منذ العظة على الجبل ألحَّ يسوع على توبة القلب: المصالحة مع الأخ قبل تقديم القربان على المذبح. الغفران للقريب المنوّه به في صلاة الأبانا، هو ما يجب أن يكون لكي تُقبل توبة الخاطىء... ثم تكلم عن محبة القريب والصلاة لأجل المضطهدين، والصلاة للآب في الخفية (متى 6/6)، وعدم تكرار الكلام عبثاً (متى 6/7)، والمغفرة من أعماق القلب في الصلاة (متى 6/14-15)، ونقاوة القلب، وطلب ملكوت الله (متى 6/21). صلاة التوبة هذه هي التي تؤثر بقلب الله، وتقود إلى مغفرة الخطايا، أي إلى أن يكون الإنسان بلا عيب...
وللحصول على التوبة الكاملة وجد سر من أسرار الكنيسة السبعة يسمى أيضاً سر المصالحة أو الغفران أو سر الاعتراف... ويجد أساسه في ذبيحة المسيح الخلاصية: "خذوا وكلوا فهذا هو جسدي لمغفرة الخطايا..." وصلاة الأبانا تقول: أن اغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا"... وهذا هو المكان الوحيد الذي يبدو الله فيه متشبهاً بنا، وكأنه يستجدي منا الغفران لأخوتنا فيغفر لنا سبحانه بكل طيبة وعفوية...