“فُرِجَت” وزمن الضيق
أما العامل الثاني، والذي يتحكم فيه الله شخصيًا، فهو زمن الضيق الذي يجتاز فيه المؤمن، وهذا يظهر في الكلام الخاص لملاك كنيسة سميرنا «لاَ تَخَفِ الْبَتَّةَ مِمَّا أَنْتَ عَتِيدٌ أَنْ تَتَأَلَّمَ بِهِ. هُوَذَا إِبْلِيسُ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُمْ فِي السِّجْنِ لِكَيْ تُجَرَّبُوا، وَيَكُونَ لَكُمْ ضِيْقٌ عَشَرَةَ أَيَّامٍ. كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» (رؤيا2: 10)، ولاحظ كلمة «عشرة أيام»، فالله العلي هو المتحكم الوحيد في زمن الضيق، ويضبطه على ساعته باللحظة دون تقديم أو تأخير، فلا يمكن أن يكون الضيق تسعة أيام أو حتى أحد عشرة يومًا. صحيح أن هذا الأمر لا يعجب إبليس وبعض الناس الذين يكرهون المؤمن ويتلذذون بأن يزيدوا من زمن ضيقته، ولكن هيهات، فالأمر ليس بيدهم بالمرة، فعندما ينتهي وقت التجربة والضيق، ويتحقَّق هدف الله منها، يتوقف الزمن وتدقّ الساعات وتعلن أنها “فُرجت”.
عزيزي القارئ، كلنا نمر بضيق مختلف الدرجات والأنواع، ولكن اطمئن، فالأمر يخضع لتحكُّم الله القدير المحب، الذي يتحكم في درجة الضيق، وفي مدته أيضًا، ويقينًا عندما يحقق هدفه من وراء هذا الضيق، ستنعم بالنضج وباللمعان، ووقتها ستختفي لغة الواقع والعيان بأنها “أغلقت”، وستبرز لغة الرجاء والإيمان أنها “فُرجت”.