تتطلب شهادة الحياة حمل الصليب ونتبع يسوع، وان ننفصل عن الآخرين، لا يعني ذلك ان نهمل العائلة لكن يجب الا نهمل دعوتنا العليا، بل أن نضع الأولوية المطلقة لله "مَن كانَ أَبوه أو أُمُّه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي. ومَن كانَ ابنُه أَوِ ابنَتُه أَحَبَّ إِلَيه مِنّي، فلَيسَ أَهْلاً لي. ومَن لم يَحمِلْ صَليبَه ويَتبَعْني، فلَيسَ أَهْلاً لي. (متى 10: 37). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " إن أحببنا الرب من كل القلب يجدر بنا ألا نفضِّل عنه حتى الآباء والأبناء". حقًا إن الله الذي أوصانا بالحب، بل جاء إلينا لكي يهبنا طبيعة الحب نحوه ونحو الناس حتى الأعداء، ولا يقبل أن نحب أحدًا حتى حياتنا الزمنيّة هنا إلا من خلاله. لذلك غير مطلوب منا أن نتخلى عن محبتنا للعائلة بل أن تستنير محبتنا هذه بمحبة المسيح التي هي مصدر محبة العائلة التي تعطيها معنى أسمى. إذ أن حبَّنا للمسيح يُمكّننا من حبّ العائلة بكل أمانة وإخلاص وتضحية.