رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عن معنى مثلّث الرحمة إليكم معنى هذه العبارة كثير ما نسمع بعض التعبيرات في الكنيسة لا نفهمها الان، قد يكون السبب بعد البعض عن التعليم الابائي السليم او بسبب الجهل او اسباب اخري كثيرة لذلك احببت ان انشر كل فترة تعريف لبعض المصطلحات وتفسيرها لكي نكرر كلامنا بفهم وعمق ومن القلب . مصطلح مثلث الرحمات نسمعه كثير عند الحديث عن احد الاباء البطاركة او الاساقفة المتنيحين. ونتسأل عن المقصود بها ، ولماذا مثلث ، ماذا يقصد عن الرحمات ، وهل لها اصل ابائي ام خرجت من عمق الكنيسة في العصر الحديث لتوضح للشعب عقيدة معينه مدفونه فيها . لذلك بدأت في التنقيب والبحث ، علي يقين ان سوف يخرج بعدي من يقدم ابحاث اقوي واعمق منها وتكون كتابتي مجرد بذره للبحث والتنقيب . وبعد شكري لربي ومخلصي يسوع المسيح علي فضله اود اشكر كل من شجعني لكتابة هذه الدراسة. كما اشكر كل من قام بمراجعتها وابدي ملاحظاته علي الشكل والمحتوي. املا ان يكون هذا العمل بمثابة ذبيحة حب مقدمة بين يدي الرب يسوع المسيح، لأعبر بها – ولو بفلسين لا غير – عن سكب كل حياتي في خدمته، وخدمة كنيسته المقدسة. ببركة شفاعة العذراء كل حين والدة الاله القديسة الطاهرة مريم، وكل مصاف السمائيين، وصلوات ابائنا الرسل والشهداء والقديسين، وابينا الطوباوي المكرم قداسة البابا تاوضروس الثاني ، وشريكه في الخدمة الرسولية ابينا الحبيب انبا يؤانس اسقف اسيوط وتوابعها. ولله الاب ضابط الكل، وابنه الوحيد يسوع المسيح مخلصنا، والروح القدس المعزي، كل المجد في كل حين، والي اباد الدهور . امين. تاريخ مصطلح مثلث الرحمة : بحثت كثيرا في التاريخ الكنسي الابائي علي مصطلح مثلث الرحمة ولم احصل علي أي مرجع واحد يشيح الي استخدام هذا المصطلح في الكنيسة الاولي . يمكن لعدم توفر مراجع كافية او لم يستخدم فعلا في هذه الفترة . ولكن يقال انه ابتدأ من القرن التاسع عشر تقريبا ولا يوجد حتى ألان أي مرجع يحدد تاريخها يمكن العثور علي مرجع الأيام المقبلة. معني مصطلح مثلث الرحمة : مصطلح مثلث الرحمة الخاصة بالإباء البطاركة والأساقفة وبالطبع هذه العبارة لا تُقال إلا على المتنيحين . وبنسبه لمعني المصطلح فإن المسألة تحتاج إلى نظرة تأملٍ في نهايتها نصل إلى الجواب: إن السيد المسيح له المجد تجسّد بمشيئة الثالوث الأقدس وهذا ما نجده في الإصحاح الأول من إنجيل لوقا في بشارة الملاك لأمنا العذراء إذ قال لها ( الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله ) (لو1: 35 ). إنه له المجد بمشيئة الثالوث الأقدس بشَر وكرز داعياً الجميع إلى ملكوته، وظهر ذلك في بشارته منها قوله : (الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال )( يو14: 10 ). ومنها أيضاً حديثه عن حلول الروح القدس في الكنيسة الذي قال فيه: (يأخذ مما لي ويخبركم)( يو16: 15). ولذا فإن له المجد حينما مات على الصليب فإنه بمشيئة الثالوث الأقدس مات. أي أنه بمشيئة الثالوث الأقدس وُلِد وكرّس حياته بالجسد لأجل الكرازة بملكوت الله ومات بالجسد كي يمنح ملكوت لكل من يتقبله مصلوباً، بالإضافة إلى أنه له المجد كان كاهناً ورئيس كهنة العهد الجديد. أي أنه كرئيس كهنة وُلد وكرس حياته لأجل ملكوت الله ومات لأجل هذه الغاية. وهكذا كل مطرانٍ وبطريرك هو رئيس كهنة كرّس كل حياته لأجل قيادة رعيته إلى ملكوت الله ومات وهو يعمل بهذه الغاية الأمر الذي قال عنه ربنا له الجّد) : يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت الله)( مت19: 12) وبما أنه تنيح (مات) وهو مكرّس بالثالوث الأقدس لذا فيقال عنه (مثلث الرحمة) لذلك فأن تعبير مثلث الرحمة، يعني أن خادم الرب قد أدى رسالته المكرسة لخدمة المسيح بنعمة الثالوث الأقدس. وبنعمة الثالوث الأقدس قد تنيح “إي رقد” على رجاء القيامة لكي يجازى على خدمته. هناك رأي ضعيف : ان مصطلح مثلث الرحمات يُقال لبعض الآباء المتنيحين (المنتقلين) – وخصوصًا البطاركة والأساقفة- ويعني بها الرحمة الكبيرة، أو الكاملة.. وهي شبيهة بعبارة “مثلث الطوبى” (بمعنى مثلث البركة thrice blessed)، والتي تعني السعيد سعادة كاملة، أو الفرح فرحًا كبيرًا.. لماذا مثلث ؟ الرقم ثلاثة في الكتاب المقدس هو رقم الكمال الإلهي لأنة يشير إلي الثالوث القدوس إي طبيعة الله في كماله. الثالوث هو الكمال والإنسان ليس كامل لكني لا أقول انه ملئ برحمات كأمله .لكن اطلب له إن يرحم كثيرا أو يرحمه الله رحمه كأمله.كما قال مثلث الرحمة قداسة البابا شنودة الثالث يرحمه بالثلاثة يعني مش رحمة واحدة لكن إلف رحمة واكتر وبنمثل العدد الرمزي الكبير ده بالرقم ثلاثة. وهو يشير إلي الكمال أيضا من جهة إن إي جسم يجب إن يكون له ثلاث إبعاد ( طول – عرض – ارتفاع ) فهو يشير إلي كل ما هو واقعي وحقيقي ومتين كامل وجوهري وكما ظهرت الحياة علي الأرض في اليوم الثالث من الخليقة ممثلة في الثمار والبزور. الرقم ثلاثة وتكراره بكثرة ما هو إلا الدليل الذي يُمثل إرادة الرب وعمله. بعض الأمثلة للرقم ثلاثة من حياة السيد المسيح : منذ ولادة الرب وقيامته حيث تظهر العلامات البارزة فمثلاً زار الطفل يسوع ثلاثة ملوك مجوس في مغارة بيت لحم وقدموا له ثلاث هدايا التي كانت الذهب واللبان والمُر، أما الله الآب فنراه يتكلم ثلاث مرات من السماء كما في) متى 3 : 17 )(متى 17 : 5 ) ومثله ” (هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ) يقول ” يا أبي مجّد اسمك، فقال صوت من السماء: مجدّتُه وسأمجّده)( يوحنا ( 12 : 28 ” و حيث صلى الرب يسوع ثلاث مرات في بستان الزيتون قبل واقعة الصليب. أخذ معه ثلاثة تلاميذ وهم بطرس وأبني زبدي في البستان. بيلاطس يرغب في فك أسر الرب ثلاث مرات. لقد وقعت حادثة صلب الرب مع رجال اثنين آخرين وكان العدد ثلاثة. كُتِب على الخشبة “يسوع الناصري ملك اليهود” بثلاث لُغات العبرانية واليونانية واللاتينية. مار بطرس ينكر الرب ثلاث مرات. وقعت الحادثة في الساعة الثالثة صباحاً. بقي الرب ثلاثة أيام في القبر قبل القيامة. الواقفات عند الصليب ثلاث نساء، أمنا مريم العذراء وأختها امرأة كلوبا واسمها مريم أيضاً وكذلك مريم المجدلية، انظر (يوحنا 19 : (25. بعد القيامة حاور الرب مار بطرس وقال له ثلاث مرات ” هل تُحبّني “. أيضاً هناك مثل آخر وهو الشجرة التي لا تُثمر حيث قال الرب للكرام: لي ثلاث سنوات وأنا أجيء إلى هذه التينة أطلب ثمراً، فلا أجدُ، فأقطعها. انظر (لوقا 13 : 7) انجيل مرقس يعطينا دلالة أخرى وهي أن الرب أخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد معهم إلى جبلٍ عالٍ لرؤية حادثة إيليا وموسى وهناك اقترح بطرس بان تُصْنع ثلاث مظال واحدة إلى إيليا والأخرى إلى موسى والثالثة إلى يسوع. الخاتمة : عندما نسمع مصطلح مثلث الرحمة يتعمق داخلنا ان هؤلاء الاباء الذين تنيحوا كرسوا كل حياتهم وقتهم وعاشوا لأجل رعيتهم و بشَروا وكرزوا داعياً الجميع إلى ملكوت الله وقد تنيح وهو يعمل بهذه الغاية . وبما أنه تنيح وهو مكرّس بالثالوث الأقدس لذا فيقال عنه (مثلث الرحمة) لذلك فأن تعبير مثلث الرحمة، يعني أن خادم الرب قد أدى رسالته المكرسة لخدمة المسيح بنعمة الثالوث الأقدس. وبنعمة الثالوث الأقدس قد تنيح “إي رقد” على رجاء القيامة لكي يجازى على خدمته. الله ينيح نفس جميع الإباء البطاركة والأساقفة القديسين |
|