--------- --
تخلى النعمة
(***************)
حياة الإنسان الروحية، تتوقف فى نجاحها أو فشلها، على مدى عمل النعمة فيه، ومدى استجابته أو رفضه لعمل النعمة
والنعمة تساعد الإنسان باستمرار، تسنده لكى يسير فى الطريق الروحى، وتنبهه وتقيمه إذا سقط
ولكن النعمة الإلهية لا ترغم الإنسان على فعل الخير ...
فما تزال حريته مكفولة وإرادته قائمة، يشترك مع النعمة فى العمل، أو لا يشترك، أو يقاوم عمل النعمة فيه مقاومة تؤدى إلى سقوطه، أو استمراره فى السقوط
إذن فى بعض الأحيان يتخلى الإنسان عن مشاركة النعمة وفى أحيان تتخلى النعمة عنه لكنه لون من التخلى الجزئى فالتخلى الكلى يؤدى حتماً إلى هلاك الإنسان
فما هى أسباب هذا التخلى ؟ وما حكمته ؟
قد يكون سبب التخلى، هو اهمال المؤمن وصده المستمر لعمل النعمة، فتتخلى عنه لكى يشعر باحتياجه
وهذا التخلى يقوده إلى عمق أكبر فى صلاته وفى صومه، وفى توبته وإلتصاقه بالله
وقد يكون التخلى بسبب الكبرياء، أو تعاليه على الساقطين
فتتركه النعمة قليلاً فيسقط، ويشعر بضعفه فلا يعود يتكبر، ويشعر بثقل الحرب على الساقطين، فيشفق عليهم، ولا يدينهم سواء فى السر أو العلن
وقد تتخلى عنه النعمة قليلاً، ليختبر الحروب الروحية
ويدرك مدى عمقها، واحتياج المؤمن فيها إلى معونة إلهية، لأنه لا يمكن أن ينتصر بذراعه البشرية بدون نعمة
وقد تتخلى عنه النعمة ليتعود الحرص والتدقيق، أو ليتعود الصبر وانتصار الرب
والرب فى كل ذلك يقول للنفس البشرية (لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك) (إش 54 : 7)