رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ على كتف كل انسان ٍ احمال ٌ ثقيلة كثيرة تُتعب الكتفين وتثقّل القدمين . ويسير كل منا يصعد جبل الحياة اليومية وهو يئن وينوء تحت احماله . والكثير من تلك الاحمال يصعب التخلص منها والقائها بعيدا ً عن اكتافنا . هموم ٌ ومتاعب ، آلام ٌ ومصائب . المرض الذي اعاني منه منذ زمن . مسؤوليات الاسرة واحتياجاتها الكثيرة ، الضغوط المادية الثقيلة . الوحدة وغياب الاهل والاصحاب . الأضطراب والبعد عن البلد والوطن ، انتقال الاحباء ولوعة الفراق وقسوة الترمل أو اليُتم . أثقال ٌ واحمال ٌ لا ينجو منها انسان تؤلم الكتف وتوهن الجسد . ونسير نجر الاقدام زاحفين في معاناة ٍ وأنين وتثاقل صاعدين الجبل . وننظر حولنا في استنجاد واسترحام نبحث عن معين فنجد الكل يحتاج الى العون . ثم نسمع الصوت ، صوتا ً قويا ً فتيا ً عفيا ً يقول : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. " ( متى 11 : 28 ) وما ان يطرق القول آذاننا حتى تهتز قلوبنا فرحا ً وترتخي اجسادنا طربا ً . نُسرع الخطى ونتقدم نحو ذاك الذي يدعونا نذهب اليه . نجده ُ يقف فاتحا ً ذراعيه لنا ، ثم يمد يديه ويرفع عنا احمالنا الثقيلة . يأخذ الاثقال جميعها ليحملها ثم يقدم لنا بدلا ً منها نيرا ً خفيفا ً . وبوجهه الباسم يقول : " اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ " خذوا نيري " فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ " البعض يتردد ويتسائل : لماذا نحمل النير كفانا احمال ؟ النير ليس حملا ً ، النير على الكتف لا يُثقّلك ، لا يُتعبك . النير لا يُحمل ، النير يَحمل ، النير لا يُثقّل ، النير يرفع الثقل . النير على الكتف كالجناحين على كتف الطائر ترفعان الطائر الى اعلى . نير الرب يستقر على كتفك لا ليثقّلك بل ليحمل ثقلك . حين تتبادل مع الرب ، حين تلقي عليه اثقالك وتأخذ نيره ، يحمل احمالك على كتفيه ويسوّي على كتفيك نيره . فيحملك النير الى اعلى ، تطير ، تسبح في سماء الشركة مع الله . تخف وتضعف جاذبية الارض عليك وترتفع . يرفعك نير الرب الى فوق حيث لا اثقال ولا احمال ." أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ " ( مزمور 55 : 22 ) استلم من الرب نيره وهو يرفعك فيكون لديك جناحي حمامة تطير وتستريح . |
|