رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرّوح القدس (مر 1: 12-13) بناء على ما تعرفنا عليه بحسب كاتب سفر التكوين وعلامة العهد الإلهي من خلال تسليم الله لسلاحه بشكل واضح لنا اليّوم وهو علامة قوس قزح. يأتينا مرقس الإنجيلي بسلاح جديد من خلال كلماته، الّتي يرويها بالصفحة الأوّلى لبشارته والّذي يسرد فيها تجارب يسوع الثلاث بالبرِّيَّة من خلال منظور مختلف عن الإنجيلين الإزائيين متّى ولوقا. في واقع، الأمر سرد هذا الحدث بحسب متّى ولوقا كمحور للنص لديهما. إلّا أنّ إبداع كاتب إنجيل مرقس ضروري للغاية حيث يرتكز إهتمامه على عناصر لّاهوتية أُخرى، وهذا هو الجديد. يكشف لنا يسوع الّذي يتوجه بقرار حازم نحو البرِّيَّة ليتسلح بأسلحة اللقاء بأبيه السماوي والرّوح معًا من خلال العزلة والصوم بالبرِّيَّة. قد يخفينا اليّوم، هذا النموذج الرّوحيّ والّذي قد نعتبره صارمًا إلّا إنّه يكشف عن حقيقة يسوع الّذي يذهب للمنبع. وسنكتشف تدريجيًا مخطط الله الّذي سيظهر في يسوع إبنه. في الإنجيل الثاني لا يذكر الإنجيلي أيّ إشارة للتجارب الّتي كان على يسوع أنّ يواجهها، ولا للصوم، ولكن فقط لعمل، الرّوح القدس، كإرتباط هام بحدث المعموديّة الّتي يرويها قبل هذا النص مباشرة قائلاً: «أَخَرجَ الرُّوحُ [يسوع] عِندَئِذٍ إِلى البرِّيَّة، فأَقام فيها أربَعينَ يَوماً يُجَرِّبُهُ الشَّيطانُ وَكانَ معَ الوُحوش، وكانَ المَلائِكَةُ يخدُمونَه» (مر 1: 12- 13). فالمعموديّة إذن دفعت بيسوع للتوجه إلى البرِّيَّة، ولمواجهة الصمت والوحدة لمدة أربعين يومًا، في رفقة وحوش البرِّيَّة وخدمة الملائكة. هذه العناصر ترشدنا إلى فهم رسالة النص الحقيقة. هناك علاقة عميقة بين حدث معمودية يسوع والإنعزال في البرِّيَّة. يقود الرّوح يسوع إلى البرِّيَّة، كالإبن الحبيب الّذي به سُرَّ الآب (راج مر 1: 11). إنّه يسوع الّذي يخرج من مياه الأردن ويواجه الحرب ضد الشيطان بقوة الرّوح القدس. لّذا يدعونا الزمن الأربعينيّ للدخول لبرِّيَّة حياتنا اليوميّة. سواء الأربعين يومًا أو البرِّيَّة يشيران بحسب تكرارهما في الكتاب المقدس، إلى زمان ومكان محددين جيدًا، والذي سيكون لهما نهاية وهي نهاية المسيرة الأربعينيّة وهي موت وقيامة يسوع. وأخيرًا، تظهر رفقة الوحوش والخدمة الملائكية، إنّ يسوع هو الإنسان الجديد، الّذي بقوة الرّوح يتمكن من مواجهة التجارب بل يخرج منتصرًا من الحرب ضد الشرير. |
|