رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هلاك موآب: 10 لأَنَّ يَدَ الرَّبِّ تَسْتَقِرُّ عَلَى هذَا الْجَبَلِ، وَيُدَاسُ مُوآبُ فِي مَكَانِهِ كَمَا يُدَاسُ التِّبْنُ فِي مَاءِ الْمَزْبَلَةِ. 11 فَيَبْسِطُ يَدَيْهِ فِيهِ كَمَا يَبْسِطُ السَّابحُ لِيَسْبَحَ، فَيَضَعُ كِبْرِيَاءَهُ مَعَ مَكَايِدِ يَدَيْهِ. 12 وَصَرْحَ ارْتِفَاعِ أَسْوَارِكِ يَخْفِضُهُ، يَضَعُهُ، يُلْصِقُهُ بِالأَرْضِ إِلَى التُّرَابِ. إذ يتهلل المؤمنون الغالبون للحزن والمرارة والدموع بل وللموت خلال وليمة الخلاص المجانية يقولون: "هوذا هذا إلهنا انتظرناه فَخَلَّصنَا" [9]. يكمن فرحنا في خلاصنا من أعدائنا، أي من إبليس وكل جنوده وكل أعماله الشريرة. فإن مجد أولاد الله يرافقه خزي لقوات الظلمة التي رمز إليها هنا بموآب. "ويُداس موآب في مكانه كما يُداس التبن في ماء المزبلة، فيبسط يديه فيه كما يبسط السابح ليسبح، فيضع كبرياءه مع مكايد يديه، وصَرْح ارتفاع أسوارك يَخفضه، يضعه، يُلصقه بالأرض إلى التراب" [10-11]. إن كانت قوات الظلمة قد تشامخت على أولاد الله وحسبت أنها قادرة على إذلالهم، فان الله بالصليب هدم حصونها ونزل بها إلى الهاوية، واهبًا إيانا سلطانا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوات الظلمة، ندوسها كما يُداس التبن لاستخدامه في مواد البناء (في عمل الطوب اللبن). وكأن تلك القوات التي كانت سبب هلاكنا تتحول خلال عمل الله الخلاصي إلى أداة محتقرة وذليلة تحت الأقدام تُستخدم لبنيان نفوسنا؛ إذ بدون إبليس ما كنا نُكلل. أما سرّ هلاك العدو فهو كبرياؤه، إذ حسب نفسه محصنًا بأسوار منيعة، لكن الله يهدم هذه الأسوار حتى الأرض ليُفضح ضعف العدو ويُكشف حقيقة عجزه أمام إلهنا. |
|