فبَقىَ يعقوب وحده. وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر.
ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه.
فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه
( تك 32: 24 ،25)
يتصوّر البعض هذا الصراع الذي استمر ليلة بأكملها، كان من جانب يعقوب ليحصل على البركة من الله، لكن مَنْ يقرأ الحادثة بدقة سيفهم أنه ليس يعقوب الذي صارع الله ليأخذ بركته، بل إن الله هو الذي صارع يعقوب ليأخذ منه قوته، ويستأصل منه اتكاله على ذاته، ويفرغه من كل ثقة في الجسد.
وهذا ما يوافقه تماماً معنى كلمة "يبوق" ـ حيث مكان الصراع ـ والتي تعني "إنه سيُفرَغ"، وفي قاموس آخر تعني "استأصل ليحل محل"، وهذا عين ما حدث هنا إذ كان الله يستأصل من يعقوب قوته ليحل هو فيه بقدرته، يُفرغه من الاتكال على الجسد ليملأه بشعور الضعف الذي يجعله مسكيناً بالروح مستنداً على الله ( 2كو 12: 9 ، 10).