رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوسط الذي ظهرت فيه حركة البروتستانت أولا: سلطة البابا ثانيًا: فساد الإكليروس ثالثًا: جهل الشعب رابعًا: الروح القومية خامسًا: عصر النهضة سادسًا: صكوك الغفران عقيدة زوائد القديسين عقيدة المطهر احتجاجات مارتن لوثر الـ95 من أمثلة هذه الاعتراضات تعليق الحواشي والمراجع أولًا: الوسط الذي ظهرت فيه حركة البروتستانت أولا: سلطة البابا:كانت أوربا مقسمة إلى ولايات، على رأس كل ولاية رئيس أساقفة، وكل ولاية مُقسمة إلى مناطق أصغر (دوقيات) على رأس كل منها أسقف، وهذه المناطق مقسمة إلى إبروشيات لكل إبروشية منها كاهن أو أكثر.. لقد مثّل هذا النظام شبكة متكاملة تُغطى جميع مناطق أوربا وجميعها تدين بالولاء للبابا.. هذا بالإضافة للأنظمة المختلفة للرهبنة وأهمها الدومنيكان والفرنسيسكان وكانت أعداد الرهبان كثيرة جدًا.. أما أديرتهم فهي تُغطى معظم مناطق أوربا وجميعهم يُدينون بالولاء للبابا. وامتدت سلطة البابا من الأمور الدينية إلى الأمور الدنيوية، كما شملت سلطة الأساقفة الشئون المدنية علاوة على الشئون الدينية.. حتى أن سلطان الإمبراطور أصبح أقل كثيرًا من سلطان البابا.. فلقد أصبح الإمبراطور وأتباعه من الحكام مجرد صورة لاستكمال البرواز: "كان رجاله (النظام الكنسي) يمسكون في أيديهم السلطة الدينية والدنيوية معًا.. والويل لمن تحدثه نفسه بأن يثور على نظام الكنيسة، أو يقف في وجهها، لأنهم عندئذٍ كانوا يسلمونه للسلطة المدنية لإصدار الحكم عليه ثم يكون نصيبه عامود (خازوق) الإحراق بعد ذلك في الميادين العامة، أما السلطة المدنية فما كانت تعمل إلا في خضوع لأوامرهم ومؤامراتهم"(1)... والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها القليل: 1) بعد أن ظل الأباطرة والملوك يعينون الأساقفة لوقت طويل باعتبار أن الأسقف يجمع بين السلطتين الدينية والمدنية، انتزع بابا روما هذا الحق وبدأ هو يُعين الأساقفة على أن يجمعوا بين السلطتين.. وعندما تجرأ الإمبراطور هنري الرابع واعترض قام البابا هيلد براند بحرمانه، ومعنى هذا أنه أصبح محرومًا من المُلك أيضًا.. فماذا فعل الإمبراطور...؟ لقد توجه الإمبراطور المظلوم عبر جبال الألب في الشتاء القارص والأمطار الغزيرة والثلوج بصحبة زوجته وابنه الرضيع حتى وصل إلى قصر البابا في روما.. وقف الإمبراطور أمام القصر وهو حافي القدمين مرتديًا الملابس الخشنة نادمًا متذللًا.. وظل على هذه الحالة لمدة يومان حتى سمح له قداسة البابا بالمقابلة ورفع عنه حكم الحرمان على ألا يعود إلى تلك المعصية.. 2) ظهر جون هس في بوهيما وسط أوربا وأخذ يندد بالحياة المستبيحة التي يحياها الكهنة، وفي عام 1410م أخرج كتابًا أسماه "ناموس المسيح" نادى فيه بأنه يحق للمسيحيين شق عصا الطاعة على البابا فيما يخالف ناموس المسيح.. كما أنكر حق البابا في تحصيل جزية من إنجلترا.. عُقِد له مجمع كونستانس في 1414م وحُكم عليه بالحرق حيًا، فربطوه في عمود كبير وسط جزيرة بالنهر وأحرقت أمام عينيه كتبه وملابسه ثم أُحرِق ونُثر رماده في النهر لئلا يقدس أتباعه رفاته.. 