رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حِينَئِذٍ تَرْفَعُ وَجْهَكَ بِلاَ عَيْبٍ، وَتَكُونُ ثَابِتًا، وَلاَ تَخَافُ [15]. هنا يبدو صوفر فاتحًا باب الرجاء مثل زميليه أليفاز (8:5 إلخ) وبلدد (5:8-7،20-22)، على عكس أيوب الذي بسبب شدة التجربة كثيرًا ما سادت عليه النظرة التشاؤمية بأن حياته الأولى لن تعود! ما قاله صوفر وإن كان لا يناسب أيوب في تلك الظروف، إلا أنه مبدأ حق بالنسبة لكل تائب صادقٍ في توبته. فإنه لا يستطيع أن يرفع وجهه أمام القدوس إلا إذا نزع عنه العيب والخزي بنقاوة قلبه وقداسة خيمته، بهذا يقف أمام الله ثابتًا في رجائه واتكاله على الله، بغير خوف في محبته لله. * إن قدمت صلاتك بقلبٍ طاهرٍ [13] بلا لوم من جهة أي عمل غير لائق فإنك إذ تقدم تنهدات على نفسك أمام الله تصير في لقاء معه. عوض الحزن يكون لك الفرح، وعوض المصائب تنال بركات، وتكون ملامح وجهك مشرقة كماءٍ نقيٍ [15]... ولا تعود تخاف من علل أخرى، لأن الله ينزع العلل عنك. تنال عفوًا من متاعبك، وشكرًا على الهدوء الذي يخيم عليك، ولا تخاف التجارب، فتكون كمن وجد راحة في ميناء آمن، لا تخاف الأمواج حيث لا يقدر البحر أن يسبب ضررًا. الأب هيسيخيوس الأورشليمي الآن رفع هذا الوجه عينه هو رفع النفس لله بممارسة الصلاة. أما الوصمة التي تفسد رفع الوجه فهي نية العمل... فإنها (النفس) في الحال تتحطم، وتفقد كل ثقة في الرجاء. وحينما تنشغل بالصلاة تلتصق بتذكر الخطية التي خضعت لها. تفقد الثقة في نوال ما تشتاق إليه، فتحمل في الذهن الرفض المستمر لممارسة ما تسمعه من الله. لذلك يقول يوحنا: "أيها الأحباء إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه" (1 يو 3: 21- 22). ويقول سليمان: "من يحول أذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضًا مكرهة" (أم 28: 9). فإن قلبنا يلومنا في تقديم صلواتنا عندما نتذكر أنها تقف ضد وصاياه. البابا غريغوريوس (الكبير) * الأثر الكامل للإيمان هو هذا: يجعلنا نسأل فنأخذ، نطلب فنجد، نقرع فيُفتح لنا. بينما الإنسان الذي يجادل يغلق باب رحمة الله أمام نفسه. * لا توجد وسيلة بها يصل الشعب إلى كمال مطلق، أو بها أي إنسان يصنع أقل تقدم نحو البرّ الحقيقي التقوى إلا بمعونة مخلصنا المصلوب، المسيح، وعطية روحه. من ينكر هذا لا يستطيع أن يُحسب مسيحيًا نهائيًا كما أظن. القديس أغسطينوس |
|