رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في كتاب مكرس لسعادة الأسرة تلك السعادة التي لا يمكن ان تتحقق إلا عبر علاقات سليمة متقاطعة بين الزوجين والوالدين والابناء حيث الحب هو اللبنة الأولى في تكوين الأسرة وعبرها تتحقق المعجزة الطبيعية ميلاد طفل صغير جداً عاجز كل العجز ضعيف كل الضعف يكمل بناءها. حيث موضوع الكتاب الجديد «سيكولوجية الحب والعلاقات الأسرية» تأليف د. سيرغي كوفالوف تعريب د. نزار عيون السود حيث ثبت منذ القدم ان التربية عملية معقدة متعددة الجوانب والاتجاهات والأبعاد تمارسها مؤسسات اجتماعية مختلفة حيث يمكن الحديث عن التربية بمعناها الواسع الشامل لمجمل العلاقات الاجتماعية المكونة بصورة مباشرة اوغير مباشرة لشخصية مواطن مجتمع معين ما وعن التربية بمعناها الضيق من حيث هي منظومة من الأساليب والطرائق والمؤثرات المحددة التي تسمح بالوصول الى المردود التربوي الضروري. وفي هذا الاطار يتحدث الفصل الأول من الكتاب الجديد عن أهم المسائل النظرية للزواج والاسرة وعن وظائف الاسرة وانواع العلاقات الأسرية وطابعها كذلك عن قضايا الأسرة السعيدة والموفقة من وجهة نظر المجتمع والأسرة نفسها وعلماء النفس والتربية وعن مسائل النظرية النفسية الاجتماعية للعلاقات السرية والتوصيات التطبيقية العملية المنبثقة منها. حيث يرى عالم الاجتماع الروسي المتخصص بالأسرة ف. سولوفيوف ان جملة العلاقات الاسرية يمكن تقسيمها الى سبعة انواع كالعلاقات البيولوجية وتشمل مجال التركيب العمري والجنسي وعدد افراد الأسرة والولادات والصحة وبشكل عام ما يتعلق بالجنس والحياة الجنسية والنمو الجسدي والوراثة وكذلك علاقات القرابة بين افراد الاسرة كذلك العلاقات الاقتصادية المنزلية التي تشكل الاساس المادي للحياة الاسرية وتشمل إدارة الاقتصاد المنزلي وميزانية الاسرة وتوزيع المسئوليات والواجبات في المنزل وغيرها من الأمور المنزلية التي يتوزعها افراد الاسرة وبالاختلاف عن هذه العلاقات التي تشكل «البنية التحتية» للأسرة فيما تشكل جميع انواع العلاقات الأسرية نوعا من «البنية الفوقية» للأسرة هذه بالاضافة الى العلاقات الحقوقية القانونية وتميز التنظيم القانوني للزواج والطلاق والحقوق الشخصية وحقوق الملكية وواجبات الزوجين والعلاقات بين الوالدين وبين الابناء والاقارب ومسائل الارث والتبني، كذلك العلاقات الأخلاقية وتشمل مسائل العواطف الأسرية وباديء ذي بدء الحب والواجب والقيم الأخلاقية للأسرة والتربية الخلقية والفكرية وما شابهها من العلاقات التي تشكل أساس نمو الطفل من حيث هو إنسان ومواطن هذا بالاضافة الى العلاقات السيكولوجية التي تشمل مجال تفاعل البنية النفسية لأفراد الأسرة وتحقق فترات توافقهم وانسجامهم وتشكل مناخ الأسرة النفسي وتكوين المشاعر والعلاقات بين افراد الأسرة ونمو الطفل كشخصية كذلك العلاقات التربوية وتتعلق مباشرة بمسائل التربية الأسرية وتحقيق الوظائف التربوية للأسرة، واخيرا العلاقات الجمالية التي تحدد جمالية السلوك والكلام والحديث واللباس والمسكن واستخدام منجزات الأدب والفن وتشكل بالتالي اساس التراكم والتواصل الثقافي للأسرة. فيما يتناول الفصل الثاني مسألة مهمة وهي العلاقات بين الزوجين كقاعدة بنائها الأمثل والنزعات الأسرية ومباديء السيطرة عليها وتوجيهها والحب وطرق الحفاظ عليه وابقاؤه مدى الحياة وسيكولوجية العلاقات الخاصة بين الزوجين. حيث يعرف عالم الاجتماع الألماني (ر. كينغ) الحب بأنه الشكل الأسمى والأعلى والأرقى بالنسبة لكثير من المفكرين والشعراء للتعبير عن التقارب الإنساني، كما يعرف عالم النفس الأميركي «و. هود» الحب بأنه تعلق عاطفي قوي بين شاب وفتاة او بين رجل وامرأة