3) الراهب سافونارولا في مدينة فلورنسا بإيطاليا، قال: "لقد كان للكنيسة من قبل قساوسة من ذهب وكؤوس من خشب أما الآن فالكؤوس صارت من ذهب والكهنة من خشب". لقد اعترض سافونارولا Girolamo Savonarola على فساد الإكليروس والبابا الكسندر السادس الذي يصفه المؤرخين بأنه "حية رقطاء" يستبيح بكل القوانين ويغرق نفسه في الشهوات ممعنًا في القسوة لدرجة أنه لم يكن يتورع أن يدس السم لأتباعه"(2).. وكان نتيجة هذا الاعتراض أن البابا الكسندر أمر بحرق الراهب الثائر هو واثنين من رفقائه الرهبان سنة 1498م فشنقوا الثلاثة وأحرقوا جثثهم، وذروا رمادهم في نهر الأرنو.. 4) كان في إحدى الأوقات لروما ثلاث باباوات في وقت واحد أولهم بندكتوس الثالث عشر الذي اعتلى كرسي الباباوية سنة 1394 م، ثم جاء جريجوريوس الثاني عشر سنة 1406م. ونصب نفسه بابا لروما في وجود بندكتوس، وفي سنة 1410م. نصب يوحنا الثاني عشر نفسه بابا ثالث لروما، وكان لكل بابا من الثلاثة حزبًا يؤيده ويحرم الآخرين، وظل هذا الوضع الشاذ حتى عام 1414م. عندما انعقد مجمع قسطنويًا برياسة البابا يوحنا الذي رفض التنازل عن الكرسي إلا بعد تنازل غريميه، فواجهه المجمع بخمسين تهمة موجهة ضده منها إنكار الحياة الأبدية وقيامة الأجساد وخلود النفس، وانه خدم الأسرار المقدسة وهو متقلدا سلاحه، بالإضافة إلى الفضائح الفظيعة التي يندى لها الجبين، وعندما أصر على رأيه قطعه المجمع مع بندكتوس الثالث عشر، واعتزل جريجوريوس وتم رسامه بابا جديد هو البابا رتينوس الخامس سنة 1417م.. 5) البابا سيكستوس الرابع سنة 1471م. (ابن سماك) كان محبًا للمال شهوانيًا مستبيحًا فكان له أبناء غير شرعيين، بل تدهور به الحال إلى انه بني بيوتًا للبغاء. 6) البابا بانيوستيتوس الخامس سنة 1484م. كان أكثر فسادًا ممن سبقوه حتى أنه كان له ستة عشر ابنًا غير شرعي، بالإضافة إلى جشعه ومحبته للمال. 7) البابا سيكستوس الخامس سنة 1585م. كان قبل توليه كرسي الرئاسة يظهر التواضع فيمشى منحنيًا متوكئ على عصاه وصوته منخفضًا، وعندما اخبره الكرادلة بتذكيته لكرس الباباوية اظهر اتضاعًا عجيبًا مدعيًا انه لا يستحق هذا الشرف العظيم وهذا المنصب الجليل وعما قليل سيفارق هذه الحياة، والعجيب انه بعد الرسامة تبدل حاله وتغير فمشى منتصبًا وألقى عصاه واخذ يرتل بصوت عالٍ كالرعد، فلما سألوه عن سبب التغير أجابهم بأنه كان يفتش على مفاتيح مار بطرس فلما عثر عليها استقامت قامته. ثانيًا: فساد الإكليروس: نظرًا لأن الدرجات الكهنوتية أصبحت تمثل سلطة ومكسبًا ماديًا، لذلك اندفع الكثيرون يتنافسون للحصول على هذه الدرجات، وقدموا في سبيل ذلك المال والرشاوى المختلفة.. لقد تفشت السيمونية وسط الكنيسة