منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2016, 05:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,140

مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
نصُّ الإنجيل


يُشْبِهُ ملكوتُ اللهِ رجلاً يَبذُرُ الزَّرْعَ في الأَرض . ثُمَّ يَنامُ في اللّيلِ ويَقومُ في النهارِ والزَّرْعُ يَنبُتُ ويَنمو وهوَ لا يَدْري كيفَ كانَ ذلك . فالأَرضُ مِنْ نَفسِها تُنْبِتُ العُشْبَ أَوَّلاً , ثُمَّ السُّنْبُلَ, ثُمَّ القَمْحَ الذي يَملأُ السُّنْبُل, حتَّى إذا نَضِجَ القَمْحُ حَمَلَ الرجُلُ مِنْجَلَهُ في الحال , لأَنَّ الحَصادَ قدْ حان . ( مرقس 4/26-29 )
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل

الفكرة الأساسيَّة الواردة في هذا المثل هي أن ملكوت الله هو كالحبَّة المزروعة في الأرض, ينمو بقدرته تعالى نموَّاً خفيَّاً متواصلاً. أمَّا دور الإنسان في هذا النموِّ فينحصر بمساهمته المحدودة التي يقوم بها على قدْر طاقته. وإليكم إيضاح هذه الفكرة
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
قدرة الله ومساهمة الإنسان

ضرب يسوع هذا المثل ليُزيل من أذهاننا خطأً كبيراً من شأنه أن يحملنا على الاعتقاد أن ملكوت الله ينمو بقوَّتنا وجهودنا ونشاطاتنا الشخصيَّة. فقال لنا: إن الزارع بعدما يزرع زرعه يستسلم إلى الهدوء والسكينة. فالأرضُ تعمل عملها, والحَبُّ ينمو بطريقة سِريَّة. ولكنَّنا نتساءَل: أليس للإنسان دورٌ في نموِّ الزرع ؟ بلى! إنَّ له دوراً في نموّ الزرع، ولكنّه دورٌ ثانويّ ومحدود.
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
1- مساهمة الإنسان المحدودة

نقول إنّ للإنسان دوراً في نموِّ الزرع. فالمثل لا يُنكر ما يقوم به الزارع من أعمال في الحقل. فإنه يحرث الأرض, ويرشُّ السماد, ويجرُّ مياه السقي في أوقات انحباس المطر, ويُنقذ النبات من الحشرات الضارَّة, ويقتلع النباتات الطفيليَّة. إن كلَّ هذه الأعمال ضروريَّة لنموِّ الزرع, ولكنَّها ليست السببَ الجوهري لنموِّه, بل هي أعمال خارجيَّة تعبِّر بطريقة عمليَّة عن مساهمة الإنسان المحدودة في نموِّ الزرع.
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
2- قدرة الله الخفيّة

إنَّ نموَّ الزرع في حدِّ ذاته – وهذا ما نسمِّيه سرَّ الحياة – قدرةٌ خفيَّةٌ وضعها الله في داخلِ الحبَّة, ولولاها لا تنمو الحبَّة مهما عملت يدُ الإنسان. لذلك نقول إن ملكوت الله ينمو لا بقدرة الإنسان, بل بقدرة الله.

وما هو الزرع الذي تحدَّث عنه يسوع في هذا المثل؟ إنَّه النعمة الإلهيَّة أوَّلاً, وهو الكنيسة أيضاً التي أسَّسها في العالم.
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
الزرع هو أوَّلاً النعمة في نفس الإنسان

إنَّ الزرع هو أوَّلاً نعمة الله. فعندما يقبل الإنسان المعموديَّة يزرع الله في نفسه النعمة المقدِّسة. والنعمة المقدِّسة حياةٌ إلهيَّةٌ, قابلة للنموِّ والازدهار في نفس الإنسان المعمَّد بمساهمة الإنسان وقدرة الله. إنها تشبه الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته.
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
1- مساهمة الإنسان المُعَمَّد

إنّ الإنسان المُعمَّد يساهم في نموِّ النعمة وازدهارها في نفسه. فهو يقيم الصلاة, ويمارس الفضائل, ويحافظ على الوصايا , ويتجنَّب الخطيئة. وهذه كلُّها كالأعمال التي يقوم بها الزارع في حقله ويساهم بها في نموِّ زرعه.
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
2- قدرة الله الخفيّة

أمَّا نموِّ النعمة في حدِّ ذاته وفي جوهره فلا يتحقَّق إلاَّ بقدرة الله, ذلك لأنَّ النعمة موهبةٌ سماويَّةٌ مجّانيَّة تأتي مِنْ كرَم الله, وتفوق بطبيعتها الإلهيَّة طبيعة الإنسان المحدودة وسلطته البشريَّة. فلا تخضع لقدرته وجَهْده, بل لقدرة الله الذي ينميها.

