رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نصيب أفرايم بعشائره... كلمة "أفرايم" تعني (الثمر المتكاثر)، كأن هذا السبط إنما يضم جماعة المؤمنين الذين قبلوا عطية المسيح لهم، روحه القدوس ساكنًا فيهم يهبهم ثمره المتزايد. هؤلاء بحق يستحقون الالتصاق بإخوتهم بني يهوذا، لأنه إن كان يهوذا يُشير إلى التمتع بالاتحاد مع السيد المسيح الخارج من هذا السبط، والانتساب له، فإن بني أفرايم يمثلون أصحاب الثمار المتكاثرة في المسيح يسوع بواسطة روحه القدوس، الذي يأخذ مما له ويخبرنا (يو 16: 15). إنه يهبنا سمات السيد المسيح نفسه، فيعطينا محبة المسيح وفرحه وسلامه وصلاحه وطول أناته إلخ... (غلا 5: 22) وذلك خلال دخوله بنا إلى الثبوت في المسيح، أو إتحادنا معه وفيه. إذن فثمر الروح لا ينفصل عن الوحدة مع الآب في المسيح يسوع، وكأن أفرايم إنما يجب أن يلتصق بيهوذا ويصحبه! بمعنى آخر، ليت كل مؤمن من انتسب لأفرايم، وصار له ثمر الروح القدس ينطلق خلال هذا الثمر إلى إتحاد أعمق مع السيد المسيح. يشجعنا القديس جيرومأن نلتصق بهذا السبط إذ لنا معه نصيب في الميراث الإلهي أو الإكليل، قائلًا: [كن أفرايم أيضًا، كن مثمرًا، لتنتج الأعمال الصالحة، وعندئذ يكون لك إكليل الرب]. ويلاحظ في تقسيم أرض الموعد أن أفرايم ونصف منسى أخذا منتصف كنعان (السامرية)، لأن شكيم كان قد عينها يعقوب ليوسف (تك 48: 21-22، يش 42: 32)، فيها دُفنت عظام يوسف، وقد صارت من نصيب منسى، بينما صارت شيلوه من نصيب أفرايم ولكلا البلدين ذكريات روحية خاصة لدى الشعب القديم، نكتفي هنا بالحديث عن شيلوه بكونها نصيب أفرايم. فإن "شيلوه" غالبًا ما تعني (موضع الراحة)، تبعد حوالي 9 أميال شمال شرق بيت إيل وحوالي 17 ميلًا شمال أورشليم، ربما تكون سيلون الحالية. |
|