الكاثوليكية ودخل للكهنوت من يستحق ومن لا يستحق: "أما السيمونية فقد كانت شرعة لمن يريد أن ينال كرسيًا كهنوتيًا أو يحتل منصبًا كنسيًا.. أما الأسقفيات فكانت وقفًا على أبناء الأمراء والإقطاع دون النظر إلى درجة علمهم أو أهليتهم.. أما نذر العفة فقد كان ستارًا لكل الموبقات.. إن الشيطان قد أدخل كل النبلاء إلى دائرة الكهنوت وأجلسهم على كراسي الأساقفة.. أما جيمس ملك اسكتلندا فقد كان له خمسة من الأبناء غير الشرعيين أجلسهم كلهم على كراسي الأسقفيات في البلاد "(3). نتيجة لهذا سقط الكثيرين من رجال الإكليروس في السُكر والعربدة والرذيلة،وعاشوا حياة البذخ والفخفخة حتى كرههم الشعب.. أيضًا لم يخضع رجال الإكليروس للقوانين العادية والمحاكم المدنية: "أما تلك الإمبراطورية الكنسية فقد كانت في واقع الأمر في تحرر كامل من القوى المدنية.. كانت أعلى من الملوك في مستواها وفوق الأباطرة والأمراء.. والملوك أنفسهم كانت تهتز عروشهم إن هم حاولوا الوقوف ضدها.. حتى في حالة ارتكاب (الإكليروس) جريمة لم يكن من الممكن محاكمتهم على أساس القوانين السائدة في البلاد.. كانت محاكمتهم تتم في بلاط كنسي "(4)... ولهذا عندما ظهرت حركة البروتستنت تُهاجم البابا والإكليروس.. انضم إليها الكثيرين من المستاءين من هذه الأوضاع الكنسية المتردية. ثالثًا: جهل الشعب: انصرف رجال الدين عن تعليم الشعب، واقتصرت العبادة على الطقوس التي تُتلى باللغة اللاتينية التي لا يفهمها القارئ ولا السامع.. لقد افتقر الشعب إلى القدوة وقلت الروحانية وكثر الكلام والمجادلات والمماحكات الغبية، وانتشر السحر والشعوذة وأصبح الشعب الجاهل يخشى سلطة رجال الدين كما يخشون أعمال السحر.. لذلك شجع الكثيرون الفكر البروتستنتي الذي يحتج على سلطة الإكليروس ويهدم كرامة الكهنوت وينزع الوقار المُقدم لرجال الدين. رابعًا: الروح القومية: عانى الفلاحون والعمال من تسلط وظلم أصحاب الأراضي والمصانع ولاسيما في بلاد غرب أوربا، وزاد من هذه المعاناة تسلط باباوات روما، وانصراف رجال الدين عن الاهتمام بشئون الرعية وانشغالهم في جمع المال وعيشتهم في ترف زائد.. كل هذا أدى إلى تذكية الروح القومية ولاسيما في ألمانيا وإنجلترا وفرنسا.. وتطور الأمر إلى اشتعال ثورات الفلاحين، وقد استغل قادة البروتستنت هذه الظروف لصالح دعوتهم. خامسًا: عصر النهضة: يسمى القرن الخامس عشر والسادس عشر في أوربا بعصر النهضة أو عصر الإحياء أو عصر الميلاد من جديد، وفيه تمت إنجازات هامة في كافة نواحي العلم، فمثلًا: 1. اكتشف كولمبوس أمريكا، كما اكتشف فاسكودى جاما طريق رأس الرجاء الصالح مما غير مصدر الثورة، فبعد أن كانت الثروة قاصرة على امتلاك الأراضي امتدت إلى التجارة. 2. أعلن كوبرينكس أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور حولها. 3. سنة 1450م تم اختراع آلة الطباعة، وهذا ساعد على سرعة انتشار الأفكار ولاسيما التي تعارض وتنتقد الكنيسة البابوية. 