منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 07 - 2012, 11:12 PM
الصورة الرمزية daughter of king
 
daughter of king
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  daughter of king غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 76
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,700

الفراغ العاطفي لقداسه البابا شنوده الثالث


تحدثنا من قبل عن الفراغ من جهة الوقت والفكر، وعن فراغ الشخصية، وفراغ الروح. ونوِد أن نُحدِّثكم اليوم عن الفراغ العاطفي وأنواعه، ومَن الذين يقاسون هذا الفراغ؟ ولماذا؟ وكيف يتخلَّص البعض من الفراغ العاطفي، بطُرق سليمة أو خاطئة؟


هناك نوعان من الفراغ: أحدهما حالة إنسان يشعر أن له قلباً كبيراً، ولا يجد مَن يملأ قلبه، فيشعر بفراغ، ويريد أن يوزِّع محبَّته، ولا يعرف إلى مَن؟ وهذا النوع يمكن أن ينحرف، إذ ركَّز عواطفه في شخصية مُعيَّنة وأحبها بطريقة خاطئة. ولكن هذا القلب الكبير قد يريحه أن يوزِّع عواطفه في المجال الاجتماعي مثلاً، كإدخال السعادة إلى قلوب اليتامى والأطفال، والمعوزين والفقراء، والمُعاقين والمرضى، والعمل الجاد في حل مشاكل الغير...


والنوع الثاني من الشاعرين بالفراغ العاطفي هم الذين يشعرون أنهم في حاجة إلى مَن يحبهم ويحنو عليهم، ولا يجدونه! وقد يبدأ هذا بوضوح في سن الطفولة. والفراغ العاطفي عند الأطفال، ونتائجه، هو موضوع طويل سنحاول أن نطرقه:


تبدأ المشكلة عند الأطفال في عدم إشباع عواطفهم من جهة والديهم أو من جهة أقاربهم أو إخوتهم أو أصحابهم. ويحدث ذلك أحياناً في حالة ابن وحيد، ليس له أخ أو أخت. ولهذا فأنا أقول دائماً أنه لا يصح أن الأسرة تكتفي بإنجاب ابن واحد، فالأصلح أن يوجد اثنان على الأقل، يُسلِّي كل منهما الآخر، يلعبان معاً، يتحدَّثان معاً، يضحكان معاً، بل حتى يختلفان ويصطلحان، ويتفاهمان معاً بعقلية الأطفال. وفي كل ذلك إشباع عاطفي لكل منهما في جو الصداقة والمودَّة، بالإضافة إلى ما ينالونه من الوالدين.


غير أنَّ الأطفال قد لا يجدون ما يحتاجونه من شبع عاطفي من الوالدين، فالعاطفة التي من الأبوة والأمومة لها طابع خاص ومذاق خاص. وقد يُحرَم الطفل من هذه العاطفة بسبب إهمال الوالدين أو مشغوليتهما: فالأب مشغول طول النهار، وليس لديه وقت لأطفاله! وحينما يرجع إلى بيته يكون في حاجة إلى راحة، ولا يتفرَّغ لتدليل الأطفال حتى إن طلبوا ذلك! كما أن الأم العاملة، إن رجعت إلى بيتها، قد تنشغل بأمور البيت، أو تكون مرهقة وليس لديها وقت ولا أعصاب للأطفال!


وأحياناً حينما يكبر الطفل بعض الشيء، تظن الأسرة أنه لم يعد محتاجاً إلى الحنان، فتهمله من جهة الإشباع العاطفي. وإن طلب ذلك، تظن أن ذلك لون من (الدلع)! بينما هو محتاج إلى العاطفة مهما كبر... وإن لم يجدها عند والديه، سيلتمسها من الخارج، ولا ندري كيف تكون!


وفي بعض الحالات، قد تعتمد الأم العاملة على الدادات أو المُربِّيات، في العناية بطفلها الصغير. ولكن هؤلاء الغريبات لا يمكن أن يُقدمنَ للطفل العاطفة الطبيعية التي للأم..!


وقد يُقاسي بعض الأطفال من الفراغ العاطفي بسبب عدم عدل الوالدين في معاملة أبنائهم. فقد يوجد تمييز بين معاملة الولد والبنت. وتشعر البنت بفراغ عاطفي أو بغيرة نتيجة لذلك. أو يوجد تمايز آخر من الوالدين في معاملتهما لكل من الابن الكبير أو الابن الصغير، أو في الحنو الذي يُقدَّم للابن الجميل ويُحرَم منه الذي هو أقل جمالاً. وهناك أنواع أخرى في تمييز المعاملة بين الأبناء، يشعر بها الأقل بفراغ عاطفي. بينما المساواة هى الوضع السليم...


