رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا الإستسلام لأيّ شيءٍ يُعرض علينا، من أيديولوجيّات وتيّارات، ومنتجات ومشاريع، وألبسة وأشربة... نتلقّفها أسرع من النّسيم، على أنّنا نواكب التطّور والإنفتاحِ على الكلّ وعلى كلّ شيء. لم نعد قادرين على التّخلّي عن متطلّبات "الأنا" بالسّهل، لأنّها سهلة المنال، وتؤمنّ الّلذة السّريعة للنفس ِفتنتشي، مؤقّتًا، ولا ننتبه أنّنا يوم نقف أمام حقيقة ما فعلنا وما عكسته أفعالنا من سلبياتٍ على الحياة، سوف ننهار كالبناء الّذي شُيّد على الرمل. هذه ال"الأنذا"، فقدت معناها الحقيقي مع فقدان الصبيّة لقيمة جسدها: فبدل أن تُسْكِنه روح الإحترام والحشمة والطّهارةِ على أنّه هيكل الله المقّدس، باتت تعرضه، بقصدٍ أو عن قلّة إدراك، لكلّ من اشتهى ولكلّ من يبحث عن اصطياد الجمال ليروي غريزته؛ باتت حاضرة إلى تلبية مطالب "العالم" بدل أن تكون حاضرة لتظهير صورة جمال الخالق فيها، بتصرّفاتها وتعاطيها مع الآخر... هذه ال"ها أنذا"، فقدت معناها الحقيقي مع كلّ شابٍ استبدل إرادة أبيه بإرادة العالم المغري المحيط به من كلّ صوب، واستبدل شجاعة رفض "الغلط" بميوعة "النّعم" البشريّة الماديّة للّذة وتلبية نداء الشّهوات، ومنها الوصول بأيّ ثمن، وبأيّ وسيلةٍ كانت إلى المركز أو السّلطة أو "القدرة" على أنواعها، حتّى ولو كان ذلك على حساب الآخر أو على حساب صحّة الجسد وسلامته. في ضجيج هذا العالم وتراكم " النَعَم" للأخطاء، لا بدّ لنا من وقفةٍ مع الذّاتِ أمام الخالق. هذا الضجيج العالق في أعماق الذّات قبل خارجها، بحاجةٍ إلى إسكاتٍ كي نستمتع بحضور الله فينا ونقدر على الإصغاء لصوتهِ يحادثنا، يطلب منّا حمل ابنه في" أحشاء" حياتنا اليوميّة، في الفرح والحزن، في النجاح وفي الضيق، في السّهرات والعمل، في النزهة والذبيحة... لنلجأ مع الأمّ البتول في بداية هذا الزمن، إلى صمتِ المتأمّل بعد الجواب بالإيجاب، كما فعلت مريم، ولندخل في علاقة حبٍ وانتظار ٍلولادة النعمة بين أيدينا، كعلاقة الحامل مع جنينها. بذلك نسحق رغبة الأفعى الّتي لا تملّ من إغرائنا وجذبنا إلى "مهلِكِها". |
|