رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل دخل المجوس البيت المقدس في لوريتو؟
يذكر إنجيل القديس متى أنّ المجوس أتوا لزيارة مريم في “بيت”. في حين يهتم المؤرخون بمناقشة الموعد الدقيق لميلاد يسوع، تميل التقاليد المحلية إلى التأكيد بأنّ ولادة يسوع حصلت في مغارة. فعلى سبيل المثال، توضح الموسوعة الكاثوليكية أنّه “حوالي عام 150، أشار القديس يوستينوس الشهيد إلى أنّ ولادة المخلّص حدثت في مغارة بالقرب من قرية بيت لحم؛ وكانت اسطبلات المغاور هذه مألوفة في فلسطين، إذ كان تقليد الولادة في مغارة ما سائدًا على نطاق واسع، كما نلاحظ من خلال أقوال أوريجانوس منذ قرن من الزمن”. وهكذا، تقليد ميلاد يسوع المسيح في مغارة يجعل تفسير إنجيل متى لزيارة المجوس أكثر أهمية إذ تحدّث عن كيفية دخول هؤلاء “البيت” وليس “المغارة” لتكريم الملك الجديد. “فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَه. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا” (متّى 2: 10-11). ويُعزى ارتباط مدينة لوريتو الإيطالية بهذا الحدث إلى التقاليد المحلية المتمثلة بأن بيت مريم في الناصرة نُقل بأعجوبة من قِبل الملائكة إلى هذه المدينة. واعتمد العديد من الباباوات والقديسين هذه الأسطورة على مر القرون، على الرغم من أن المؤرخين كثيرًا ما شككوا في صحة هذا الأمر. ومع ذلك، إذا كانت كل القصص المتعلقة بالبيت المقدس في لوريتو صحيحة، فهناك احتمال بأنّ المجوس قاموا بزيارة البيت نفسه عندما جاؤوا يحملون هدايا للملك المولود حديثًا. وبهذه الطريقة، فإن البيت المقدس لا يرتبط فقط ببشارة مريم، بل أيضًا بميلاد يسوع. وأدّى كل ذلك إلى أن يكون التذكار الاختياري لسيدة لوريتو (الذي أنشأه البابا فرنسيس) عيدًا مثاليًا لميلاد يسوع، حيث يمكن التأمل في العديد من الأسرار والتفكير بها، تمامًا كما “كانت مريم تحفظ جميع هذا الكلام مُتفكّرة به في قلبها” (لوقا 2: 19). |
|