|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس البابا كيرلس السادس البابا المائة والسادس عشر بقلم نجيب محفوظ نجيب الرب راعيًا صالحًا لكنيسته، وأجريت الانتخابات وتمّ فرز الأصوات لاختيار الثلاثة الحائزين على أعلى الأصوات، ثم أجريت القرعة الهيكلية يوم الأحد 19 إبريل 1959م وفاز فيها القمص مينا المتوحد. وفي يوم الأحد 10 مايو تمت مراسيم السيامة ودُعي باسم كيرلس السادس مع أن الجميع كانوا يتوقعون تسميته مينا، ولكن البابا كان قد رأى في حلم البابا كيرلس الخامس فطلب أن يحمل اسمه. وُلد الطفل عازر في 2 أغسطس سنة 1902م من أسرة تقية مشبعة بروح القداسة وكان الثاني بين اخوته، وعاشت الأسرة معظم حياتها في دمنهور نازحين من طوخ النصارى، وكان بيتهم محط استراحة الرهبان ومنهم راهب كبير فى السن أسمه القمص تادرس البراموسي الذي قال لأمه عنه يومًا : " إنه من نصيبنا ". وفي الإسكندرية أتمَّ عازر دراسته الثانوية، وعمل في شركة ملاحة، وفجأة قدم إستقالته من العمل معلنًا رغبته في الرهبنة، حاولت الأسرة والأنبا يوأنس مطران البحيرة والمنوفية آنذاك تثنيته عن عزمه، لكنه كان قد عرف الطريق إلى الله. ساعده الأنبا يوأنس في طريق الرهبنة بموافقة أخيه ووالده والتحق بالكلية الإكليريكية بمهمشة، وفي 27 يوليو سنة 1927م دخل دير القديسة العذراء البراموس بتوصية من المطران، ومنذ ذلك الحين لبس جلبابًا أسود وطاقية سوداء. وقد منحه الله نعمة في عينيَّ القمص عبد المسيح المسعودي الذي كان أبنًا له وكان هو أب حنون مدقق معه، ورُسم راهبًا في بداية الصوم الكبير يوم الاثنين 25 فبراير سنة 1928م وتسمى بأسم الراهب مينا. أتّصف بالتواضع الجم وخدمة الشيوخ، بالإضافة إلى حبه للقراءة في سير الآباء وتعاليمهم، فأهتم بمكتبة الدير. وكانت أحب القراءات إليه كتابات مار اسحق السرياني مما جعله ينسخها في خمسة مجلدات، ثم أصدر مجلة شهرية كتوصية أبيه الروحي أسماها "ميناء الخلاص" كتبها بخط يده بعدد رهبان الدير. رُسِم قسًا يوم الأحد 18 يوليو 1931م على يد الأنبا ديمتريوس مطران المنوفية ودرس بعدها في الكلية اللاهوتية بحلوان مع صديقه القمص كيرلس أنبا بولا، ومنذ تلك اللحظة أستمر في تأدية صلاة عشية وباكر والقداس الألهى كل يوم. بعد خمس سنوات فقط من رهبنته غادر الدير إلى مغارة للتوحد، وكان يعاود الرجوع إلى ديره مساء كل سبت ويغادره مساء كل أحد. وزاره البابا الأنبا يوأنس في وحدته مع سائح أمريكي يرغب الكتابة عن الرهبنة، ومعه مدير مصلحة الآثار شخصيًا الدكتور حسن فؤاد، وبعد مدة سكن في طاحونة في مصر القديمة بموافقة مدير مصلحة الآثار، الذي كان قد زاره من قبل في قلايته. ولم يكن للطاحونة باب ولا سقف، وزامله فيها ذئب كان يأتيه كل مساء ويشرب معه القهوة وفي الصباح يغادر الطاحونة، ثم بمعاونة المحبّين بنى للطاحونة سقفًا ودور ثانٍ لكى يكون هيكلاً، ودبّر له الله شماسًا ليصلي معه القداس الألهى كل يوم. بمشورة الأنبا يوساب القائمقام البطريركي بعد نياحة أنبا يوأنس البابا المائة والثالث عشر، أصبح القس مينا المتوحد رئيسًا لدير الأنبا صموئيل القلموني، الذي بدأ بتعميره ثانية وتعمير كنيسة القديسة العذراء مريم فيه، وكرّسها الأنبا أثناسيوس ورقّاه قمصًا فيها، وعادت الحياة إلى الدير على يد هذا الناسك البسيط. وفي مصر القديمة بُناء على رغبته تم شراء أرض أقام عليها القس مينا المتوحد كنيسة