رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوم الكفار العظيم إن كانت بعض الشعوب قد تعرفت خلال التقليد على الذبائح الدموية، إذ تسلموها عن نوح وبنيه الثلاثة، وقد شوهوا مفاهيمها وغايتها، لكن الشعب اليهودي قد أنفرد بطقس "يوم الكفارة العظيم" الذي عبثًا نجد ما يشبهه لدى أي شعب آخر. كان لهذا اليوم أهميته الخاصة عند اليهود، وله طقسه الفريد، يقدم لنا مفاهيم رائعة عن ذبيحة السيد المسيح وعملها الكفاري كما كشف لنا القديس بولس الرسول في الأصحاح التاسع من رسالته إلى العبرانيين. قبلما أتعرض لتفسير الأصحاح السادس عشر من سفر اللاويين الخاص بهذا اليوم الفريد وددت أن أسجل بعض الملاحظات عن هذا اليوم من جهة أهميته وغايته والاستعداد له وطقوسه. أهميته: كان لأهمية هذا اليوم وشهرته عند اليهود أن علماء التلمود دعوه "اليوم"، لعله كما جاء في (عب 7: 27)، وأيضًا كما قيل "الصوم" في سفر الأعمال (أع 27: 9)، إذ لا يحتاج إلى تعريف. لعلهم كانوا يتطلعون إليه كما نتطلع نحن إلى يوم "الجمعة العظيمة" بكونه يوم الكفارة العظيم، الذي فيه نرى رئيس كهنتنا الأعظم يشفع بدمه الثمين عن العالم كله، ليدخل بمؤمنيه منهم إلى سماء السموات، فيكون لهم موضع في حضن أبيه السماوي، أو لعله يمثل يوم عماد السيد المسيح الذي فيه أدخلنا إلى التمتع بالسماء المفتوحة خلال اتحادنا مع الآب في ابنه المدفون في مياه المعمودية القائم من الأموات وتمتعنا بالبنوة بروحه القدوس. وتظهر أهميته أيضًا من دعوته "سبت السبوت" أو "سبت الراحة"، وكأن فيه تتحقق الراحة التامة بكونه "عيد الأعياد". يظهر ذلك بارتباطه بعيد المظال الذي يُحسب خاتمة السنة اليهودية الدينية حيث يقيمون فيه فرحهم بالحصاد وشكرهم لله في الخامس عشر من الشهر السبتي أو السابع آخر شهورهم، يسبقه "يوم الكفارة العظيم" في اليوم العاشر حيث يعلن كمال المصالحة بين الله وشعبه، وتقديس كل الجماعة لكي تتهيأ للفرح الكامل وتقدر أن تقدم ذبيحة شكر لله في عيد المظال. وإن عرفنا أن عيد المظال قد صار فيما بعد رمزًا لضم الأمم للعضوية في الكنيسة المقدسة، يكون يوم الكفارة (الصليب) هو الطريق الذي فيه تم هذا العمل العظيم. هذا ويليق بنا أن نذكر أن السنة اليوبيلية، سنة التحرر الكامل "كانت تعلن لنا دائمًا في يوم الكفارة". إن الاحتفال بهذا اليوم في العاشر من الشهر السبتي إنما يُشير إلى الكمال (رقم 10) الذي به يتحقق تقديس الشهر السبتي أو الشهر المقدس. ولأهمية هذا اليوم كان شيوخ السنهدريم السبعون يدربون الكهنة الجديدة على طقوسه وتحفيظه جميع الأمور المتعلقة به. هذا وسنرى خلال طقوسه الفريدة التي يمارسها رئيس الكهنة بنفسه خلال تطهيرات مستمرة غير منقطعة مع صوم الشعب اليوم كله كيف يكشف عن دور هذا اليوم في حياة الشعب القديم وما حمله إلينا من رموز روحية نبوية تمس علاقتنا بالله وخلالصنا الأبدي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
غايه يوم الكفار العظيم |
توقفنا عن الگلام حين فقد ألعتاب أهميته |
سر مسحة المرضى؟ ما هو وما هي أهميته؟ |
القلب.. أهميته وعمله -1 |
سر مسحة المرضى؟ ما هو وما هي أهميته؟ |