صلاة الصلح فى القداس الحبشى قد ايه جميله

[Marina Greiss]

يا رئيس الحياه وملك الدهور، اللهم يا من تجثو له كل ركبة، ما فى السموات وما على الارض، وما تحت الارض. الذى الكل مذلول وخاضع بنير العبوديه تحت خضوع قضيب ملكه، الذى تمجده الاجناد الملائكيه والطغمات السمائيه والطبائع العقليه، بصوت لايسكت ناطق بالوهيته، واذ قد سررت بنا نحن ايضا الضعفاء الارضيين ان نخدمك، لا من اجل نقاوة ايدينا، لاننا لم نفعل الصلاح على الارض، بل مريدا ان تعطينا نحن البائسين غير المستحقين من طهرك. اقبلنا اليك ايها الصالح محب البشر، اذ ندنوا من مذحبك المقدس ككثرة رحمتك، واجعلنا اهلا للسلام السمائى اللائق بلاهوتك، والمملوء خلاصا، لنعطيه بعضنا لبعض بمحبة كاملا، ونقبل بعضنا بعض بقبلة مقدسه.
لا بحاسة مرزولة رافضة لمخافتك، ولا بفكر غاش مملوء من شر الدافع، غير متفقة نياتنا فى الخبث، بل برغبة نفسونا وتهليل قلوبنا، اذ لنا العلامة العظيمه الكامله، التى بمبحبة ابنك الوحيد، ولا تطرحنا نحن عبيدك من اجل دنس خطايانا، لانك انت العارف كخالق جبلتنا، انه ليس مولود امراه يتذكى امامك، فاجعلنا اذا اهلا يا سيدنا بقلب طاهر ونفس مملؤه من نعمتك، ان نقف امامك ونقدم لك هذه الصعيده المقدسه الناطقه الروحانيه غير الدمويه، صفحا لذلاتنا وغفرانا لجهالة شعبك، لانك اله رؤوف متحنن.
رفعنا اليك عيوننا يارب، رفعنا قلوبنا وافكارنا، انت الكائن من قبل تاسيس العالم، وسوف تكون الى الابد، لا يعرف احد بدايتك او نهايتك، انت غير محدود لايقدر احد ان يحدك، ولا يقدر احد ان يعرفك او يراك، انت تعرف ذاتك، ملكوتك غير محدود وقوتك لا تغلب، وعظمتك لا نهائيه ومجدك غير مستتر، الكل لا يقدرون ان يروك ومع ذلك انت ترى الكل، ليست لك بدايه لكنك تضع نهاية لكل شىء، انت لانهائى لكنك تضع حدود لكل شىء، كل الاشياء منك وكل الاشياء بك، وكل الاشياء لك، انت فى الكل، وفى عظمتك انت اعلى من العلويين، ومع ذلك فانك افتقدت المتواضعين بمجىء ابنك، فى احتاجبك انت ابعد من البعيدين، برحمتك انت تقرب الى نفسك البعيدين، انت فى الكل وانت خارج الكل، عظمتك مختبئة فيك وقدرتك مختبئة فيك، انت نفسك تحجب نفسك بنفسك، وتخبىء نفسك بنفسك، اخبرنا عنك ابنك الذى ولدته، الذى ولد منك خرج لنا بانباء عنك هو مكرم مثلك، انت الذى ولدته، انت اخبرتنا عنه وانت الشاهد عنه بكلمته، بانه هو ابنك بالحق وانك ابوه بالحق، هو يعرفونك مع ابنك وهو لديه مجد مع من ولده، ليس هنالك يوم بينك وبينه، وليست هناك ساعة بين الابن وابيه، ليس الاب اعظم من ابنه وليس الابن اقل من ابيه، وفكر القلب اذ يفكر عميقا لا يقدر ان يسبق ناقل المرسلات، او ان يكون اعلى من الساهرين، لا يقدر ان يعوم متخفيا، او يخرج سرا، لا يقدر ان يدخل ليراك لايقدر ان يحاول معرفتك، او يسعى لمعرفتك ولو معرفة جزئية، ساعة واحدة اوحتى لحظة واحدة، لا يعرف احد ما بين الابن وابيه، لكن روحك القدوس الحى يعرف اعماق لاهوتك، لقد اعلن لنا طبيعتك واخبرنا عن وحدانيتك، لقد علمنا وحدتك واعاننا لمعرفة ثالوثك، لقد حدثنا عن مساوتك غير الفاسده، وعن وحدتك غير المنفصله عن طبيعتك غير المتجزئه، الاب هو الشاهد للابن والروح القدس، والابن يكرز عن الاب والروح القدس، والروح القدس يعلم عن الاب والابن، لكى يعبد الثلاثة باسم واحد، انت تعلن مجدك المخبوء العجيب لمن يسبحونك، وتبينه لهم برحمة نعمتك، العلويون فى درجاتهم، والملائكه فى رتبهم، والساهرون فى بروقهم، والشاربيم فى قدرتهم، والسيرافيم فى المجد، والكل بخوف ورعدة يسجدون للرب القريب، كانهم بعيدون.