4. سنة 1453م سقطت القسطنطينية في يد الأتراك وهرب كثير من علماء اليونان إلى غرب أوربا حيث أسسوا "الحركة الإنسانية" التي تهدف إلى خدمة الإنسان.. وقارنوا بين وضع الكنيسة الأولى والكنيسة في وضعها الراهن ونادوا بالتغيير والإصلاح. سادسًا: صكوك الغفران: اعتمدت فكرة صكوك الغفران على عقيدتين في الكنيسة الكاثوليكية، وهما عقيدة زوائد القديسين وعقيدة المطهر. * عقيدة زوائد القديسين(5): يعتقد الكاثوليك بأن القديسين الذين صنعوا أعمالًا صالحة عظيمة خلال حياتهم تكفيهم ويتبقى منهم الكثير، وهذه الأعمال الصالحة المتبقية من القديسين يطلقون عليها زوائد القديسين وهي تعتبر بمثابة كنز يودع في الكنيسة ومن حق الكنيسة الصرف من هذا الكنز لصالح المحتاجين، بشرط أن يؤدي هؤلاء المحتاجون خدمات جليلة للكنيسة أو يدفعون جزء من أموالهم للكنيسة.. لذلك تنافس الملوك في الحصول على أكبر عدد ممكن من أجساد القديسين وأمتعتهم، حتى أن الملك فريدريك الثالث ملك ساكسونيا جمع في كاتدرائية فيمتبرج حوالي 17000 ذخيرة من ذخائر القديسين تمنح إعفاءات من نار المطهر تصل إلى 127799 سنة، 166 يومًا.. والعجيب أن هذا الملك مات بروتستنتيًا كما سنرى فيما بعد. * عقيدة المطهر: جميع نفوس المنتقلين ستجوز في نار المطهر لكي تتطهر من الخطايا والهفوات والسهوات التي صنعتها، وكل نفس ستمكث في المطهر فترة تتناسب مع الخطايا التي صنعتها فالإنسان الذي صنع خطايا كثيرة يطول وجوده في المطهر والذي صنع خطايا أقل يقل وجوده في المطهر.. أما القديسون فإنهم لا يجوزون في نار المطهر. والإنسان الذي يقتنى صك غفران يمكنه أن يُعفى من نار المطهر لمدة 20 أو 50 أو 10 سنة مثلًا.. كما يستطيع الشخص أن يحصل على صك غفران لصالح قريب أو عزيز له قد فارق الحياة، وقد بدأت فكرة صكوك الغفران مع الحروب الصليبية، ونادى رجال الدين بأن الجندي الذي يعترف ويتوب ويتقدم للحرب مخاطرًا بحياته يستطيع أن يحصل على صك غفران كتابةً، وبموجب هذا الصك يُعفى من عذاب المطهر.. ثم بدأ رجال الدين يمنحون هذه الصكوك لمن يقوم بأعمال خيرية مثل بناء الكنائس والمستشفيات وللذين يذهبون للأماكن المقدسة مثل أورشليم وروما، وفي البداية كانت تُمنح صكوك الغفران للفقراء مجانًا بشرط التوبة والاعتراف.. ولكن مع الأيام بدأت تُباع هذه الصكوك وأصبحت تجارة رابحة شائعة يلجأ إليها البابا كلما احتاج للمال.. كما كانت الصكوك متنوعة ومُختلفة.. فكل صك تتناسب قيمته مع مقدار الخطية المطلوب غُفرانها.. وفى سنة 1513م جلس البابا ليون العاشر على كرسي القديس بطرس، وكان من عائلة آل مديتشي الغنية، وهو قد اعتاد على حياة الرفاهية والإسراف والبذخ كما كان يحب الفن والتعمير وعندما عزم البابا على عمل بعض الإصلاحات بكاتدرائية بطرس الرسول لم يجد المال الكافي، لذلك أصدر في 31 مارس 1515م. قرار ببيع صكوك غفران كاملة أي تمنح الإنسان