رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوحدة 731 صفحة سوداء في تاريخ اليابان
معسكرات التعذيب ليست بمصطلح جديد علينا، لم نعد نرتعد حتى من سماع الكلمة، من فرط تداولها ووجودها في كل بقعة في هذا العالم المريض، هناك معسكرات أخذت نصيب كبير من الشهرة للفظائع التي ترتكب داخلها، كمعسكر أوشفيتز والذي يعد من أبشع معسكرات التعذيب ليس في تاريخ ألمانيا النازية فقط، بل في تاريخ العالم كله، لكن هل سمعت من قبل عن الوحدة 731 ؟ يبدو أن هناك ما ينافس معسكر أوشفيتز في بشاعته، لكن لم يتم الكشف عنه إلا مؤخرًا وهو المعسكر 731، أو كما تعرف بـ ” الوحدة 713 ” التي لا تقل بشاعة عن أوشفيتز، نفس أساليب التعذيب المستخدمة على السجناء والأسرى، الكارثة التي تمكن في هذه الوحدة ليست فقط أساليبها الوحشية، بل في السبب والدافع وراء هذه الوحشية، ستدرك كم أننا نعيش في عالم مجنون حقًا… ما هى الوحدة 731 ؟ هي وحدة سرية تم تأسيسها في الجيش الامبراطوري الياباني عام 1932، كانت تعرف رسميًا باسم “دائرة كيمبايتاي السياسية ومختبر أبحاث الوقاية من الأوبئة”،لكنها في الواقع كانت مختبر سري لتطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية المحظورة دوليًا، وكانت تجرى به العديد من التجارب والأبحاث للخروج بأفضل الأسلحة التي لا تبقى ولا تذر، وذلك خلال الحرب اليابانية الصينية، والحرب العالمية الثانية. وبالرغم من كم الجرائم التي ارتكبت داخل هذه الوحدة، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف، إلا إنها احتفظت بسريتها حتى آخر لحظة، ولم تُكشف سوى بعد أعوام طويلة، حيث ظلت طي الكتمان حتى منتصف الثمنينات، ومن أهم الأسباب التي جعلت هذه الوحدة تحتفظ بسريتها لوقت طويل؛ إن العاملون بها أخفوا كل الدلائل فور غزو الاتحاد السوفيتي، وتم تدمير المباني بالكامل لإخفاء أي أثر ممكن. الجرائم التي ترتكب داخل الوحدة 731 ; ارتكبت الوحدة 731 كل ماهو غير آدمي ووحشي، كل ما يخطر في بالك من قتل وتقطيع أطراف وتشريح، كل ما شاهدته في أفلام الزومبي والقتل والدماء، كان مجسدًا بتلك الوحدة، حيث كانت تقام الاختبارات والأبحاث على الأسرى والسجناء وهم أحياء، يتم تشريح أجسادهم بدون تخدير، وذلك بعد إصابتهم عمدًا بأمراض وأوبئة معدية كالطاعون والجدري والكوليرا، بهدف دراسة تأثير هذه الأمراض على أعضائهم وأجسادهم، وكان يتم تشريح أجسادهم وهم أحياء حتى تكون النتيجة أكثر دقة، لا تسألني كيف! أيضًا من التجارب البشعة أن يقوموا بتقطيع أطراف الأسرى، لاختبار رد الفعل لأعضاءه الداخلية ومراقبة ما يحدث للجسم عند فقد الدم، وبالتأكيد يتم إجراء هذه الاختبارات الحيوانية على الأسرى وهم أحياء، من الفظائع التي كانت ترتكب أيضًا ما يسمى باختبار قضمة الصقيع وهو تعريض السجين لأقل درجة حرارة ممكنة ودراسة ما يحدث في جسده، والأمر ذاته بتعريضه لأعلى درجة حرارة ممكنة ومراقبته وهو ينصهر! هذا فضلًا عن تجربة الأسلحة والقنابل عليهم، ودراسة