وكما أن الزارع يحيا في جوٍّ هادئ, وهو مطمئن إلى أن الزرع في حقله ينمو في نور النهار وفي ظلام الليل, فكذلك المسيحي يحيا في جوٍّ من السعادة والفرح الداخلي, وهو مطمئن إلى أن النعمة تنمو في نفسه في نور السلام والتعزية الروحيَّة, وفي ظلام التجارب والمِحَن القاسية, وذلك إلى أن يحين وقت الَحصاد, وهو وقت وفاة الإنسان, فيفارق الحياة الدنيا ويقف للدينونة أمام الرب الديَّان العادل, فيُكافأ على نموِّ النعمة الإلهيَّة التي فتح لها قلبه طوال أيَّام حياته الأرضيَّة.
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
الزرع هو الكنيسة أيضاً

الزرع هو الكنيسة أيضاً التي زرعها الله في حقل هذا العالم. إنها تنمو وتُتابع نموَّها الآن بمساهمة الإنسان وقدرة الله إلى أن يحين يوم الحَصاد الأخير.

1- مساهمة الإنسان المُعمَّد

إن كنيسة الله تنمو في أيام السلام المستنيرة بشمس الهدوء والاطمئنان, بفضل نشاط أبنائها ومساهمتهم, وتنمو أيضاً في ليالي الاضطهاد المظلمة التي تُسفك فيها دماء شهدائها الأبطال. وهذا ما أظهره لنا بجلاء ووضوح تاريخ الاضطهادات.

فلابدَّ من القول إن هجمات الشرِّ عليها تعيق سيرها في العالم, وتحدُّ سرعتها, وإن أعمال الخير النابعة من قلوب المؤمنين الأتقياء تسهِّل عليها نموَّها وتقدُّمَها.

2- قدرة الله الخفيّة

أمَّا نموُّها في حدِّ ذاته وفي جوهره فهو عملُ الله, وهو ناجم عن قدرته الإلهيَّة الخفيّة. ذلك لأن الله وضع فيها القدرة الحيَّة على هذا النموِّ, و لا يستطيع إنسان مهما قَوِيَ وتجبَّر أن يزيلها من الوجود: " إنَّ أَبوابَ الجحيمِ لَنْ تقوى عليها. "

(متى 16/18) لذلك نقول إن نموَّ الكنيسة لا يخضع لمخطَّطات الناس, بل هو خارجُ نطاق أعمالهم البشريَّة, لأنه عمل إلهيٌّ محض.
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته
النتيجتان الكبريان من مساهمة الإنسان وقدرة الله

1- النتيجة الأولى هي أنَّ النشاطاتِ الزائفةَ والفارغةَ التي تقوم على قدرة البشر ومهارتهم فقط, ولا تلجأ إلى قدرة الله بالصلاة وطلب المعونة الإلهيَّة لا تفيد الكنيسة إطلاقاً. قال الله: " إنْ لم يَبنِ الرَّبُّ البيتَ فباطلاً يتعبُ البنَّاؤون." (مزمور 127/1) فالنشاطات التي لا تستند إلى قدرة الله ومعونته ولا تحمل أصحابَها على الصلاة وممارسة التقوى, لا تدعَم نموَّ الكنيسة إلاَّ ظاهريَّاً, ومآلُها الفشل المحتوم.

2- والنتيجة الثانية هي أن هذا المثل يزرع في قلوب المؤمنين التفاؤل بمستقبل الكنيسة. لا شكَّ في أن نموَّ الكنيسة اليومَ وفي المستقبل يقتضي مساهمة المؤمنين في عمل هذا النموِّ بتقديم المؤازرة لها روحيَّاً ومعنويَّاً وماديَّاً, وهذا ما أوضحه مثلُ عُمَّال الكَرْم الذي ذكر أن صاحب الكرْم بحث عن العُمَّال طوالَ نهاره وأرسلهم إلى العمل فيه. والكرْم هو كنيسة الله على الأرض. ( متى 20 /1-16 )

إن تاريخ الكنيسة يُظهر لنا بوضوح أنّها في بعض الأقطار قد تراجعت في سيرها، بل اندثرت تماماً. إنّ هذا الأمر المؤلم لا يعود إلى عدم اكتراث الله لها، بل إلى تخاذل أبنائها وعدم مساهمتهم في عمله تعالى. وسوف يدينهم الله على تخاذلهم.

ومع ذلك فإنّ نموَّ الكنيسة على الأرض هو في الأساس عملُ الله الذي يعمل ويحرِّك ويخلق الأشياء كلَّها. وهو لا يخذلها أبداً على الرَّغم من تراجعها في بعض الأقطار، ومن الصعوبات والاضطهادات التي تعترض سيرها في العالم, بل يمدُّها دوماً بالقدرة الإلهيَّة على أن تنمو وتعمل على سعادة البشر أجمعين. فلا خوف عليها من الانهيار لأنها مبنيَّة على صخرة يسوع مؤسِّسها.

التطبيق العملي

تذكَّرْ دوماً أن كلَّ عملٍ في الكنيسة هو عملُ الله, وهو يحتاج إلى مؤازرته تعالى لينمو ويزدهر. فلا تَقُمْ بأيِّ نشاطٍ كنَسيّ قبل أن تُصلِّي وتطلب معونة الله لنجاح هذا النشاط. فإنه كالزرع ينمو بالقدرة الإلهيَّة لا بقدرتك الذاتيَّة وحدَها.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بالمعمودية ينمو الزرع المقدس
يشدِّد مثل الزرع الذي ينمو على ان عمل المسيح الخلاصي
أنفرد مرقس الإنجيلي في تسجيل مَثَل الزرع الذي ينمو لوصف الملكوت
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته ( امثال السيد المسيح فى الانجيل )
مثل الزرع الذي ينمو من تلقاء ذاته


الساعة الآن 02:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024