إعفاء كامل من عقوبة المطهر وليس لفترة محددة.. اعترض على هذا معظم الولايات الألمانية وبحث البابا عن أحد الأساقفة الألمان للتعاون معه فوجد ضالته المنشودة في البرت رئيس أساقفة ما ينسى الذي وصل إلى رئاسة ثلاث ابروشيات عن طريق الرشوة، رغم أن قانون الكنيسة كان يمنع شغل نفس الشخص لأكثر من منصب ورغم أن عمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين.. كان ألبرت في شدة الحاجة إلى المال لسداد ديونه المتراكمة عليه لدى البنوك.. وتم الاتفاق بين البابا والبرت على بيع صكوك الغفران في الإبروشيات الثلاث خاصته على أن تقسم الحصيلة بينهما.. واختار ألبرت رئيس أساقفة ما ينسي الكاهن الدومنيكاني يوحنا ليقوم بحملة دعاية كبيرة لبيع هذه الصكوك، وسافر يوحنا إلى المدن المختلفة في موكب ضخم يتقدمه مُناد يدعو الجموع للاجتماع لأمر هام.. فيقوم فيهم الكاهن يوحنا خطيبًا بارعًا، يُحدثهم عن فوائد صكوك الغفران ويختتم خطبته بالعبارة الشهيرة التي سجلها التاريخ " في نفس اللحظة التي ترن فيها نقودكم في الصندوق تخرج النفس المطهرية حرة منطلقة إلى السماء". هذه الصكوك أثارت الكثيرين وعلى رأسهم مارتن لوثر الذي أخذ يُهاجم هذه الصكوك في عِظاته.. وفي 31 أكتوبر 1517م كان يوافق عشية عيد القديسين حيث يقبل الآلاف من كل مكان إلى كاتدرائية فيتمبرج للحصول على الغفران، وانتهز مارتن هذه الفرصة وعلق لوحة على باب الكاتدرائية تحتوي على خمسة وتسعين احتجاجًا ضد صكوك الغفران باللغة اللاتينية، وكان قصد مارتن من الكتابة باللغة اللاتينية وعدم كتابتها بلغة الشعب الألمانية أنها رسالة موجهة لعلماء الكنيسة بقصد تصحيح الأوضاع... وتعجب مارتن عندما وجد هذه الاحتجاجات تُرجمت إلى الألمانية ولغات أخرى وطُبعت وانتشرت في ألمانيا وخارجها، وشملت هذه الاحتجاجات ما يأتي: ومن أمثلة هذه الاعتراضات: الاعتراض السادس:ليس من حق البابا أن يغفر خطايا الإنسان ولكنه يُعلن للخاطئ أن خطاياه غُفرت وذلك في التوبة والاعتراف. الاعتراض الحادي والعشرون:يضل الذين يُنادون بأن صكوك الغفران تُخَلِّص الإنسان من عَقاب الخطية. الاعتراض السابع والعشرون:يضل الذين يقولون بأنه متى رنت النقود في صندوق الجمع تخلص النفس من المطهر مُنطلقة نحو السماء.. الاعتراض السادس والثلاثون:المسيحي الحقيقي الذي يترك خطاياه بقلب منسحق نادم تُغفر خطاياه، ولا حاجة له إلى صكوك الغفران.. الاعتراض الثالث والأربعون:على المسيحي أن يفهم حقيقة أن الذي يُحسِن إلى مسكين أو يُقرِض محتاجًا يقوم بعمل أفضل من شراء صك الغفران. الاعتراض الثاني والستون:إن كنز الكنيسة الثمين هو إنجيل نعمة الله. وقد اعتبر البروتستانت يوم 31 أكتوبر 1517م. بداية تاريخ الإصلاح الإنجيلي. تعليق: المسيحية تُفصل بين الأمور الدينية والأمور الدنيوية، وليست المسيحية دين ودولة، ولكنها تعترف بالفصل بين الدين والسياسة كقول السيد المسيح للمجربين "أعطوا إذًا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" (مت 21:22)... وسقوط الكنيسة الكاثوليكية في خطأ الجمع بين السلطتين الزمنية والدينية، أعطى الفرصة للبعض بالاحتجاج. وبينما تفشى الفساد في الإكليروس الكاثوليكي، لكن البروتستانت أنفسهم يعترفون بوجود بعض الأفاضل الذين حفظوا الفضيلة، كما يعترفون بأثر الكنيسة في المجتمع، فيقولون: "فقد كان في الكنيسة أتقياء وقديسون من المؤمنين المتعبدين ومن النُسّاك والرهبان الزاهدين الذين سحرتهم كلمة الله وبشارة الإنجيل فدرسوها وتذوقوها وكتبوا عنها "(6) "ومن مآثر الكنيسة في العصور الوسطى، أنها وحدَّت أوربا فترة من الزمن بعد ضعف وانهيار الدولة الرومانية التي كانت عامل الوحدة من قبل.. ولولاها لتفرقت أوربا إلى جماعات بربرية غير متحضرة.. الكنيسة بسلطانها الشامل أخذت هؤلاء البرابرة وهذبتهم، وغرست في الناس من بذور الأخلاق ما أمكن أن يستمر فيهم.. خففت ولطفت من القسوة في معاملة العبيد، ورفعت مقام المرأة ودافعت عن كيان الأسرة وقللت من احتمالات الحروب، وبالمساعدات الخيرية للفقراء سدت احتياجات المحتاجين... كادت الكنيسة تكون المصدر الوحيد للتعليم، فأغلب مُفَكِّري العصور الوسطى كانوا من بين كهنتها "(7).... وجهل الرعية لم يكن نابعًا من تحريم الكتاب المقدس على الشعب كما ادعى بهذا بعض البروتستانت.. وفي تلك الأثناء عثر (لوثر) في مكتبة الجامعة على نسخة من الكتاب المقدس باللغة اللاتينية. وقد شغف لوثر بالكتاب "المحرم" على الشعب شغفًا شديدًا (8). ويعترف بعض البروتستانت بأن الكنيسة لم تحرم أحدًا من قراءة أو طبع الكتاب المقدس، فيقول الدكتور القس حنا جرجس الخضري: "البعض يعتقد أن الكنيسة الكاثوليكية كانت تمنع وتُحَرِّم الكتاب المقدس للعامة.. وقد رأي البعض في نسختي الكتاب المقدس المربوطتين بسلاسل في كل من جامعة إرفورت والدير الذي التحق به لوثر رمزًا على أن الكتاب كان مسلسلًا ومقيدًا ومغلقًا أمام الجميع.. ولكن الحقيقة -وإن كانت الكنيسة الكاثوليكية في ذلك العصر لم تشجع بأي حال من الأحوال العلمانيين على دراسة الكتاب المقدس أو الإطلاع عليه، بل احتفظت بحق تفسيره لإكليروسها- لكنها لم تُحرِم الذين يريدون الإطلاع عليه من ذلك.. والدليل على ذلك أن الكنيسة لم تصدر أي قرار ضد أول طبعة من الكتاب المقدس التي ظهرت باللغة الألمانية في سنة 1466م في مدينة ستراسبورج أي قبل أن يولد مارتن لوثر نفسه "(9) _____ الحواشي والمراجع :(1) ص15تاريخ المسيحية ج3 د.عزت زكى. (2) ص21 أضواء على الإصلاح الإنجيلي (4). (3) ص8،9 تاريخ الكنيسة ج3. (4) ص14 تاريخ المسيحية ج3. (5) ستتم مناقشة هذا الموضوع في كتاب " يا أخوتنا الكاثوليك متى يكون اللقاء " (6) ص12 أضواء على الإصلاح الإنجيلي. (7) ص13 أضواء على الإصلاح الإنجيلي. (8) ص 39 تاريخ المسيحية ج3. (9) ص26 مارتن لوثر للدكتور القس حنا جرجس الخضري. |
|