمثّلان العنصرين الأساسيّين الضروريّين لحياة الإنسان. عندما يقول يسوع عن ذاته إنّه الخبز، فهو يعني أنّ شخصه وتعليمه ضروريان لحياة الإنسان الروحية كما أنّ الخبز ضروريّ لحياة الجسد. إنّ الخبز الماديّ ضروريّ من دون شكّ. ويسوع نفسه يؤمّنُه للجموع بشكل عجائبيّ. ولكنّه لا يكفي وحده. فالإنسان يحمل في داخله، ولو كان لا يعي ذلك دائماً، جوعاً للحقيقة والعدل والصلاح والحبّ، والطّهارة والنّور والسلام والفرح، جوعاً للامتناهي ولِما هو أزليّ. وليس في العالم ما أو مَن يمكنه أن يُشبِعَ هذا الجوع. أما يسوع فيقدّمُ نفسَه كالقادر الوحيد على إِشْباع جوع الإنسان الداخليّ. |
|