اذ يغطون وجوههم بالبرق، لئلا تلتهمهم النار الاكله، فانهم يغطون ارجلهم بجمر النار، لئلا تحرقها لهب القوه، انهم يطيرون فى اربعة اركان العالم، وفى اقصى الارجاء امام من هو فى كل انحاء العالم، بكلمات عظيمه منيره عجيبه يدعون الواحد غير المنظور ليقدسوه، انهم فى جنودهم وفى درجاتهم وبجماعتهم وبرتبهم يمجدونك ايها الاب، ويسجدون لك ويمجدون ابنك الوحيد وروحك القدوس الحى، كلهم معا يقدمون لك الشكر من اجل مجدك، اجعلنا مساوين لهم، لنقول معا معهم اذكرنا يارب برحمتك.
قدوس قدوس قدوس، ونحن مثلهم نشكرك، ونؤمن انك قدوس قدوس قدوس يا رب الجنود الكامل، وان السماء والارض مملؤتان من قداسة مجدك، فريد انت وابدى ازلى ايها الاب القدوس، فريد انت وابدى ازلى ايها الابن القدوس، فريد انت وابدى ازلى ايها الروح القدس، ثلاثة اسماء واله واحد، انت قد وهبت لكل قديسيك حسب صلاحك ان يكونوا قديسين، انت قد خلقت كل خليقتك بكلمتك، انت خلقت كل الاشياء دون ان يوجهك احد ما، انت تحمل الكل بدون ان تكل، انت تطعم الكل دون انقطاع، انت تفكر فى الكل دون ان تنسى احدا، انت تعطى الكل دون ان تنقص، انت تروى الكل دون ان تجف، انت تذكر الكل دون ان تنسى احدا، انت تحرس الكل دون ان تنام، انت تسمع الكل دون ان تغفل احدا، انت تترك الكل دون ان تاخذ شيئا، انت الكريم دون ان يعطيك احدا شيئا، الخالق الذى لايوجهك احد، الملك الذى لا يقيمك احد، الرب الذى لا يحاكمك احدك، الاله الذى لا يفرضك احد ولا يثنيك احد، انت هو المعطى من خزائنك غير المحدوده، واذ تملأ كل مكان اخبرتنا عنك بالطريقه التى نقبلها، انت ارسلت ابنك الينا، فاتى دون ان ينفصل عنك ومشى دون ان يتحرك عنك، كان معك وهو فى الجسد، انه موجود حيث انت موجود، كان مع ابيه فى السماء بينما كان مع من ولده على الارض، نزل دون ان ينقص من فوق او يضيف الى اسفل، حبل به فى البطن ومع ذلك لم تحده البطن، لبس فى البطن ومع ذلك فكان هو اللانهائى، خالق كل جسد عاش فى البطن، الجالس على الشاروبيم ظهر فى الجسد، النار الاكلة لبست جسدا، الروح غير المنظور لبس جسدا، ولد من المختبىء الى المستعلن، ذاك الذى يكون الاجنة فى البطن صار جنينا، لفوه باقمصة ذاك الملتحف بالنور، سكن فى بيوت الفقراء كفقير، كملك ارسل سفراء لياتوا اليه بهدايا من بعيد، ذاك الذى يرشد البقره لتعرف صاحبها نام فى حظيرة، نما كطفل وسجدوا له كرب الكل، مشى كانسان ومع ذلك عمل كاله، جاع اختيارا كابن البشر واعطى الكثيرين من الجياع ليشبعوا من خبز قليل حسب قدرته، عطش كانسان يموت وحول الماء الى خمر اذ هو القادر، ان يهب حياة للجميع، نام كابناء الجسد واستيقظ وانتهر الرياح كخالق، تعب واستراح كمتواضع ومشى على الماء كمتعال، ضربوه عى الراس كعبد وحررنا من نير الخطيه كرب الكل، تحمل كل الالام ذاك الذى شفى الاعمى ببصاقه واعطانا الروح القدس، ارتضى ان يبصق عليه النجسون، ذاك الذى يغفر الخطايا اتهموه كخاطىء، قاضى القضاه حاكموه، صلب على خشبه ليدين الخطيه، حسب فى عداد الخطاه ليحسبنا فى عداد الابرار، مات بارادته ودفن باختياره، مات ليبيد الموت، مات ليهب حياة للموتى، فن ليقيم المسجونين ويحفظ الاحياء ويطهر الدنسين، ويبرر الخطاة ويجمع معنا المشتتين، ويرد الخطاه الى المج والكرامه، والشكر لك الى الابد.
يجب ان يؤمن بك الموتى الذين اقمتهم، والاحياء الذين حفظتهم، والنجسون الذين طهرتهم، والاثمه الذين بررتهم، والمشتتون الذين جمعتهم، والخطاه الذين ارجعتهم، نسجد لك ونمجدك يا ينبوع الحكمه، وكلمة المشوره

