وقَبلَ هذا كُلِّه يَبسُطُ النَّاسُ أَيدِيَهُم إِلَيكمُ، ويَضطَهِدونَكم، ويُسلِمونَكم إلى المَجامِعِ والسُّجون، وتُساقونَ إلى المُلوكِ والحُكاَّمِ مِن أَجْلِ اسمي.
"يَضطَهِدونَكم" فتشير إلى مجتمع مسيحي مُضطهد من الخارج. يُضَّطهد المؤمنون الذين يعملون من أجل الخير والعدل والبشارة؛ والاضطهاد هو ميزة الكنيسة الذي كان لوقا الإنجيلي شاهدا لبدايته. فقد قالَ المسيح: "إذا اضطَهَدوني، فَسيَضطَهِدونَكم أيضًا (يوحنا 15: 20). وإذا واضطهدوكم، "لأَنَّكم لَستُم مِنَ العالَم" (يوحنا 15: 19) كما أنّي لستُ من العالم" (يوحنا 17: 14). فكما أنَّ المسيح تألم للدخول في مجده (لوقا 24: 26)، كذلك لا بدَّ للكنيسة أن ترى في الاضطهاد علامة اقتراب ملكوت الله (متى 13: 21)؛ بل أصبح الاضطهاد علامة انتماء حقيقي لتلاميذ المسيح الذين يشاركون في مصيره. فالاضطهاد لا يُضعف عزائمهم، بل يُشدِّدها، منا قال بطرس الرسول " طوبى لَكم إِذا عَيَّروكم مِن أَجْلِ اسْمِ المَسيح، لأَنَّ روحَ المَجْدِ، روحَ الله، يَستَقِرُّ فيكم... إذا تَأَلَّمَ لأَنَّه مَسيحِيّ فلا يَخْجَلْ بِذلِك، بل لِيُمَجَدِ اللهَ على هذا الاِسْم" (1بطرس 4: 14-16)