باسم القديس العظيم مار مينا، بعد أن فشل في تعمير دير القديس العظيم مار مينا بمريوط، وأقام هو على سطح الكنيسة وأقام فيها بعض غرف للخدمة، وتعليم الشباب الحِرف، وسُكنًا للغرباء، وعاود إصدار مجلة "ميناء الخلاص"، وتخرج من المغتربين الذين سكنوا تحت رعايته الجيل الأول من الرهبان الشباب. وأعطاه الله مواهب كثيرة منها الإفراز وشفاء الأمراض وإخراج الأرواح النجسة مع أنه ظل غارقًا في صمته وصلواته وأصوامه ودموعه إلى أن وقع عليه الاختيار لكرسي الإسكندرية. أصطحبه الآباء الأساقفة - حسب طقس الكنيسة - من ديره إلى مقر البطريركية، وفعلاً قصدوا دير القديسة العذراء البراموس ومنه إلى البطريركية صباح الأحد 10 مايو 1959م. منذ رسامته بطريركا أصبح بابه في المقر البابوي بالأزبكية مفتوحًا أمام الجميع ليلاً ونهارًا متخذًا من الشباب تلاميذ له، وكانت خدمته متعددة الجوانب. من الناحية الروحية كان دائم الصلاة أمام المذبح بمحبة وروحانية ألهبت قلوب الشعب فجذب الجميع إلى محبة الله والكنيسة والآخرين. ومن ناحية التعمير عزم على تعمير دير قديسه المحبوب القديس مار مينا العجائبى الذي خُرب في القرن العاشر وعادت الصلوات و القداسات الألهية والألحان والحياة الرهبانية إلى تلك البقعة بمريوط، وكذلك عمَّر أديرة برية شيهيت وأديرة الوجه القبلي، كما وضع حجر أساس كاتدرائية جديدة ومبنى للكلية الإكليريكية بمنطقة الأنبا رويس بالإضافة إلى كنائس عديدة وأديرة للراهبات. أما من الناحية الثقافية فبالإضافة إلى تشجيع المعاهد الكنسية ورسامة أسقفين أحدهما للتعليم والآخر للبحث العلمي، فقد أقام مبنى خاص للمطبعة التي أهدتها إليه كنيسة النمسا. ومن الجانب الوطني فقد آثر البابا كيرلس السادي أن يبدأ خدمته في مصر بما نهج عليه الباباوات على مر العصور، فقام بزيارة رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر يوم الجمعة 12 أكتوبر من نفس العام. مرّت مرحلة كان فيها جمال عبد الناصر يصوّب سهامه ضد الأقباط بكل قوته. وساءت العلاقات بينه وبين البابا. لم يكن لدي البابا ملجأ إلا الصراخ إلى الله وطلب شفاعة مار مرقس كاروز الديار المصرية. بعمل معجزي فائق تحوّلت العداوة إلى صداقة، فصار البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر صديقين يزور أحدهما الآخر، وقد ساهمت الدولة في سدّ العجز في إيرادات البطريركية، وأشترك الرئيس في حفل وضع حجر الأساس للكنيسة المرقسية الكبرى بالأنبا رويس. في عصره أقيمت كنائس لرعاية الأقباط في أوربا ورسم مطرانًا للكرسي الأورشليمي للحفاظ على أملاك الكنيسة القبطية هناك. وفي أفريقيا نظم الكنيسة في أثيوبيا رعويًا وإداريًا ورسم لها بطريركًا (جاثليق) هو الأنبا باسيليوس الذي تمت رسامته في مصر في يونيو سنة 1959م وحضرها الإمبراطور هيلاسلاسي وأهدى البابا كيرلس السادس وشاح سليمان الأكبر، كما زار البابا كيرلس السادس أثيوبيا في أكتوبر 1960م ولاقى فيها ترحيبًا فاق الوصف. هذا ولأول مرة في العصر الحديث نسمع عن المجامع المسكونية، فقد ترأّس البابا كيرلس السادس مؤتمر الكنائس اللاخلقيدونية المنعقد في أديس أبابا في يناير سنة 1965م، متفقًا مع بطريرك إنطاكية وبطريرك الأرمن وجاثليق الكنيسة السريانية بالهند على عدة قرارات تؤدي إلى تعميق المفاهيم الأرثوذكسية اللاهوتية. أما عن العمل الكرازي فقد أوفد البابا كيرلس السادس عام 1960م من افتقد الكنيسة