، وكنز العون ومسكن البركه، ومصدر الربح ونبع النبوه، و المجرى العظيم، وبئر الكرامه وزينة الملكوت، وتاج الكهنه الطاهر، انت هو الملك الذى لك اكليل المجد، الذى يسجدون لك، انت اصل المجد ونور الكرامه، والثوب غير المنسوج، واللباس غير المهدول، والطريق الى الابد، والباب الى الذى ولدك، والكنز الذى اكتشف، واللؤلؤه التى وجدت، وااوزنه التى تضاعفت والخميره التى تخمر العجين، والملح الذى يعطى مذاقا لمن لا مذاق له،

انت هو النور الذى يبدد الظلمه، السراج الذى ينير العالم كله، الاساس الراسخ الذى يتزعزع، الحصن الذى لا يمكن ان يهدم، السفينه التى لا يمكن تتحطم، المسكن الذى لا يمكن ان يقتحم، النير الهين والحمل الخفيف،

كل هذه هى يسوع المسيح الذى هو قوة ابيه وحكمته، هو يفكر فى الكل ويطعم الكل، يعطى الاعمى نورا ليرى، فاتحا المنافذ التى كانت مغلقه، يجعل الصم يسمعون والاذن الصماء تسمع، بنزع ثوب البرص من الجسم ويكسوه ثوب لحم، يشدد اليد اليابسه ويجعل الرجل العرجاء تمشى،

يعيد النفس الى جسدها ويضع الروح فى مسكنها، يغرق قطيع الخنازير بواسطة جمهور الشياطين، وينزع المرض من الجسم المعتل، يا شمس البر من اجنحتك يشرق ينبوع الخير، يا شمس البر المجد والكرامه والشكر لك الى الابد