|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيامة السيد المسيح من الأموات، كانت الحدث الأكبر، الذي هز كيان اليهود فحاولوا أن يقاوموه بكافة الطرق، حتى أنهم قالوا عن القيامة إن هذه الضلالة الأخيرة، ستكون أقوي من الضلالة الأولي، التي هي كرازة المسيح. فماذا كانت قوة القيامة، وماذا كان مفعولها؟ أما السيد المسيح فقد دل بقيامته علي أنه كان أقوي من الموت، وعلي أن موته لم يكن ضعفًا منه،ولا كان صمته أثناء محاكمته ضعفًا منه.. لو كان قد تكلم، لأفحم سامعيه وأقنعهم. ولكن هذا لم يكن هدفه، إنما هدفه كان أن يفدينا. ولذلك عندما طلبوا إليه أن ينزل من علي الصليب لم يفعل مع أنه كان يستطيع.. إذ كان هدفه أن يموت عنا ويتألم نيابة عنا، ويدفع ثمن الخطية كفارة لنا وفداء. القيامة دلت علي أن صمت المسيح لم يكن ضعفًا.. فقوة القيامة أقوي رد علي من يتهمون المسيح بالضعف، أو من يظنون صلب المسيح دليلًا علي معجزه!! بالقيامة، ثبت أن صمت المسيح، كانت له أهدافه السامية. * لقد صمت، لأنه كان يريد أن يبذل نفسه عنا.. لو أنه تكلم لأفحم سامعيه وأقنعهم. ولو أنه دافع عن نفسه، لكان سيكسب القضية بلا شك. وكم من مرة رد علي رؤساء اليهود وشيوخهم وكهنتهم، فلم يجدوا جوابًا.. بل أنهم شاهدوا قوة كلامه وهو بعد صبي في الثانية عشر من عمره. والشعب الذي سمعه، شهد أنه كان يتكلم بسلطان. إن صمت المسيح في محاكمته، دليل علي أنه مات بإرادته. ولقد قال عن نفسه، إنه يضعها من ذاته، لا يستطيع أحد أن يأخذها منه. له سلطان أن يضعها، وسلطان أن يأخذها ولقد قدمها ساعة الصلب، وأخذها ساعة القيامة. لقد أسلم المسيح روحه حبًا وبذلًا، وليس ضعفًا وعجزًا. وكما قام في قوة. لا ننسي أنه مات في قوة.. لقد صرخ بصوت عظيم عندما أسلم الروح، بينما كان الجسد في عمق الإنهاك، وقد تصفي ماؤه ودمه، وأرهقه الجلد والمشي والضرب والنزيف، والتعليق علي الصليب.. وهو قد مات بالجسد.. ولكنه بلاهوته كان حيًا لا يموت. استطاع في موته أن يبشر الراقدين في الجحيم علي رجاء، واستطاع أيضًا أن يفتح الفردوس المغلق، ويدخل فيه اللص مع آدم وبنيه من قديسي العهد القديم. واستطاع أيضًا أن يقوم، وتسخر قيامته من الحراس ومن الأختام، ومن الحجر الكبير الموضوع علي القبر. لم يحد أن أحدًا -غير المسيح- هزم الموت بسلطانه وحده، وقام بإرادته، وخرج من قبر مغلق، عليه حجر ضخم ويحرسه جنود مسلحون.. |
|