في دول شرق أفريقيا، وحضور مؤتمر مجلس كنائس أفريقية ومؤتمر الشباب الأفريقي، وفي نفس الوقت كان يشجع قسم الدراسات الأفريقية في معهد الدراسات القبطية لإعداد جيل من الخدام اللاهوتيين والمدنيين للعمل في ربوع أفريقيا، وجاءت وفود أفريقية للدراسة في المعاهد اللاهوتية القبطية بمصر. كاد أن يغلق الرئيس عبد الناصر الباب على المصريين من جهة ذهابهم إلى أمريكا الشمالية وأستراليا، وكان الجهاز الحكومي المصري يتطلع إلى أي مهاجر ـ وكان معظمهم من المسيحيين ـ أنهم خونة. وكاد غالبية المهاجرين يقطعون الأمل حتى في زيارتهم إلى بلدهم المحبوب لديهم وهي مصر. كان المهاجرون يخافون الذهاب إلى أية سفارة أو قنصلية مصرية أو أن يلتقوا بأحد المسئولين، ويبذلون كل الجهد نحو إخفاء عناوينهم لئلا يُساء إليهم أو إلى أقربائهم في مصر. كانت الكنيسة في هذا العصر بين حجري الرحى، فهي كنيسة وطنية تخضع بكل القلب للسلطة الزمنية، وتحمل كل حب وولاء لمصر، وفي نفس الوقت هي الأم التي لن تتجاهل أو تتخلى عن أولادها أينما وجدوا. تجلي و ظهور القديسة العذراء مريم من الأحداث الهامة في حِبْرية البابا كيرلس السادس، تجلي و ظهور القديسة العذراء مريم فوق قباب كنيسة القديسة العذراء مريم فى حي الزيتون بالقاهرة منذ ليلة 2 إبريل سنة 1976م، ولمدة سنتين وأربعة شهور متتالية. وصاحب تجلي القديسة العذراء مريم ظهورات سمائية مثل الحمام وروائح بخور ذكية، بالإضافة إلى معجزات شفاء كثيرة لمسيحيين ومسلمين على السواء. أيضًا من الأحداث الهامة في عصرالبابا كيرلس السادس إسترجاع رفات كاروز الديار المصرية القديس مار مرقس الأنجيلى البشير يوم 23 يونيو سنة 1986م، بعد غياب حوالي أحد عشر قرنًا، وأستمرت الأحتفالات ثلاثة أيام شاركت فيها الدولة والكنائس الأخرى. لم نسمع قط عن إنسان له صداقة مع القديسين مثل البابا كيرلس السادس الذي كثيرًا ما كان يراهم ويحاورهم، خاصة صديقه القديس العظيم مار مينا العجايبي. في 9 مارس سنة 1971م تحققت إنطلاقته نحو مشتهى نفسه بعد جهاد مع مرض أستمر خمس سنوات، ولم تدم باباويته سوى 11 سنة وعشرة شهور، وظل جالسًا على الكرسي البابوي ثلاثة أيام ألقى عليه أبناءه نظرة الوداع ثم صُلي عليه بالكاتدرائية الكبرى بالأزبكية. ثم بعد هذا نُقِل جسده الطاهر لكى يدفن تحت مذبح الكاتدرائية الضخمة التي كان قد شيدها في دير مار مينا بمريوط وهذا تحقيقًا لوصيته. مع كل يوم جديد نسمع قصصًا عجيبة على مستوى العالم بخصوص عمله في حياة الكثيرين بعد انتقاله. أما عن ظهوراته لمحبيه في كل العالم فصارت قصص حقيقية حية من كثرتها وفاعليتها. كثيرون تم شفائهم من الأمراض و كثيرون تابوا ورجعوا إلى الرب من خلال ظهورات البابا كيرلس السادس لهم و التى غيرت حياتهم . البابا كيرلس بعد نياحته يقول القمص تادرس يعقوب ملطي فى كتاب بعنوان " البابا كيرلس السادس: العظيم فى البطاركة " ما بعد نياحته مع كل يوم جديد نسمع قصصًا عجيبة على مستوى العالم بخصوص عمله في حياة الكثيرين بعد انتقاله. لا أنسى أن أحد الأحباء جاء من أستراليا إلى الإسكندرية وسألته عن المدة التي يقضيها فقال أقل من أسبوع. وإذ دهشت قال: "جئت من أستراليا لأزور مدفن المتنيح البابا كيرلس السادس وأعود فورًا فصلاته أنقذتني!" أما عن ظهوراته لمحبيه في كل العالم فصارت أشبه بقصص خيالية من كثرتها وفاعليتها. كثيرون تابوا ورجعوا إلى الرب خلال ظهوراته. صورة أم قوة! .. في مارس 1997 في لقاء محبة بمنزل الأخ ا.