العذراء مريم وحدها درس للجميع ولِنَتَعَلَّم من حياتها لِمنفعتنا، فكم عدد الفضائِل التي تتألَّق في عذراء واحدة: سِرْ الحِشمة والاتضاع، راية الإيمان، خدمة التكريس والنذر... عذراء في البيت، رفيقة في الخدمة، أُم في الهيكل“. ثم يتساءَل أمبروسيوس: ”كم عذراء ستُقابِل القديسة مريم التي ستُعانِقِهِنْ وتأتي بهِنْ إلى الرب؟“، ويتخيل القديس المشهد ويرى العذراء تُعانِقِهِنْ قائلةً: ”هذه كانت أمينة لعريسها، لابني، لقد حفظت خُدرها العُرسي بحشمة لا تتدنَّس“.
ويرى جُموع الملائكة الفرحة المُتهلِلة بالنَّفْس التي وُجِدت مُستحِقة أن تسكُن في السماء لأنها عاشت على الأرض حياة سمائية.
ولا يتردَّد القديس في أن يدعو العذارى هياكِل الله لأنَّ نِفُوسِهِنْ هي فعلًا هياكِل لله ومذابِح له يُقدَّم عليها المسيح كلّ يوم، فالعذراء تخلع عنها الجسد التُّرابي وتلبِس آخر روحانيًا صنعته يد الكاهِن الأبدي.