قالت:أراك تحرص كثيراً على الماضى وتستعيد ذكرياته..ان هذا يعتبر هروباً من الحاضر والذى يهرب من حاضره لا مستقبل له..ان الحديث عن الماضى شىء جميل ولكنه لا يعنى ان الماضى ليس أكثر من صور تتناثر على جدران البيوت قد نرى أباءنا فى دفتر الذكريات ولكنهم رحلوا.وقد نتذكر أحباباً لم يبق منهم شىء غير الألم.وقد نستعيد ذكريات أشخاص لم يعد لنا مكان فى حياتهم فما هى الفائدة من ذلك كله..ان الذكريات التى تحرص عليها شيك بلا رصيد ان تمنح عمرك مرتين لمن احببت عشت معه الحقيقة حباً وعشت معه الفراق عذاب لقد أسرك مرتين ألا يكفيك الذى ضاع فى البداية لكى تعيش الوهم مرة أخرى بعد النهاية؟ حتى فى قضايا الوطن تبكى كثيراً على الذى مضى رغم أن الواقع يحتاج فكرك ومواقفك..ارجوك أن تغلق صفحات هذا الماضى ولا تجعل الناس يهربون معك الى شىء لا يعود.
قلت:ان الانسان هو الكائن الوحيد فى مخلوقات الله الذى يحتفظ بذكرياته..والذكريات ليست هروباً ولكنها ضمان لاستمرار الحياة..حين ينقطع التواصل بين الانسان وماضيه فهو يتحول الى كائن هش..الذكريات هى الدروس التى نتعلم منها أخطاءنا..
والذكريات هى الرصيد الذى يتسلل الى وجدان الانسان ويمنحه شيئاً من الحصانة فينجو بنفسه وحياته من مخاطر الحاضر والمستقبل..اذا كنا نعتبر أن زمان الحب وقت ضائع رغم كل ما عشناه من المشاعر وان الذكريات هم ثقيل لا يفيدنا شيئاً فماذا يبقى لنا فى هذه الحياة؟..ان الصور المعلقة على الجدران قصة حياة والأب الذى رحل عنا يعيش داخلنا حتى وان تجاهلناه.والأم أول مدرسة للحب كيف ننساها..لا شىء فى الدنيا يموت والتلاشى لا يعنى الغياب وفراق الأجساد لا يعنى موتها..ان فى الجسد روحاً تحلق وحين يسقط الجسد تصعد الروح وتختار مسارها فى السماء.