يشعران على الأقل بحد ادنى من الرغبة بالتواصل الجنسي والانجذاب احدهما نحو الآخر. بينما عرف كاتب ساخر الحب بأنه «الموقف الجيد نحو شيء من الأشياء وربما كان التعريف العملي الأفضل للحب هو التعريف الذي ورد في إحدى رسائل الحب الهندية القديمة الذي يرى بأن هناك ثلاثة مصادر لهوى الإنسان وهي العقل والنفس والجسد حيث هوى العقل يولد الاحترام وهوى النفس يولد الصداقة وهوى الجسد يولد الرغبة واندماج هذه الأهواء الثلاثة يولد الحب وهنا يجدر الانتباه الى أن نشوء الحب يتطلب اندماج الأهواء الثلاثة جميعها فالحب يحتاج الى انسجام كامل وكذلك المحافظة على هذه العاطفة تتطلب تنميتها في جميع جوانب الحياة الزوجية دون استثناء وإن نسيان احدهما قد يؤدي الى ضياع الحب وفقدانه عامة. فيما يتحدث الفصل الثالث من كتاب «سيكولوجية الحب والعلاقات الأسرية» عن تربية الطفل ونموه كما يتناول العبارة القائلة بأن «الأطفال مرآة والديهم» من وجهة نظر علمية تبين خطأها وصوابها كما يتحدث عن الدرجات التي يجتازها الطفل من الولادة وحتى الشباب حيث يستشهد مؤلف الكتاب بما أجراه الباحث النفسي الموسكوفي «ل. آ. ابراميان» لدراسة حالات الفشل الانفعالي والعاطفي عند اطفال الروضة ومعاناتهم من السخط وعدم الرضى وشعورهم بإهانة كرامتهم وشعورهم بالغيرة والقلق وما شابه ذلك. فقد اكتشف خصائص أسر هؤلاء الاطفال وخصائص آبائهم وأمهاتهم الذين هم سبب هذا الاخفاق والفشل ومن أهم هذه الخصائص فوضى التربية بسبب عدم توفر أية تصورات عن نتائجها وعدم توافق تطلعات الوالدين التربوية مع افعالهم التربوية وتباين اتجاهات المتطلبات من الطفل كذلك التوجه الأحادي الجانب نحو النمو العقلي للطفل على حساب النمو الاجتماعي والتمسك الصارم بقواعد التربية النظامية ونظام التقويم القاسي الذي أدى الى الكثير من الشكليات وتباين الاساليب التربوية الذي أدى الى ازدواجية موقف الطفل في البيت وفي الروضة كذلك النقص الشديد في التواصل الحقيقي بين الوالدين والطفل وعدم التواصل الكافي بين الطفل والكبار في فترة الطفولة المبكرة. هذا كله من جانب الأسرة أما من جانب شخصية الوالدين فقد لاحظ الباحث الأثر السلبي للخصائص التي تتمثل في الانغلاق في جو الأسرة وانعدام الاهتمام بحياة الناس الآخرين وعدم التواصل معهم كذلك الموقف الانتقائي الضيق من الناس الآخرين والموقف السلبي في تقويم الناس الذين لم يحققوا نجاحا في حياتهم الى جانب النزعة الاستبدادية المموهة بحب الطفل وعدم القدرة على ملاحظة خاصياته القيمة ونقاط ضعفه وغرور الوالدين الذي يصر على تسريع نمو الاطفال وفرض متطلبات لا طاقة لهم بها. فيما كرس الفصل الرابع لمسائل في غاية الاهمية وهي فن الابوة ومباديء تكوين الأطفال من الناحية الأخلاقية ومن الناحية العملية كذلك مسألة الحياة المشتركة في الأسرة المتعددة الأجيال والعملية التربوية المشتركة فيها. اما الفصل الخامس والأخير من الكتاب الجديد فيتحدث عن توزيع المهام والواجبات البيئية وميزانية الأسرة واستخدام هذين المجالين من العلاقات الأسرية في التربية الاقتصادية العملية للأطفال حيث تعتبر الوجود او الكينونة المنزلية مسألة على جانب كبير من الأهمية لدرجة انه دون التنظيم المنطقي العقلاني لهذا الوجود العائلي لن تكون هناك اي وظيفة من وظائف الأسرة ولن تقوم حياة عائلية طبيعية التعديل الأخير تم بواسطة Marina Greiss ; 25 - 03 - 2019 الساعة 05:56 PM |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأسرة هي أصغر مجتمع بشرى، أو هي نواة المجتمع البشرى |
نواة التمر |
لا تتخلصي من «نواة البلح» |
3 نواب تلاحقهم تهم العمالة للخارج |
نواب بنكهة أجنبية تحت قبة «البرلمان» |