ش بمنطقة جنوب أورانج كاونتي، روى لي رب البيت القصة التالية: تحدث معي أحد العملاء وهو أمريكي يهودي، قال أنه كان يعتزم أن يبدأ مشروعًا معينًا، وكان كلما بدأ خطوة يجد العقبات حتى فقد الأمل في تكملة السير في هذا الطريق. كان من بين العاملين لديه سيدة مصرية، رأته في ضيقة شديدة، وإذ عرفت ما يعاني منه قالت له: "خذ هذه الصورة وضعها في جيبك، وأصرخ إلى اللَّه، فإنه يسندك حتمًا". لم يكن الرجل متدينًا قط ، لكنه في وسط مرارة نفسه قبل الصورة دون أن يسألها عن شخصية الإنسان الذي له الصورة. ذهب إلى بيته، وهناك دخل حجرته، وفي مرارة صرخ إلى اللَّه، وكان يتحدث مع اللَّه، في حوارٍ مفتوحٍ... لاحظ أن قوة قد ملأت أعماقه الداخلية. بدأ خطوات المشروع فلاحظ أن كل الأبواب تنفتح أمامه بطريقة غير عادية، وكما قال أنه يشعر بقوة فائقة تسنده أينما ذهب. روى هذا الرجل هذه القصة للأخ ا.ش بروح مملوء قوة، فسأله الأخ عن الصورة، وللحال أخرجها من جيبه ليُريه إيّاها باعتزاز، فإذا بها صورة البابا كيرلس السادس. سألته وماذا بعد هذه الخبرة؟ فأجاب إن خبرته هذه حديثه جدًا. انسحقت نفسي وصرت أتأمل في أعماقي: لقد تنيَّح أبي الحبيب منذ حوالي 30 عامًا، وها هو يعمل بروح الصلاة بأكثر قوة في دول كثيرة! لم يكن أبي القديس يُجيد الإنجليزية، لكنه يتحدث مع أمريكي يهودي بلغة الروح التي تفوق كل لغة بشرية هل جسد البابا كيرلس تحلل ؟ فى يناير 2007 م ظهرت صورة على شبكة الإنترنت وقالوا عنها أنها لجسد البابا كيرلس السادس ولم تتحلل , ولكنها ليست صورة حقيقية لعدة أسباب أن عصا الرعاية لم تكن موجودة مع جسد المتوفى , وأن المتوفى فى يده قربانة وحول جسده ورد حديث والصندوق الذى ترقد فيه الرفات مصنوع من الخشب فى حين أن الصندوق الذى دفن فيه البابا من الرصاص والمعدن وكان مستورد وغير محلى , وقيل أن الصورة لقس متوفى حديثاً يشبه البابا , وللأجابة على السؤال هل جسد البابا كيرلس تحلل ؟ نقول أنه لم يتحلل وقد حدث أن البابا كيرلس السادس دفن فى البطريركية بالأنبا رويس ولكن عندما فتحت وصيته بعد سنة من وفاته وجدوا أنه كتب أنه يحب أن يدفن فى دير مار مينا بصحراء مريوط وكلف البابا شنودة لجنة من ضمنها أحد العلمانيين من السكرتارية لنقل رفاة البابا كيرلس السادس وقال لهم : لا تفتحوا الصندوق " وفى الطريق لم يستطيعوا وقف فضولهم للأجابة على هذا السؤال .. ففتحوا الصندوق ووجدوا أن جسد البابا لم يتحلل .. وكان يوم نقل الرفاة أن المطر أنهار بغزارة شديدة وأستمرت الأمطار تهطل حتى وصلوا غلى الدير ووجدوا العرب محيطين بالدير ويتسائلون .. لماذا تهبط المطار بعد توقف دام ستة شهور ونحن نعرف أن ألمطار كانت تهبط عند جضور البابا كيرلس فقالوا لهم .. جسد البابا كيرلس حضر وسيدفن فى الدير .. ورجعت اللجنة المكلفة بهذا المر لتقدم تقريرها غلى البابا شنودة بعد أن اتفقوا على ألا يبيحوا بالسر الذى عرفوه لأنهم خالفوا امر البابا شنودة .. ولكنهم فوجئوا بقول البابا لهم : " أنا موش قلتلكم لا تفتحوا الصندوف !! " |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نجيب محفوظ البابا شنودة الثالث دائما رجل صلب متفائل |
البابا كيرلس عاش فى وحدة فى مغارة قرب دير البراموس |
أولاد حارتنا - نجيب محفوظ |
خاتمة مذكرة البابا كيرلس بخصوص وحدة الزيجة |
نجيب محفوظ |