|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
✝تاريخ دير الأنبا توماس السائح ✝ بمركز ساقلته، أخميم، سوهاج ++++++++++++++++ +موقع الدير: يقع الدير عند سفح الجبل الشرقي في "قرية عرب بني واصل" التابعة لمركز ساقلته - ايبارشية أخميم- محافظة سوهاج. وهو على ربوة عالية الجبل تحيط به مساكن الأهالى من كل ناحية. ومساحة الدير صغيرة جدًا؛ فهو أصغر الأديرة من حيث المساحة، غير أن هذا الدير يمكن أن يطلق عليه "عُلِّيَة صهيون الثانية" ففى عليه صهيون الأولى ظهر الرب يسوع لتلاميذه بعد القيامة وتحدث معهم, هكذا أيضًا شهد هذا المكان المقدس حضور الرب يسوع وحديثه مع القديس الأنبا توماس.. ويضم الدير الكنيسة الأثرية. كما يضم الدير مائدة الضيوف والمكتبة في مواجهة الداخل من الباب الرئيسى، وفى الجهة البحرية من الدير يوجد بعض القلالى وقلاية الأب المشرف على الدير. +نظرة تاريخية على الدير: في الفترة من 617-627 م. (أي خلال العشرة سنوات التي احتل فيها الفُرس مصر) ذكر بتلر Butler أن قائد جيوش كسرى نزل ومعه جنوده إلى الجنوب بمحاذاة النيل لكي يفتح الصعيد، وكانت معاملته للقبط سيئة جدًا. ولا شك أن الدير أصابه بعض الخراب، وإن لم يكن كل الخراب في تلك الفترة؛ حيث أنه قريب من النيل نوعًا ما، أعلى على سفح الجبل الذي يقع بين الوادي ومجرى النيل. إلى جانب غارات البدو الرُّحَّل القادمين من جبل القلزم على البحر الأحمر، وربما قد يكونوا نهبوا الدير.. وبعد ذلك بخمسين سنة، وفي نهاية القرن السابع سادت مصر حالة من الاستقرار (685-704 م.) في فترة حكم الوالي الأموي عبد العزيز بن مروان، الذي اشتهر عصره بالبناء والعِمارة.. وكان مُحِبًّا للأقباط وبطاركتهم المعاصرين له، ويتضح ذلك في أنه عَيَّن أثناسيوس الرهاوي رئيسًا لديوانه. وقد ساهَم الرهاوي بنفوذه في تعمير كنائس الأقباط وأديرتهم، وإعادة بناءها. وفي مجموعة البردي القبطية Coptic papyri التي نُشِرَت عام 1952 في مانشستر بواسطة جون رايلند John Rylands إشارة واضحة إلى إيصالات دُفِعَت في دير أنبا توماس أصدرها أبوللوس وباخوم إلى الأب جورج رئيس الدير السابق. وهذه الضرائب كان يتم فرضها على الأفراد وعلى ملكية الأطيان الزراعية. وقد كان ذلك في القرن الثامن، وإن لم تُحدد السنة بالضبط التي دُفِعَت فيها الضرائب . وهذا يوضح أن الدير كان عامرًا بالآباء الرهبان، وكان له رئيس، وممتلكات من الأراضي الزراعية بالقدر الذي يستحق أن تُدْفَع عنه ضرائب. وحتى نهاية القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشر الميلادي لم يوجد أي مصدر يدل على تاريخ الدير ومصيره في تلك الفترة، حتى اعتلى الحكم في مصر الحاكم بأمر الله، الذي أصدر أمرًا بهدم كنائس مصر (1011 م.)، ولم تقم لأغلبها قائمة، حيث تم الاعتداء على البيعة المقدسة، وقيل انه هدم من الكنائس والأديرة حوالي ثلاثين ألف. وفي القرن الثالث عشر الميلادي حدث زلزال كبير في المنطقة أدى إلى تَصَدُّع المباني. ويحدثنا المؤرخ المقريزي في القرن الخامس عشر عن خرب الأديرة في تلك المنطقة، وإن كان لم يذكر دير الأنبا توماس صراحةً، في حين تكلم عن دير الأنبا شنوده الشرقي -والذي يقع شمال غرب قرية عرب بني واصل بحوالي كيلومتر واحد، ويبعد أربعة كيلومتر شمال دير الأنبا توماس- حتى أن الدير الأحمر كان يشغل مساحة قدرها أربعة أفدنة وثلاثة أرباع الفدان، في حين أن مساحته الحالية فدانًا واحدًا. وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي حدثت معارك بين الفرنسيين والمماليك، ويُحتمل أن يكون التدمير والتخريب الذي حدث في أديرة المنطقة ومنها دير الأنبا توماس كان نتيجة لذلك. وفي كتاب "تحفة السائلين" للقمص عبد المسيح صليب المسعودي البراموسي يذكر الدير أنه غير مهجور. ومن ذلك يتضح أن دير الأنبا توماس كان عامرًا بالصلوات من الربع الأخير من القرن الثامن عشر، حتى النصف الأول من القرن العشرين. يعتبر الدير من أقدم أديرة المنطقة، وتدل الآثار التي وُجِدَت في وادي سِرجة على أن الأنبا توماس هو المؤسس الأول لهذه المنقطة ولهذا الدير. واستمر حتى القرن 18 عامرًا بالرهبان، ولكنه هُجِرَ بعد ذلك نتيجة الاعتداءات عليه. +الخدمة والصلاة في دير القديس الأنبا توماس: ظل الدير فترة طويلة خاليًا من الرهبانية, وأقتصرت الصلاة فيه على بعض المناسبات مثل الصوم الكبير, وعيد القديس الأنبا توماس السائح وغيرها من المناسبات القليلة. قام نيافة الأنبا بسادة اسقف أخميم وساقلته بإفتتاح الدير في أوائل عام 1984. تولى قدس أبونا إبرآم الصموئيلي للخدمة في الدير عام 1985، وبدأت يد الله تعمل في تعمير الدير وفى الخدمة وفى التعمير والإفتقاد وراحة الزوار.. +سور الدير: كان للدير سور من الطين والطوب اللبن لا يتجاوز ارتفاعه المترين، وكان مُتهالِكًا جدًا وبعض أجزاؤه مفقودة تمامًا. ولكن بعد مجهود كبير وتحت إشراف هيئة الآثار بسوهاج وأخميم، تمت الموافقة على بناء السور الخارجي للدير، وهذه كانت أول مرحلة تعمير نتج عنها بناء سور عظيم يليق بمكانة الدير، وكذلك إنشاء بوابة عالية قوية. |
|