هل تعلم لماذا يُصوّر القديس أنطونيوس البدواني دائماً وهو حامل الطفل يسوع؟
يلاحظ أن القديس أنطونيوس البادواني في معظم الصور والتماثيل يُصوّر في وضعية متشابهة. يكون القديس راكعاً أوك واقفاًُ وعلى ذراعيه يحمل الطفل يسوع.
والقصة في ذلك هي أن القديس أثناء تنقلاته في البلاد لم يكن دائماً يبيت في الدير القريب. فقد كان يتنقل باستمرار بين القرى والمدن يعظ عن المسيح والخلاص ويردّ الى الإيمان الكثير من الملحدين والهراطقة.
في أحد الأيام كان كعادته خارج الدير وتأخر به الوقت فدعاه أحد الرجال في تلك البلدة الى المبيت عنده، اذ كان صديقاً له. فقد خصص له غرفة كان القديس يخلو إليها حين يتعذر عليه السفر. في تلك الليلة انتاب الرجل الأرق ولم يستطع النوم. في منتصف الليل نزل من غرفة نومه وفي طريقه الى المطبخ حيث أراد شرب الماء كان عليه أن يمر أمام غرفة القديس. كم كانت دهشته عظيمة عندما شاهد نوراً يتسلّل من باب الغرفة المشقوق.
وبما أنه قد نسي أن يضع مصباح في الغرفة ولم يترك شمعة لضيفه فقد استغرب وجود كل هذا النور، فدفعه فضوله ليعرف مصدره. كم كانت دهشته عظيمة عندما شاهد القديس ساجداً على المركع وهو يحمل الطفل يسوع ويداعبه بخشوع وحب كبيرين. فسجد الرجل وترك القديس مع الرب الطفل دون أن يزعجهما شاكراً الله على نعمته العظيمة بزيارته لبيته المتواضع.
وتذكاراً لذلك الحدث نرى القديس يحمل الطفل يسوع على الهياكل وفي الصور، تكريماً من المؤمنين لذاك الذي وُجد مستحقاً أن يحمل يداعب ويتكلم مع الطفل الإلهي.
بركة ربّ المجد وصلاة القديس البدواني ترافق الجميع