رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ان اتفق اثنان منكم على الارض فى أى شىء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبى الذى فى السموات. لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم" (مت 18:19،20) كتبت احدى المستمعتين تقول: فى خريف عام 1932، كنت جالسة فى استراحة أحد الفنادق عندما عبرت على زائرة لا أعرفها اطلاقا، وأعطتنى نبذة عنوانها "للخطاة فقط" وسألتنى ان كنت قد قرأتها، فأجبتها "لا" فتركتها معى، وفى طريق عودتى للمنزل اشتريت لى نسخة أخرى منها. ولقد تأثرت جدا بالنبذة وشعرت بالرغبة فى أن يقرأها جميع معارفى وأصدقائى فى الحال، بل اننى أعددت قائمة بأكثر من مئة شخص أحببت أن أرسلها لهم. ولأننى لست غنية، فقد حققت هذه الرغبة باعارة نسختين لعدد كبير من الناس الذين يبدو أن الآخرين، وأيامنا كلها حالكة السواد شديدة الآلام، والليالى مليئة بعذاب الأرق الذى طال زمانه واستعصى؟ كيف نعيش فى سرور، ونصيبنا اليومى هو الفقر المدقع، وعدم القدرة على سد كل احتياجاتنا؟ كيف نتهلل وصلواتنا غير مستجابة، ووجه الله محجوب عنا، والمحن تتوارد علينا بغير انقطاع؟ وظلت تلح علينا هذه الوصية: أن نحب، ونبتهج، ونفرح النفوس التى نتصل بها. ومع ضعف قلبينا، فان واحدة منا أرادت باختيارها أن توقف الصراع، وتعبر منه الى صراع آخر، وحياة أكثر سعادة. ولكنه كان يشجعنا كل يوم قائلا انه لا يريد أن يحطم الآلات التى قصد أن يستخدمها، وأنه لا يرغب فلا أن يترك المعدن فى البوتقة، لمدة أطول مما هو ضرورى لاحتراق النفايات. لقد كان يحثنا باستمرار ألا نيأس، وكان يتكلم عن الفرح الذى يحمله لنا المستقبل، كما أعطيت لنا تفسيرات لكلماته لم تكن متوقعة اطلاقا. والامر المخالف لما كنا نظنه حتى الآن، فيما يختص باعلان المسيح عن نفسه، على اعتبار أنه لا يعطى الا لأقدس الناس وأكثرهم تعرضا للضيقات، هو أن هذه النعمة الهائلة قد أعطيت هنا لنفسين تصليان فلى اتحاد وثيق، ولهما نفس الرغبة الواحدة أن تحبا الرب وتخدماه. كما أثبت آخرون أن "مثل هذا الاتحاد يمكن أن يحقق – بين يدى الله- أمورا عظيمة، حتى انه لابد للقوى المعادية أن تعمل على الاضرار بهذه الصداقة".. وهذا ما ثبت صحته فعلا بعض الرسائل (التى جاءت من الرب)، لها جمال مدهش، ومن الأمثلة على ذلك: الأسلوب المهيب الذى ورد فى رسالة يوم 2 ديسمبر، وحتمية الألم فى الحياة المسيحية التى جاءت فى رسالة يوم 23 نوفمبر، وشرح التنفيذ العملى لقانون المعونة فى رسالة 5 ديسمبر. وقد تبدو بعض الرسائل الأخرى غير مترابطة، ذلك لأن التلميحات الشخصية والتكرار كان يلزم حذفهما. وهكذا فنحن نرى هذا الكتاب، الذى نعتقد أنه موجه من الرب نفسه، ليس هو كتابا عاديا! لقد نشر بعد صلوات كثيرة، لكى يكون برهانا على أن المسيح الحى يتكلم اليوم، ويقود خطى من هم أكثر اتضاعا من غيرهم. والكتاب يتضمن تفاصيل عظيمة الأهمية، فيما يخص عناية الرب ورعايته، وأنه مستعد لأن يكشف ذاته الآن كما فى كل أوان، كخادم متواضع وخالق جليل بآن واحد. |
|