كذلك مِمَّا يُتعب بعض الأطفال عاطفياً، أنهم قد يعيشون في بيت بعيد عن الحُب، أو له أسلوب خاص في التربية! مِثال ذلك ابنة لها أب حازم جداً وشديد في معاملته، كثير التوبيخ، كثير العقاب، لا تجد فيه إطلاقاً حنان الأبوة. فرُبَّما هذه الابنة -وهى في هذا الفراغ العاطفي- تجد مَن يُقدِّم لها الحُب، ولو بطريقة خاطئة، فتقبل ذلك، وترتاح إليه، لأنها في حاجة إلى قلب، أي قلب، تجد فيه حُبَّاً وحناناً...


لذلك نحن ننصح الآباء والأمهات بأن يقدِّموا لأبنائهم وبناتهم كل حُب وحنان، ويعاملون حينما يكبرون بروح المودَّة والصداقة، فهذا يحميهم من الإنحراف. كما ننصح الأبناء والبنات -إن احتاجوا إلى إشباع عاطفي- أن يستوفوا ما يريدون بطريقة سليمة، بغير خطأ أو إنحراف، في صداقة طاهرة...


كذلك ننصح باستمرار العاطفة بين المتزوجين. لأن الزواج قد يبدأ بمحبة قوية، ثم بمرور الوقت قد يحدث فتور في ذلك الحُب. ونتيجة لسوء التعامل، يبدأ كل طرف منهما أن يشعر بفراغ عاطفي، قد ينتهي بالانفصال أو بقضايا الطلاق! والزوجان الحكيمان يزدادان حُبَّاً يوماً بعد يوم، ولا فراغ في محبتهما...


هذا كله، يجعلنا نتحدَّث أيضاً عن الفراغ العاطفي عند الكبار، في حالة المترملين مثلاً. فالأرملة وقد فقدت زوجها شريك حياتها، قد تشعر بفراغ عاطفي، رُبَّما تحاول أن تملأه بمحبة أبنائها. ولكن قد يحدث أن الأبناء يتزوجون ويفترقون في مساكنهم، أو يهاجر البعض منهم، ويزداد الفراغ...


وهكذا نشأت بيوت للمسنين والمُسنَّات، حيث لم يعد لهؤلاء من الأقارب مَن يهتم به. فأصبحت هذه البيوت تقوم بالرعاية اللازمة لكبار السن، ليس فقط من جهة العناية المادية بهم، بل من جهة الإشباع العاطفي أيضاً. ونحن نلاحظ أن أي كلمة طيِّبة أو كلمة مديح أو حُب تُقال لهؤلاء المسنين، تترك في نفوسهم أثراً عميقاً يفرحون به، إذ أنه قد مضى عليهم زمن طويل لم يسمعوا فيه مثل تلك الكلمات...


الفراغ العاطفي قد يشعر به أيضاً، أصحاب المناصب الكبيرة الذين احيلوا إلى المعاش، ولم تعهد إليهم بمسئولية أخرى، وفقدوا ما كانوا يسمعونه قبلاً من عبارات التوقير والتبجيل والاحترام، وما كان لهم من إلتجاء الكثيرين إليهم! هؤلاء كل عبارة مديح يسمعونها وهو خارج المنصب، تُقدِّم لهم إشباعاً عاطفياً، إذ لم ينسَ الناس ماضيهم.


نلاحظ أنَّ الذين يشعرون بفراغ عاطفي، إمَّا أن يملأوه بطريقة روحية سليمة بمحبة اللَّه والناس، وبالخدمة الاجتماعية. أو البعض يعوضون ذلك بالانحراف الجسدي، باللهو، أو بالمخدرات. والبعض يشبعون أنفسهم بالدراسة والمعرفة. أو بكتابة البحوث أو مذكَّراتهم. والبعض يلجأون إلى ملء الفراغ بأنواع كثيرة من الأنشطة التي تستهويهم. ويجدون في تلك الأنشطة إشباعاً لعواطفهم.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تصميم لقداسه البابا شنوده الثالث
اهتم بابديتك لقداسه البابا شنوده الثالث
الفرح وانواعه لقداسه البابا شنوده الثالث
الفراغ العاطفى لقداسه البابا شنوده
القلب الحنون ..لقداسه البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 03:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024