استجابة اجسادهم للأسلحة من قريب ومن بعيد، حيث كان يتم ربط الأسرى على بعد مسافة معينة واختبار الاسلحة عليهم، وبعد أن يتم قتلهم جميعًا يأتوا بأسرى جدد لاختبار الأسلحة على مسافة جديدة وهكذا، وبالطبع كان لهم من الأسلحة الكيماوية نصيب! أما التعذيب البيولوجي فكان أبشع ما في الأمر، حيث يتم حقن الأسرى بالجراثيم، خاصة المرضى منهم، لمعرفة إمكانية انتقال المرض عن طريق البراغيث أم لا، وحقنهم بمواد كيميائية سامة واختبار هذه المواد عليهم، باختصار يبدو أن هؤلاء المجانين يظنون بأنهم يتعاملون مع دمى أو فئران تجارب وليس بشر. عن إمبراطور هذا الجحيم ; شيرو إيشي هو المجنون اللعين الذي ابتدع فكرة الوحدة 731 ، والذي حث الإمبراطورية اليابانية عليها، بحجة أن كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والصين وكوريا؛ يجهزون لأسلحة بيولوجية لتدمير اليابان، وعليه تم انشاء هذه الوحدة، ومن الجدير بالذكر أنه حتى بعد كشف هذه الجرائم، لم يتم توجيه لشيرو إيشي أية جرائم حرب، بالعكس تم إصدار عفو عنه بعد سقوط اليابان، بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية التي وجدت في النتائج التي خرج بها إيشي؛ ما هو أهم من معاقبته على قتل كل هذه الأرواح بهذه الطرق غير الآدمية! شهود عيان في عام 2014 نشر متحف أدلة جرائم الحرب بالصين، شهادة لسائق يدعى ساداو كوشي كان يعمل في الوحدة 731 ، يعترف فيها بأنه شارك في كافة التجارب البيولوجية غير الآدمية التي تم إجراءها على الأسرى، وأنه قام بنفسه بتتبع كل من حاولوا الهرب وقتلهم، وعن سبب اعترافه يقول كوشي: كان لابد أن أقول الحقيقة، أريد أن اريح ضميري قبل أن أموت.”، وهنا علينا أن نتساءل حقًا عن ماهية الضمير الذي يتحدث عنه كوشي! شاهد آخر يدعى موريوكا؛ وهو مزارع مسن عمل سابقًا كمساعد طبي في الوحدة 731 ، يقول موريوكا أنه لازال يتذكر ذلك الشاب الذي تم تشريحه وهو على قيد الحياة، لازال يتذكر صراخه، عندما التقط الطبيب المشرط وشق جسده من الصدر إلى البطن! ومع ذلك هذا الطبيب وغيره من الأطباء، عاد إلى عمله بشكل طبيعي بعد الحرب، حد أن أحد الأطباء ويدعى مساجي كيتانو بات رئيسًا لأكبر شركة أدوية في اليابان، وكأن شيئًا لم يكن! السؤال هنا؛ ما الذي أعاد هؤلاء الأطباء لممارسة أعمالهم كأن أيديهم لم تلوث بالدماء؟ ما الذي يجعل المحاكم ترفض تعويض المتضررين من هذه الكوارث؟ الجواب ببساطة وللمرة الثانية؛ هو أن الولايات المتحدة رفضت التحقيق في الموضوع، او اعتباره جرائم حرب، لمدى أهمية النتائج التي خرج بها إيشي وغيره من الأطباء، وأهمية المعلومات التي أدلوا بها فتم الإعفاء عنهم، والتستر على كل تلك الجرائم كأنها لم تكن. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تاريخ المسيحية في اليابان في سطور |
البابا شنودة صفحة مضيئة في تاريخ الوطن |
ضع نقطة سوداء وسط صفحة كبيرة بيضاء |
موشيه دايان تاريخ حافل بجرائم سوداء |
فترات سوداء في تاريخ مصــر: |